الأوقاف تعاقب خطيب مسجد طالب الأزهر بالاعتذار عن الفتوحات الإسلامية
قررت وزارة الأوقاف، فى بيان لها إحالة خطيب مسجد هاجم الثوابت، وذلك بناء على مذكرة الشيخ طه زيادة مدير أوقاف الدقهلية، وتم إحالة الشيخ نشأت عبد السميع زارع إلى باحث دعوة بمديرية أوقاف الدقهلية، مع منعه من صعود المنبر أو أداء الدروس الدينية بالمساجد لصالح العمل.
يأتى قرار إحالة زارع، كقرار جزائى بعد معاقبته مرتين سابقتين سافر خلالهما إلى إيران وهاجم ثوابت السنة واتهم باعتناق مذاهب وأفكار تخالف منهج الأزهر ومصر. وطالب زارع، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بالاعتذار لدول العالم عن الفتوحات الإسلامية، معتبرًا أنها احتلال وانتهاك لحقوق الإنسان.
وقال: كما ننتقد الحملات الصليبية ونقول لا علاقة لها بالمسيحية، ننتقد الفتوحات ونقول ليست من أركان الإسلام وفرائضه، وسيدنا على بن أبى طالب أوقفها ولم يفعلها، وأعمال الصحابة أعمال بشرية فيها الصواب والخطأ، وهذا لا يعيبهم، بدليل أن الصحابيين أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب اختلفا حول حرب الزكاة، فهما اختلفا فى أمر سياسى وليس دينيًا، مؤكدا تجديد الخطاب الدينى يسبقه نقد التراث، لأنه بشرى لمحاولة إيجاد معايير إنسانية متفق عليها فى عالم اليوم، ولأى نص يصدمنا مع الآخرين نشوف له حل، إما تأويله وإما ننظر فى سبب نزوله وتاريخه.
وقال زارع منذ سنوات فى مقال حمل عنوان (الفتوحات السياسية)، قلت فيه إن الفتوحات سياسية وليست إسلامية، وإن إلصاقها بالإسلام يضره، والقرآن كان واضحًا فى هذه القضية، وأكد أن الأصل هو السلم، وأن الحرب استثناء وتحدث للدفاع عن النفس (وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا أن الله لا يحب المعتدين)، (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير).
وأضاف زارع، الشيخ محمود شلتوت فى كتاب (الإسلام عقيدة وشريعة) أنكر الفتوحات، وقال إن الحرب دفاعية فقط وليست هجومية، فما هو موجود فى كتب التراث بما يسمى (جهاد الطلب) باطل باطل، وللأسف هو الموجود فى عقول كل تيارات الإسلام السياسى والتنظيمات الإرهابية المسلحة التى تحلم بالسبايا والغنائم.
وأضاف: رسولنا لم يدخل البلاد بل كان يكتفى بإرسال رسائل سلمية للملوك، وأسأل كل مؤيدى الفتوحات: (أترضاه لأمك أو لأختك؟)، ضع نفسك فى نفس المكان وتخيل أنك ولدت غير مسلم، فهل ترضى أن يعتدى عليك آخر ويخيرك بين الإسلام والجزية والقتال، وإذا انتصر عليك يأخذ نساءك سبايا كما تقول كتب الفقه والتراث.
فيما أثار زارع جدلا منذ عامين بزيارة إيران بشكل غير رسمى للعراق جدلا داخل الأوقاف، وهو ما دفعها إلى إيقافهم عن العمل وتحويل من ثبت سفرهم دون إذن للتحقيق بلجنة القيم بديوان عام الوزارة.
وأوقف وزير الأوقاف، نشأت عبد السميع زارع إمام وخطيب بأوقاف الدقهلية عن العمل وإحالته إلى التحقيق، ومنعه من صعود المنبر، أو أداء الدروس الدينية بالمساجد، أو إمامة الناس فى الصلاة، وإلحاقه بالإدارة التابع لها، لحين انتهاء التحقيق، وذلك بناء على المذكرة المقدمة من الشيخ جابر طايع يوسف رئيس القطاع الدينى والتى أكدت سفره للعراق دون إذن مسبق.
وأكدت الوزارة، أن الشيخ "نشأت" لا يمثل الأزهر الشريف ولا وزارة الأوقاف، ولا أى جهة رسمية، والوزارة ستتخذ أقصى العقوبات الرادعة تجاه أى منتسب إليها، يثبت انتحاله صفة ليست له أو ادعاؤه تمثيلًا لم يفوض فيه فى أى محفل داخلى أو خارجي.
وحذرت وزارة الأوقاف جميع أبنائها والعاملين بها، من الاستجابة لأى دعوات خارجية دون إذن الوزارة، وأنها ستحيل إلى المحاكمة التأديبية التى قد تصل عقوبتها إلى الفصل لكل من يخالف هذه التعليمات.
وقال الشيخ نشأت زارع، كبير الأئمة بوزارة الأوقاف: إنه سافر إلى العراق بصحبة عدد من أئمة الوزارة على مسئوليتهم الشخصية وليس كمندوبين عن وزارة الأوقاف أو متحدثين باسم أى مؤسسة فى مصر، موضحا: ذهبت إلى العراق لكى أقول لهم لا تفرقوا بين سنى وشيعي.
وأضاف أنه سافر إلى العراق بناء على دعوة تلقاها من إحدى وسائل الإعلام هناك، موضحا حصلت على إجازة اعتيادية من عملى بالوزارة وسافرت إلى العراق مرتديا الزى الأزهرى