بعد أيام من تفاخر شيخ الأزهر أحمد الطيب بالفتوحات الإسلامية التي أدت إلى وضع المسلمين "لقدم في الأندلس وأخرى في الصين" على حد تعبيره، خرج شيخ أزهري ليرد على شيخ الأزهر.
وكان الطيب قد دافع عن التراث الإسلامي في معرض الرد على مطالبة رئيس جامعة القاهرة محمد عثمان الخشت بتنقيح التراث الإسلامي، بالقول إن هذا التراث قد أدى إلى أن يسيطر المسلمون على رقعة كبيرة من العالم.
لكن يبدو أن رأي شيخ الأزهر لا يحوز على إجماع العلماء ورجال الدين، مثل الشيخ نشأت زارع، كبير أئمة الأوقاف بمحافظة الدقهلية.
وكان زارع قد طالب شيخ الأزهر أحمد الطيب بالاعتذار لدول العالم عن الفتوحات الإسلامية، معتبرا أنها احتلال وانتهاك لحقوق الإنسان، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الدستور".
وقال زارع في حواره مع الصحيفة المصرية، "أعلنت رأيي منذ سنوات فى مقال حمل عنوان 'الفتوحات السياسية'، قلت فيه إن الفتوحات سياسية وليست إسلامية، وإن إلصاقها بالإسلام يضره، والقرآن كان واضحا فى هذه القضية."
وأوضح الشيخ المصري أن القرآن "أكد أن الأصل هو السلم، وأن الحرب استثناء وتحدث للدفاع عن النفس وفقا لآيات 'وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين'، 'أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير'".
ولفت زارع إلى أن هناك شيوخا أزهريين أنكروا الفتوحات، كان من بينهم الشيخ شلتوت الذي قال إن الحرب في الإسلام دفاعية فقط، وليست هجومية.
وأوضح زارع أن ما يعرف بـ"جهاد الطلب" المذكور في كتب التراث والفقه "باطل"، مضيفا أن هذه الفكرة في عقول تيارات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية المسلحة التي تحلم "بالسبابا والغنائم".
وبين زارع أن النبي محمد لم يدخل البلاد، بل كان يكتفي بإرسائل الرسائل السلمية إلى الملوك، مشيرا إلى أن علي بن أبي طالب قد أوقف الفتوحات ولم يفعلها عندما تولى حكم المسلمين.
وقبل واقعة شيخ الأزهر والخشت بأيام، كان الشيخ نشأت زارع قد عبر عن رأيه بخصوص الفتوحات عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، حيث كتب في منشور يتعجب من مواقف شيوخ الأزهر "الوسطيين" الذين يطالبون بغزو الشعوب الأخرى التي لم تولد على دين الإسلام.
وتوجه زارع إلى الشيوخ الذين يطلقون على هذه الفتوحات بأنها إسلامية بسؤالهم ماذا لو قام الغرب بغزو المسلمين "وهم أقوى عسكريا واقتصاديا، وخيروا الناس إما الدخول في المسيحية أو دفع الجزية".