سنفتقد عام 2020".. رغم حدة الكوارث الطبيعية علماء المناخ يتوقعون أن "الأسوأ لم يأت بعد

في الخميس ١٠ - سبتمبر - ٢٠٢٠ ١٢:٠٠ صباحاً

تتخذ الكوارث الطبيعية التي يشهدها العالم حاليا منحا متطرفا، ربما لم ينتبه البعض إليها بسبب الاهتمام بجائحة فيروس كورونا، لكن علماء المناخ يقولون إن عام 2020 ورغم شراسة الظواهر التي تحدث خلاله سيكون من أخف الأعوام في حدة مصائبه.  

ويرجع علماء المناخ معظم الكوارث الطبيعية التي يشهدها العالم حاليا إلى تغير المناخ.

فولاية كاليفورنيا الأميركية لا تزال تكافح لإخماد حرائق الغابات التي أصبحت من بين الأكبر في تاريخها، وذلك بعد 20 عاما من الجفاف الشديد. 

وتخطت النيران حدود الولاية التي تقع على الساحل الغربي للولايات المتحدة لتصل إلى شمالها في أجزاء من ولاية أوريغون التي لا تشتعل فيها النيران عادة.

آثار الحرائق في ولاية أوريغون.
آثار الحرائق في ولاية أوريغون.

وفي الوقت نفسه، تحوم العاصفتان الاستوائيتان 16 و17 فوق المحيط الأطلسي، وهو رقم قياسي لهذا الوقت من العام.

وضرب إعصار هايشن القوي، هذا الأسبوع أيضا، اليابان وشبه الجزيرة الكورية.

والشهر الماضي، بلغت درجة الحرارة في وادي الموت في ولايتي كاليفورنيا ونيفادا، 130 درجة فهرنهايت، أي ما يعادل 54.44 درجة مئوية، وهي أعلى درجات حرارة الأرض منذ ما يقرب من قرن.

آثار العاصفة الاستوائية في هايتي.
آثار العاصفة الاستوائية في هايتي.

أما مدينة فينيكس، عاصمة ولاية أريزونا، فلا تزال تسجل درجات حرارة مرتفعة أيضا، بينما مرت ولاية كولورادو بضربة جوية بدأت بحرارة بلغت 90 درجة فهرنهايت وانتهت بتساقط ثلوج، هذا الأسبوع. 

فيما بلغت درجة حرارة سيبيريا (شرق روسيا)، المشهورة بمناخها الجليدي، 100 درجة فهرنايت في وقت سابق هذا العام، مصحوبة بحرائق غابات. وقبل ذلك تعرضت أستراليا ومنطقة الأمازون في البرازيل لحرائق واسعة.

ووسط كل ذلك، تعرضت ديريتشو في ولاية آيوا، لعاصفة عبارة عن جدار رياح غريب شرس وخطير وكأنه إعصار كبير، مما تسبب في أضرار بمليارات الدولارات.

حتى سيببيريا المشهورة بمناخها الجليدي لم تسلم من الحرائق.
حتى سيببيريا المشهورة بمناخها الجليدي لم تسلم من الحرائق.

ورغم كل هذه الكوارث، قالت عالمة المناخ بجامعة جورجيا للتكنولوجيا، كيم كوب، الأربعاء، لوكالة أسوشيتد برس: "ستزداد الأمور سوءا. أقول ذلك بتأكيد لأن ما يحدث يتحدى الخيال. وهذا هو الشيء المخيف الذي تعرفه كعالم مناخ في عام 2020".

بينما يرجع رئيس العلوم البيئية بجامعة كولورادو، وليد عبد العاطي، وهو كبير العلماء السابق في وكالة ناسا، تفاقم مسار الكوارث.

وأضاف عبد العاطي: "بعد 10 سنوات من الآن، سننظر بقوة إلى الوراء، ونقول لقد كان 2020 عاما مجنونا، لكننا نفتقده". 

وقبل 10 أو 20 عاما، كان علماء مناخ يتوقعون شراسة ما يحدث الآن من كوراث طبيعية، محذرين من ظاهرة التغير المناخي.

وتوضح عالمة المناخ في ولاية كارولينا الشمالية كاثي ديلو، قائلة: "يبدو أن هذا هو ما كنا نتحدث عنه دائما منذ عقد من الزمان".

ويتوافق حديث ديلو مع كوب التي قالت إنه كان من الصعب فهم الحجم الهائل لما يحدث الآن قبل 10 أو 20 عاما. مثلما يصعب فهم مستقبل الكوارث المناخية الآن.

وأضافت كوب "كان من الممكن أن يكون عام 2020 موضوع فيلم خيال علمي رائع في عام 2000"، وأشارت إلى أن "الثلاثينيات من القرن الحالي ستكون أسوأ بشكل ملحوظ من العشرينيات".

اجمالي القراءات 1474