إحتراما لرغبة أخي الدكتور أحمد ، قمت بإلغاء التعليق تحت مقالة الأستاذ سامر ، وأنشره كمقالة حتى يتضح للجميع أسلوب الأخ الكريم الأستاذ سامر في التعامل مع من يخالفة ، وأنه لا تعوزنا الحجة في الرد عليه
أستاذ سامر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرد على النقاط التي أثرتها بشيء من التعقل والروية
1- تقول (القرآن يحتوي على مجموعة من الكلمات الاعجمية . والله يقول ( بلسان عربي مبين) ونفى أن يكون فيه أي كلمات أعجمية . ألس هذا تكذيب لله !!؟) والرد علي&szcute;ك أن الله سبحانه وتعالى لم ينفي وجود كلمات أعجمية في القرآن الكريم ، وعندما يقول (بلسان عربي مبين) فإن أصل اللسان عربي ولكن لا يمنع أن يكون في اللسان كلمات أعجمية وأتحداك أن تأتي لنا بلسان نقي بلا أي كلمات من لسان آخر ، أكبر ميادين لندن (الطرف الأغر) والكلمة كما ترى عربية ، والصينيون يقولون (شي شي) ومأخوذة من شكرا العربية ، وجميع اللغات والألسنة تتفاعل مع بعضها البعض وتأخذ من بعضها ، فهل نقول أن اللسان الإنجليزي هو لسان عربي؟ ونقول اللسان الصيني لسان عربي؟ لمجرد وجود بعض الألفاظ العربية ، سيبقى اللسان الانجليزي إنجليزي واللسان الصيني صيني ، ثم بما تعلل أسماء الأنبياء في القرآن الكريم وكذلك الملائكة ، فهل هود وإسحق وإبراهيم وميكال كلها أسماء عربية؟ ، أنت تقول (نفى أن يكون فيه كلمات أعجمية) وأقول لك الجملة غير منضبطة ، لأنه لم ينفي وليس مجرد القول لسان عربي ينفي وجود كلمات أعجمية ، ولكن لسان عربي بمفهوم المخالفة ينفي أن يكون لسان أعجمي والفرق لو تعلمون عظيم ، فنحن لا نكذب كتاب الله ، ولكنك الذي تفتأت على كتاب الله بتحميله ما ليس فيه ، وهذا خوض أعيذ نفسي منه.
2- تقول (يوجد في القرآن ترادف. والله يقول كتاب محكم .أليس هذا تكذيب لله!!!) وأسئلك بدوري كيف يكون تكذيب لله؟ وهل معنى كونه محكم ألا يكون فيه ترادف؟ ، يبدوا أن الأمر ملتبس عليك بين الترادف والتطابق ، يوجد مترادفات في اللغة وفي القرآن ولكن ليس معنى هذا أنه يجوز وضع كلمة مكان كلمة – حاشا لله – فكلمات القرآن محكمة ، ورغم وجود الترادف فلا يجوز التبديل لأن الترادف غير التطابق ، ومن الأمثلة على الترادف ، قوله تعالى"فلما جاوزا قال لفتاه اتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا" الكهف 62 ، وقال تعالى"واذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد... ألاية" البقرة61 ، الغداء والطعام مترادفان لمعنى الأكل ، ولكن ليسا متطابقان ولا يجوز وضع كلمة مكان كلمة ، ويكون ذلك إلحاد في دين الله نعوذ بالله منه .
3- تقول (يوجد في القرآن مجاز. والله يقول إن كلامه كله حق ونور . أليس هذا تكذيب لله!!) ومن قال لك أن المجاز عكس (الحق والنور) يبدوا أنك تحتاج لإعادة ترتيب معاني المصطلحات ، فالمجاز ليس عكس الحق ، وقدمنا لك قوله تعالى" ومن كان في هذه اعمى فهو في الاخرة اعمى واضل سبيلا" الإسراء 72 ، وقلنا لا يمكن حمل المعنى على حقيقة العمى الذي هو فقدان البصر لقوله (ليس على الأعمى حرج) ، فالأعمى في الآية الأولى هالك لا محالة وفي الثانية ليس عليه حرج في التخلف عن القتال ، ولك دليل آخر يقول تعالى"تدمر كل شيء بامر ربها فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم كذلك نجزي القوم المجرمين" الأحقاف25 ، يقول دمرت كل شيء هل كان على الحقيقة لو قلت التعميم على الحقيقة أقول لك المساكن أيضا شيء ولم تدمر ، إذا فالتعميم جاء على المجاز لأنها لم تدمر كل شيء فأبقت على مساكنهم ومساكنهم حصرا شيء ، فما قولك؟
4- تقول (تقولون بعدم وجود مقصد في النص القرآني . أليس هذا عبث منزه الله عنه!!!) وأقول لك أستغفر الله العظيم وأنا بريء من كل من قال ليس هناك مقصد في النص القرآني ، فمن قال ذلك؟ قل لنا اسمه حتى نتهمه في دينه ، الله سبحانه منزه عن العبث واللهو ، وكل النص القرآني له مقصد ، والله سبحانه وتعالى يقول "وبالحق انزلناه وبالحق نزل وما ارسلناك الا مبشرا ونذيرا" الإسراء105 ، ويقول "إنه لقول فصل(13) وما هو بالهزل(14) سورة الطارق، إذا فهذا إتهام منك لنا جميعا بدون دليل
5- تقول (تقولون إن الحرف ليس له مفهوم . كيف ألف الله النص من أصوات لامفهوم لها؟ أليس هذا عبث واعتباط وتناقض!!!!) ، وأقول لك لم نتفق جميعا على هذه المقولة ، ثم أنه إذا كان للحرف مفهوم أو لم يكن له مفهوم فلا يؤثر ذلك على طريقة تأليف رب العالمين للقرآن ، لأن في النهاية كلماته عربية اللسان ، بلسان النبي ، واضحة وكل كلمة في مكانها الصحيح ولا يمكن التبديل أو التغيير في مواقع الكلمات ، وكل كلمات القرآن قصدية.
6- تقول (لا تفرقون بين المفاهيم المختلفة .مثل ( مصدقاً لما بين يديه) و( مصدقاُ لما معكم). أليس هذا اعتباط وعبث وجهل وسطحية!!!!!) أولا لقد إتهمت كل من خالفك بأربعة رذائل هي (الاعتباط) (العبث) (الجهل) (السطحية) ، وأقول أنت الذي تتمتع بسطحية تحسد عليها في فهم النص القرآني ، فمثلا قوله تعالى(مصدقا لما بين يديه) جائت في القرآن في سبعة مواضع في ستة آيات على الترتيب (البقرة97 ، آل عمران3 ، المائدة 46 ، 48 ، فاطر 31 ، الأحقاف30) وقد جاء الضمير في جميع الآيات عائد على الكتاب نفسه ، فيما عدا في المائدة 46 ، فقد جاء النص مرتين في الأولى عائد على عيسى عليه السلام ، ولما جاء النص مرتبط بالرسول وليس بالرسالة جاء التوضيح بقوله (من التوراة) ثم ذكر النص مرة أخرى في نفس الآية ، ويعود الضمير هنا على الأنجيل وليس على عيسى لكي يخبرنا رب العزة أنه عندما يقول (لما بين يديه) نفهم عودة الضمير على الكتاب اللاحق ، وهذا لغة يفيد التتابع في النزول ووحدة المصدر أنهم جميعا كتبا من عند الله ، أما عندما يأتي النص بقوله سبحانه وتعالى (مصدقا لما معكم) فإن الخطاب يكون لأهل الكتاب تحديدا ، وقد جاء النص مرتين في آيتين هما ( البقرة41 ،والنساء47) ، وعندما يأتي الخطاب بـ(ك) المخاطب ، فيحمل على التحذير والزجر وإقامة الحجة ، ولك أن تراجع الآيات ، ولكن من عجب العجاب أن تقول أنه مصدقا لما معكم يقصد (التوراة والأنجيل) ، وعندما يقول (مصدقا لما بين يديه) يقصد كتاب آخر ، فهذه قمة السطحية والخوض في كتاب الله ، وإتخاذه عضين ، أعوذ بالله منها.
7- تقول (اليهود والنصارى ليسا أتباع الانبياء والرسل.وانتم تعدونهم أتباع موسى وعيسى . أليس هذا خطل ما بعده من خطل!!!!) أنت أيضا قمت بسبنا هنا ونسبت إلينا (الخطل) ، والقاعدة الأصولية أن البينة على من أدعى ، ومنذ أنزل الله القرآن وحتى يومنا هذا يفهم كل المسلمين أن اليهود والنصارى هم أتباع موسى وعيسى عليهما السلام وإن حرفا في دينهما كما يحاول البعض من المسلمين مع القرآن ، فلو أن لك رأي آخر عليك إثباته دون إتهامنا بالخطل ، ثم أدعوك لأن تراجع الآيات من 44 : 48 سورة المائدة ، وقل لنا كيف فهمت النص القرآني ، وكذلك الآية 67 من سورة آل عمران.
8- تقول (إسرائيل ليس يعقوب بالنص القرآني . وأنتم تدمجوهما مع بعض !!!!!) وأقول لك هذا فهمك للنص القرآني ولا تدعي صحة هذا الفهم وتعميمه ومن يفهم عكس ذلك فهو لا يعرف ، وقد قلت من قبلك وتصدى لك أخ كريم (الدكتور / حسن أحمد عمر) ولم تستطيع إقناعنا بفهمك الغريب للقرآن ، ويمكن الرجوع لمقالتك والرد عليها.
9- تقول (بعضكم يطالب بدليل على أن القرآن منضبط بذات قوانين الكون. رغم أنه لو قرأ القرآن لشاهد ذلك بأم عينيه واضحاً!!!!) وأقول لك لا نحتاج لدليل على إنضباط القرآن فهو أصح كتاب عرفته البشرية وأضبط كتاب لأنه من رب العالمين فهو ليس بتأليف بشر ، ولكنه من عند رب البشر ، فلماذا نتكلم في دليل إنضباطه؟ ، هل لتأكيد إيماننا به؟ نقول لك نحن لا نريد تأكيد هذا الإيمان لأنه مطلق ، المطلوب منا العمل بما جاء فيه بإختصار شديد.
10- وتقول (وبعضكم يقول إن شرع القرآن يناقض الفطرة وضدها!!!!!!!) وهذه تهمة أخرى ترميها دون أن تقدم الدليل على مصدرها ، فما عساك تتهمنا بما ليس فينا ، القرآن لا يناقض الفطرة وأستغفر الله العظيم من هذا الاتهام ، والله يقول " فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون" الروم30
11- وأخيرا تقول (وبعضكم يرجع كلمة عربي للنبي في نص (أاعجمي وعربي)تقليداً للتراث .ليصير المفهوم أن القرآن أعجمي وشخص النبي عربي!!!!!!!) يا أخي لو قلنا أقرآن أعجمي ونبي عربي ؟ يكون سؤال إستنكار على الكفار الذين لو نزل عليه القرآن أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته ، والله سبحانه وتعالى بهذا السؤال ينفي صفة العجم عن القرآن ، وهذا مفهوم على وجه من الوجوه ، والوجه الآخر يفهم على أنه إستكمال لقول الكفار (أي أنه لو جعله الله قرآنا عربيا لقال الكفار لولا فصلت آياته كيف ينزل أعجميا على رجل عربي؟ ، فيفهم على وجهين الأول إستنكار من الله لكلامهم بأنه لا يجوز أن يكون القرآن أعجميات وينزل على نبي عربي ، والوجه الآخر تكملة كلام الكفار لو نزل القرآن أعجمي فسيقولون لولا فصلت آياته وكيف ينزل أعجمي على رجل عربي ، والله تعالى أعلم انتهى.
وأرجوك أخيرا لا تقلب الحقائق ولا تعتبر ما توصلت إليه مسلمات ولا تقوم بسبنا بشكل مبطن ، وما كنت أحب أن تصل لغة التخاطب بيننا لهذا ، ولكنك لم تجعل لي إختيار
وشكرا لتفهمكم
شريف هادي