انتقد يوجين روبنسون أسلوب تعاطي الرئيس دونالد ترامب مع الاحتجاجات التي عمت العديد من المدن الأميركية بأنها "توحّد الأميركيين ضده".
وقال الكاتب في مقاله بصحيفة واشنطن بوست إن المرة الأولى التي شهد فيها استخدام الغاز المدمع والقوة الوحشية ضد المتظاهرين المسالمين كانت في تشيلي في عهد الدكتاتور العسكري أوغستو بينوشيه.
وعلق بأن "الإساءة الصادمة لسلطة الدولة التي رأيناها بالقرب من البيت الأبيض يوم الاثنين ذكرتني بهذا المكان والزمان وبينت بوضوح الخطر الذي نواجهه الآن".
واستحضر الكاتب الأحداث الدامية في تشيلي لتفريق المتظاهرين واستخدام أسوأ أنواع الغاز المدمع -الذي جلب من حكومة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا- من أجل صورة تذكارية للدكتاتور بينوشيه.
ولم يتخيل أن يتكرر المشهد هنا في أرض الأحرار في لافاييت سكوير بمدينة واشنطن هذا الأسبوع، حيث فرّقت الشرطة المتظاهرين بالقنابل الصوتية والرصاص المطاطي والغاز المدمع لفتح مسار للرئيس وحاشيته من أجل صورة تذكارية أمام كنيسة القديس يوحنا -الأسقفية التاريخية- وبيده إنجيل كما لو كان أداة جديدة ومحسنة.
ووصف الكاتب استدعاء ترامب للجيش ردا على الاحتجاجات على مقتل جورج فلويد بأنها استبدادية، وتوضح مدى خطورة ترامب على الفكرة التي قامت عليها أميركا.
وتساءل عندما زار المكان عصر الأربعاء عن أن هذه الضارة التي أرتكبها ترامب ربما كانت نافعة وأتت بتأثير معاكس. وهو ما حدث عندما وجد أعدادا أكبر من الجماهير المسالمة التي كانت يوم الاثنين، ولفت انتباهه هذا التنوع الكبير في الحضور من الأميركيين البيض واللاتينيين والآسيويين الذي شاركوا بأعداد كبيرة مع الأميركيين الأفارقة وكان من المستحيل مراعاة مسافة التباعد الاجتماعي المقررة، ومع ذلك كان معظم المتظاهرين يرتدون الكمامات وأغطية الوجه.
وخلص روبنسون إلى أن هذه المظاهرات وحّدت الأميركيين على مختلف أطيافهم ضد ترامب. وختم بأن بينوشيه اعتقد أن بإمكانه استخدام القوة لترهيب المواطنين للخضوع أيضا، فانتهى به المطاف إلى أن طردوه من السلطة في استفتاء وجددوا التقاليد الديمقراطية الغالية، فذهب الطغاة بما اقترفوا وبقيت الأمة.