جدل بمصر حول دعوة البرادعي لتغيير الدستور

في الإثنين ١٦ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

القاهرة-الجزيرة نت

أثارت دعوة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي لوضع دستور جديد لمصر وإشراك جماعة الإخوان المسلمين في العملية السياسية ردود أفعال متباينة داخل مصر بين مرحب باقتراحاته ومشكك في أهليته السياسية.

وانتقد البرادعي في تصريحات صحفية بالقاهرة الأوضاع السياسية بمصر، وقال "إن الوضع يمر بمرحلة الحضيض"، وطالب بوضع دستور يحدد مدة الرئاسة على فترتين، ويتيح الفرصة لكل الطوائف للمشاركة في العملية السياسية بما فيها الإخوان.

وقال المسؤول الدولي الحائز على جائزة نوبل للسلام إنه "يجب فتح الباب لتشكيل الأحزاب دون عقبات، وأن يكون الإخوان المسلمون جزءا من العملية السياسية، وكذا جميع فئات المجتمع الأخرى".

وفي تعليقه على تلك التصريحات قال الدكتور جهاد عودة عضو لجنة السياسات بالحزب الوطني التي يترأسها جمال مبارك نجل الرئيس المصري "إن البرادعي هبط علينا من السماء إلى عالم السياسة، وكلامه مجرد رأي شخصي، لا وزن له لأنه هو نفسه ليس له أي ثقل سياسي".
طموح
واعتبر عودة أن تصريحات البرادعي "ربما تكون تمهيدا لدخوله عالم السياسية بعد أن يترك منصبه الدولي"، لكنه عاد وقال "لو كانت تلك نيته، فهذه بداية خاطئة لأن دخول السياسة لا يكون بإطلاق التصريحات ولكن بالانتساب لحزب سياسي".

وكان البرادعي قال في تصريحاته إنه لا يرغب وليس لديه طموح لتولي منصب سياسى في مصر، لكنه مستعد للدخول فى معارك ضد أى نظام لصالح المواطن المصرى ولصالح تحسين الأحوال فى مصر.

وعلق عودة على ذلك بالقول "إن البرادعي يتصرف وكأنه بطل شعبي، وهذا كلام لا أفهم مغزاه وهدفه، الأفضل له أن يتحول إلى كاتب مقال بإحدى الصحف، لأن دخول السياسة يحتاج لضوابط".

وفي إشارة واضحة للتقارير الصحفية التي طرحت اسم البرادعي بعد فوزه بجائزة نوبل لخلافة الرئيس حسني مبارك (80 عاما) قال عودة إن "الطموح لتولي منصب قيادي بالأحزاب لم يعد سهلا بعد التعديلات الخاصة بضوابط الترشح لرئاسة الدولة والتي يفيد منها رؤساء الأحزاب وأعضاء الأمانة العامة بالأحزاب".

مصداقية
لكن القيادي الإخواني البارز عصام العريان رأى أن عدم انتساب البرادعي لحزب سياسي أو تيار معارض "يمنحه مصداقية كبيرة فى طرح آرائه التي أكدت أن ما تنادي به قوى المعارضة المصرية منذ سنين هو مطلب شعبي ونخبوي".
عصام العريان (الجزيرة أرشيف)


واستغرب العريان التقليل من ثقل البرادعي، وقال إنه شخصية مصرية مرموقة وله وضع دولي رفيع، ويمتلك عقلا راجحا بشهادة دول العالم التي جددت له رئاسة الوكالة الذرية لثلاث فترات، وكرمه الرئيس مبارك ومدحه الإعلام الحكومي بعد فوزه بنوبل، فكيف يقال الأن إنه ليس له وزن سياسي؟.

وأوضح أن الكثير من علماء مصر وأبنائها ممن تولوا مناصب دولية عبروا -بقدر ما استطاعوا- عن رفضهم للواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي المصري، لكن "النظام الحاكم يحتقر الشعب ولا يحترم رأيه، ويحتقر النخب الثقافية والسياسية ويحاول تمزيقها وتفريغها من كوادرها".

واستبعد العريان أن يقوم البرادعي وغيره من الشخصيات العامة بمصر بالتوسط بين الحكومة وقوى المعارضة أو بين تيارات المعارضة المختلفة.

وقال "هذا ليس دورهم، هم يقومون بدور زرقاء اليمامة الذي ينبه المجتمع للخطر القادم، لكن مواقفهم هذه تمثل ضغطا معنويا وأدبيا على النظام الحاكم قد تؤتي ثمارها فى وقت ما".

المصدر: الجزيرة

اجمالي القراءات 3456