بالعقل ,لكل من كان لديه عقل

فوزى فراج في الأربعاء ٢١ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بالعقل ,لكل من كان لديه عقل

فى مصر قول معروف يقوله الناس بعضهم لبعض عندما يرى من يقوله لمن يقال له أنه ينبغى عليه أن يستخدم عقله, فيقول – ربنا ماحدش شافة لكن عرفوه بالعقل -, هذا ما يقوله عامة الناس فى مصر, وربما خاصتهم ايضا لا أدرى!. أى أنه رغم اننا لم نرى الله عز وجل , ولكننا إذا إستخدمنا العقل الذى وهبنا إياه , فسوف نتيقن من وجوده.

يبدو أن هناك إصرارا من بعضهم على وجهات نظرهم , وهو حق طبيعى لكل إنسان أن يكون له وجهة نظره الخاصة, التى يقتنع بها, ولكن كما قلت من قبل مرارا, أن من حق كل إنسان أن يكون له وجهة نظره الخاصة, ولكن ليس من حقه أن يكون له (حقائقه ) الخاصه به.

من الطبيعى ان يختلف الناس على الكثير من الأشياء, فهذه سنة الحياه, فعندما يختلف أثنان على اللون الرمادى مثلا, بأن يعتقد أحدهما أنه أقرب الى الأبيض, بينما يعتقد الأخر انه أقرب الى الأسود , فهذا طبيعى ومتوقع, ولكن عندما يختلف الإثنان على لون أبيض, فيعتقد احدهما أنه أسود, او يختلفا على لون أسود فيعتقد أحدهما أنه أبيض, فهذا النوع من الإختلاف هو ما يتعدى ويتجاوز حدود الإختلاف الطبيعية المعترف بها كسنة من سنن الحياه, ويصبح الأمر شيئا أخر تماما, وربما من أجل ذلك, أقول ربما من أجل ذلك او ما شابه ذلك بنيت المستشفيات العقلية, وقد قال الأخوة فى الشام قولا رائعا يعبر عن مثل هذه المواقف ,عنزة ولو طارت.............!!

كل شيئ فى بدايته يكون بسيطا أو قليلا أو صغيرا وبمرور الزمن يكبر وينمو وتتحول بساطته الى ما هو أكثر تعقيدا. أنظر الى الإنسان نفسه, يبدأ بحيوان منوى وبويضة, وبمرور الوقت يتحول الى مضغة فعلقة, ثم بمررو الوقت , يكبر ويتعقد تركيبه ومكوناته, ثم يتحول الى جنين, ثم يولد صغيرا فى الحجم والمحتوى , بكل أبعاده, ثم ينمو تدريجيا ويتحول صراخه الى كلمات ويتحول زحفة وحبوه الى خطوات................... وهلم جرا.....ويطبق نفس المثال على كل شيئ أخر من حولنا, هل إتضحت الصورة بعد.

قال الله سبحانه وتعالى (وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين , قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم , قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنباهم باسمائهم قال ألم أقل لكم أني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ) 

ولننظر مليا الى هذه الآيات, ولنحاول أن نفهم ( مستخدمين ما منحنا الله من عقل )  ما جاء بها, الله علم أدم, فكيف علمه, هل أدخلة مدرسة وأعطاه كراسة وكتاب ليتعلم كما نفهم نحن من كيفية التعليم, بالطبع لا, هل تجلى سبحانه وتعالى لأدم لكى يعلمه, بالطبع لا, إن الله كما نعلم وكما قال ( إنما قولنا لشيئ إذا أردناه ان نقول له كن فيكون ) ,فيكون تعليم أدم قد تم بإرادة الله ومشيئته وأمرة, فقد شاء لأدم ان يتعلم, فعلمه ما أراد أن يعلمه بقولة ومشيئته.  الأية تقول علم أدم الأسماء كلها, ونتوقف هنا على " الأسماء كلها", الأسماء هى ما يطلق على أشياء للتعريف بها, فمثلا إن كانت هناك شجرة, فتعطى إسما لكى تعرف به, وهو إسم الشجرة, ولكن كلمة ((كلها)) هى ما يجب ان نفكر فيه, كلها تعنى بأكملها, تعنى جميعها, تعنى ما تواجد منها شاملا, فما هى تلك الأشياء التى علمها لأدم كلها؟؟ من المستحيل منطقيا ان نتصور انه علمه أسماء أشياء لم تكن موجودة, فأدم لم يتعلم أسماء الطائرة او الصاروخ ولم يتعلم أسماء التليفون او التليجراف , إذا فأدم تعلم أسماء الأشياء التى كانت موجودة ومعروفه فى وقته وزمنه. نلاحظ أيضا أن الله فى كتابة الحكيم وفى دقة كلماته, لم يقل انه علم آدم الاشياء, بل علمه ( الأسماء ) وشتان بين كلاهما. شتان أن نعلم إسم الشيئ وأن نعلم الشيئ نفسه فكم منا يعلم إسم الطائرة وكم منا يعلم ما هية الطائرة سواء مكوناتها او طريقة قيادتها ............الخ. تستطرد الآيه لتقول, ثم عرضهم على الملائكة, عرضهم, اى الأشياء التى علم آدم اسماءها, وسألهم أن – أنبؤنى بإسماء هؤلاء إن كنتم صادقين, الله سبحانه وتعالى يعلم مسبقا انهم لا علم لهم بأسماء هؤلاء الأشياء, وبالطبع كان جوابهم سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا, وبقية الآية واضحة. وقد يتساءل البعض, هل جمع الله الملائكة كلهم فى هذا المشهد, وسألهم جميعا هذا السؤال, وكان جوابهم جميعا فى نفس الوقت وفى نفس اللحظه هو نفس الإجابة بنفس الكلمات بالضبط, هذه التساؤلات او مثلها هى نوع من السفسطة التى لا تستحق الإجابة, فإن القصة او المشهد يمكن ان يكون قد تم بألاف الصور المختلفه, ولكن النتيجة هى ما أراد سبحانه وتعالى ان يضعها امام القارئ, وهو أنه علم آدم أسماء أشياء لم تعرفها الملائكة, أى قد أختصه بعلم كان بحكم خلقه ( أى أدم) قادرا على أن يحتفظ به, وربما لم تكن الملائكة بحكم خلقها قادرة على ذلك أو لأن الله سبحانه وتعالى قدر ذلك.

نرجع الى ما نود ان نستخلصه من تلك الآيات, أن آدم كان قادرا على الكلام وعلى النطق, وهو فى ذلك يكون قد توصل الى مرحلة من التطور الإنسانى او البشرى فى تحريك لسانه وإستعمال حنجرته لإصدار الاصوات فى شتى الطرق التى تكون الكلمات , نعلم هنا انه لم يكن هناك خطوات تدريجية على مراحل مختلفه من النمو الإنسانى او البشرى فى تطوير حركة اللسان والفم والحنجرة لكى تقلد أصوات الطبيعة او اصوات الطيور او ما الى ذلك من ما يدعى البعض – ومنهم الأستاذ سامر -  الذين يتحدثون فى علوم ( اللسانيات) وخلافه (بالطبع أنا أتحدث هنا منذ آدم كما وضحت الآية القرآنية )  , نعلم أيضا ان آدم لم يتحدث بلغات ( أو بألسنة ) مختلفه ولكن بلغة واحدة مما علمه الله سبحانه وتعالى ومما جاء فى كتابه الحكيم المحكم, نعلم أيضا, ان أسماء الأشياء التى علمها الله لآدم, كانت جاهزة كما علمها له ومن المؤكد أن إختيار أسماء تلك الأشياء كان إختيارا إلهيا وليس بشريا بدلالة الآية نفسها مما يسقط وينسف تماما ما جاء به السيد سامر فى جزء من الأجزاء الرئيسية فى مقالاته عن معانى الكلمات طبقا لأصوات الحروف فى  الجدول الذى وضعه شارحا كل صوت لكل حرف فى الأبجدية العربية , أى لم يتوقف آدم ( أو أحدا من ذريته من بعد)  أمام شجرة ثم بدأ يستخلص منها انها تنبت من الأرض, وأن بها ثمار تؤكل او لا تؤكل تبعا لنوعها, وأن بها أوراق وفروع.............الخ, ومن ثم فيجب ان نعرفها بإسم او نطلق عليها إسم يعبر عما هى عليه , ومن ثم فإننا يجب ان نرى ما هى تلك الأصوات او الحروف التى سوف تعبر عن هذا الشيئ, ثم تدريجيا توصل بهذه الطريقة مستخدما جدول الأصوات الذى وضعه السيد سامر او شيئا مماثلا الى أن يسميها ((شجرة), ولما كان هناك أكثر من شجرة, فتوصل الى أن يجمعهم بعضهم مع بعض ويسميهم بنفس الأسلوب المتبع ((أشجار)) , ثم فيما بعد عندما انفصل من تلك الشجرة جزءا منها, وانتظر أدم حتى جف ذلك الشيئ تماما, وفحصة أدم فحصا دقيقا بعد أن تابع ما حدث له منذ أن إنفصل على الشجرة الأم, فوجد أن الإسم الذى يعبر عن تلك العملية وهى عملية تحول ذلك الجزء من مادة رخوة طرية او ما شابه ذلك الى مادة صلبة جافة, هو ( خشب)  طبقا لحرف الخاء الذى يدل على رخاوة وطرواة,  وحرف الشين الذى يدل على إنتشار وتفشى, وحرف الباء الذى يدل على جمع متوقف!!!, بل وأنا هنا أتخيل ,لعل ذلك أيضا قد أدى أن يفكر آدم فى ما يعنيه إسمه, أدم,  ذلك ((الإسم)) – تذكر ان الله علم آدم الأسماء كلها -  الذى أعطاه له الله عز وجل, هل قال أن (ا) تعنى قطع خفيف, ثم ( د) دفع شدبد متوقف, ثم ( م) جمع متصل, فقال آدم لنفسه, أه وجدتها وجدتها, لقد فهمتها, قطع خفيف , أى قطع من التراب أو من الطين بطريقة خفيفة  ثم دفع شديد,( لا أعرف ما هو الدفع الشديد هنا وأنا الذى أقول بعدم معرفة ذلك وليس آدم, ولكن ربما فهما آدم )  عملية تشكيل هذا الطين فى هيئة إنسان, ثم بعد ذلك يتم تجميع الأجزاء التى تم تشكيلها مع بعضها بشكل متصل حتى تستوى الصورة الأخيرة لآدم,  فربما هذا ما توصل له أدم فى فهم كيفية تسميته بآدم معقول جدا أليس كذلك!!, ولعله بعد ذلك بدأ فى محاولة فهم ما هية الخالق الذى خلقة أى الله عز وجل, فتوصل الى أن ( ا)  تعنى قطع خفيف, ثم (ل) حركة بطيئة متصلة لازمة, ثم ( ه) تأرجح خفيف, ففهم آدم ان الخالق من إسمه وهو الله, عبارة عن قطع خفيف, لكنه لم يفهم قطع من ماذا او ماذا كان هناك قبل عملية القطع ؟؟؟ وبعد ذلك القطع بدأت حركة بطيئة متصلة لازمة, مرتين لأن حرف اللام مكرر, وبعد القطع والحركة البطيئة  المتصلة اللازمة مرتين , بدأ يتأرجح بخفه, وفهم أدم بذلك ماهية الله عز وجل فهما واضحا جليا, فهل هناك صعوبة فى ذلك, الم تفهم أنت معنى كلمة الله بهذا الشكل وهذه الطريقة, !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ثم عندما حذر الله آدم من إبليس, حاول أدم أن يعرف من هو ذلك الإبليس, ففهم من حروف الكلمات ان (أ) قطع خفيف, ( ب) جمع متوقف, (ل) حركة بطيئة متصلة لازمة, (ي) جهد خفيف ممتد وأخيرا (س) حركة متواصلة غير محددة. إذن أصبح إبليس مفهوما لأدم تماما طبقا لحروف إسمه, فهو قطع خفيف وبعدها جمع متوقف, ثم حركة بطيئة متواصلة لازمة, ثم بعدها جهد خفيف ممتد وفى النهاية حركة متواصلة غير محدده. وبناء على ذلك فإن أدم فهم تماما ما هو وما هية ذلك الإبليس, الذى يشترك مع الله فى اول حرف وفى ثالث حرف من إسمه.............................أرجو ان يكون الجميع قد فهموا جيدا وأقتنعوا بذلك, ومن لم يفهم او يقتنع "فذنبه على جنبه" كما نقول فى مصر!!!

إحتمال أخر,هل من الممكن ان يكون ما علمة الله لأدم هو الإبجدية ومعنى حروفها لكى يستطيع من ذلك ان يطلق الأسماء على أى شيئ طبقا لصفة ذلك الشيئ بوضع ما يراه مناسبا ويتفق مع صفته , بإفتراض ان ذلك هو ما حدث, فأى أبجدية تعلمها أدم, هل هى الأبجدية العربية فى اللسان العربى او فى لسان القرآن كما يدعى السيد سامر بأنه الأصل والأول فى كل الألسنه, لنفترض ان ذلك هو ما حدث, إذن فمع إنتشار ذرية أدم على الأرض كان لابد ان يكون لتلك الأبجدية صفة جذرية ثابته فى جميع الألسن, بل كان من المنطقى على الله أيضا ان يرسل رسالاته بتلك الأبجدية, اى ان تكون صحف إ براهيم وموسى وزبور داوود, وإنجيل عيسى وتوارة موسى بنفس اللسان, لكن ذلك لم يحدث , فإن كانت الإبجدية العربية فى لسان القرآن هى الأولى, كما يدعى السيد سامر دون اى أدلة او براهين, فكيف رأينا من التراث البشرى وكتب التاريخ والحفريات وجميع العلوم الإنسانية وتراكم المعلومات البشرية  التى أجمعت على ان ذلك لم يحدث.

ورغم ذلك,  فلنفترض ان الأبجدية العربية بلسان القرآن هى التى كانت أول ما تعلم أدم طبقا لرأى السيد سامر, وأن إنتشار ذريته فى أنحاء الأرض قد تسبب فى تغيير تام لتلك الأبجدية اللسانية, فأخترع الإنسان عددا اخر من الأبجديات التى تناسبت مع ظروفه ومع تطورات حياته طبقا لمكان حدوثها وطبقا لطبيعة الزمان وتطورات الأحداث, لنفترض ذلك, فهل إحتفظت طائفة واحدة فقط من البشر باللسان الأول لآدم, بينما تغيرت جميع الطوائف الأخرى فى ألسنتها, وكيف يمكن أن يحدث ذلك ؟؟, فى قانون الإحتمالات نجد ان ذلك يعد مستحيلا, لأن الظروف التى أدت بشتى الطوائف الأخرى والتى نتج عنها تحريف اللسان الأصلى الى ما نراه من السنته مختلفة إختلافا تاما , هى نفس الظروف التى حاقت بالطائفة التى من المفروض انها أحتفظت باللسان الأول الأصلى, وبالتالى فمن المستحيل ان لا يتغير لسانها تحت نفس الظروف , بمعنى أصح, هو أن الأبجدية العربية التى جاءت فى القرآن والتى كان قوم الرسول يستعملونها, كان من المحتم طبقا لجميع القوانين والإحتمالات ان تتغير هى الأخرى تماما عما كانت عليه ولا تبقى كما نراها وكما جاء القرآن بها, أى نفس الأبجدية.

 لقد وضعنا عددا كبيرا من الإحتمالات لكى نبرر, أكرر , نبرر, ان اللسان الأول لأدم كان هو اللسان العربى القرآنى كما يدعى السيد سامر, ورغم كل ذلك فكل المؤشرات تشير بشكل قاطع الى إستحالة ذلك. فماذا نفعل لكى نبرر صدق تلك النظرية او ذلك الرأى وكم من القواعد والحقائق والنظريات والمنطق يجب علينا ان نتجاهلة او نلويه نتلاعب به او نزيفه او نتجاوز عنه لكى نتفق مع ذلك ال....... ماذا أقول, ..........................................أترك لك إختيار الكلمة المناسبة!!!

طبقا للقرآن , آدم كان يتحدث, أدم علمه الله كل الأسماء , الاسماء التى علمه الله لها كانت موجودة لأشياء موجودة ولها تعريف او إسم, اى لم يخترغ أدم اى إسم لها بطريقة تركيب الحروف او غيرها, أدم لم يكن يكتب ولم يعرف الكتابة, الكتابة لم تعرف إلا فى مراحل متقدمة بعد أدم بقرون طويلة, الحديث او الكلام كان شيئا جاريا مستخدما دون اللجوء الى الحروف او أصوات الحروف التى لم تكن قد عرفت او أستخدمت بعد, اللغات او الألسنه القديمة ليس هناك ما يدل او ما يشير او ما يبرهن بأى شكل كان ان اللغة العربية – لسان القرآن – كانت من بينها, جميع اللغات كما نعرف بل كما يمكن مشاهدته فى حياة الفرد الواحد منا تتغير وتتطور فتكتسب كلمات جديدة وتفقد كلمات لم يعد لها سببا فى الإستعمال فينتهى العمل بها الى تنسى تماما, ولنقارن اللغة العربية التى إستعملها الشعراء العرب فى " الجاهلية " باللغة التى نستعملها اليوم, ولا اتحدث عن اللغات العامية بل اللغة العربية الفصحى كما نسميها ونتعارف عليها, كلاهما نفس اللغة ولكن كم منا يستعمل كلمات مثل مكر مفر مثلا او كلمات مثل  القعقاع و بسقط اللوى بين الدخول فحومل.............الخ,. هذه حقائق لا جدل او جدال فيها او عليها,قارن لغة شاكسبير الإنجليزية  القدمية بلغة بريطانيا الآن, والأمثلة على ذلك لا تعد, إذن كلمة عربى, لم تأتى الى قوم لم يعرفوا معناها, ولم يسألوا الرسول عندما جاء بها فى القرآن , ماذا تعنى تلك الكلمة الجديدة يا رسول الله, بديهى ومنطقى اليس كذلك, سواء كانت كلمة معروفة من بين كلمات اللغة او اللسان السائد وسواء لها أصل مشتق من إسم اللغة او إسم القوم, ام لا, فهى لا تفهم بطريقة تركيب حرف العين والراء والباء, طبقا لما تفضل به الأستاذ سامر من قواعد , اى ( ع) عمق, (ر) تكرار, (ب) جمع متوقف, ولا أستطيع بحق الشيطان أن أفهم ما هو العمق فى العين سوى ان كلمة عمق بتدأ بنفس الحرف, ما معنى العمق على وجه التحديد, هل هو مثل عمق البئر, او عمق النهر !! ثم ما يحدث عندما يتكرر ذلك العمق كما فى حرف الراء, هل يصبح اكثر عمقا, وبعد أن يصبح اكثر عمقا تصل الى جمع متوقف, بالمناسبة ما هو الجمع المتوقف, وهل هناك جمع متحرك لأنه إن كان هناك جمع متوقف , فلابد أن يكون هناك ما هو مضاد له حسب نظرية الأضداد, وما هو الحرف للجمع المتحرك إن وجد. فتكون النتيجه عمق + تكرار+ جمع متوقف = عرب, فإن كان ذلك قد يترجم كما ذهب البعض فى ترجمتهم الى معنى رائع ومعنى أصيل ومعنى شهامة ومعنى فطرة ومعنى مش عارف أيه , فكيف إذن لو بدلنا العين اى العمق بدفع شديد متوقف ( أى بحرف الضاد طبقا للسيد سامر) , وكلنا يعرف معنى ال ضرب, هل هذا كلام معقول او يعقله احد اللهم ألا إن كان............ .!!!!!!!!

ليس هناك مراجع تتفق على أول حروف إخترعها الإنسان, فهمنا أن النطق او الكلام بين البشر كان سائدا قبل ان تخترع الكتابة, وأن أول ما فعله الإنسان فى إكتشاف او إختراع الكتابة كان النحت او الرسم على جدران الكهوف , وكان ما ينحته او يرسمه هو صورا لما حوله من طبيعة, حيوانات , نباتات , وإنسان, وكانت بدائية تلك الصور او النقوش واضحة , وكان السبب فيما يعتقد – أقول يعتقد – ان الإنسان الأول كان فى اول محاولاته للكتابه كما نعرفها وإن لم يكن قد فهم الغرض من ذلك , كان يحاول أيضا ان ( يسجل ) ما يدور فى رأسه بسبب الإعجاب او الخوف او الفرح او ما يشابه ذلك, وتطورت تلك النقوش لتأخد مقاييس فى الرسم او النحت أقرب الى المقاييس الحقيقية, ثم تطور الإنسان لكى يكتب فكرة معينه, للصيد او الزواج , للشجاعة او للإنتصار فى حرب ...........برسم أو نحت مجموعه من الصور تمثل فكرة كاملة او موضوع , ثم تحولت الرموز الصعبه الى بدائيات الحروف التى تعبر عن صوت فى كلمة, أى ان الكلمة كانت موجودة أصلا قبل ان تخترع الحروف التى تعبر عنها ومن ثم فإن أى محاولة لربط معنى الكلمة بالحروف لا أصل لها من الحقيقة مهما كانت فمرة أخرى أقول ان الكلمة كانت موجودة مسبقا لإختراع الحروف  ! , ليس هناك ما وجدته فيما قرأت ما يشرح كيفية الوصول الى حرف ما شكلا سواء الحروف العربية او اللاتينية, او غيرها, بمعنى ان حرف عين مثلا لم يكن هناك علاقة بين الصوت الذى يمثله والشكل الذى إنتهى من إخترعه اليه به, وهكذا بالنسبة لبقية الحروف, لم أجد أى مرجع يتحدث عن ذلك, ومن يجد شيئا من ذلك فليفضل بإفادتنا جميعا.

نعود الى الحروف, نجد ان هناك لغات مختلفة تستعمل نفس الحروف وتنطق الحروف بنفس الطريقة, غير ان نفس الحروف التى تكون كلمة ما قد لا تعبر عن نفس المعنى  الذى يختلف من لغة الى الأخرى, وفى بعض الحالات قد تتشابة المعانى فى العديد من الكلمات, غير ان اللغة ككل تختلف عن الأخرى. هل يعرف الجميع ان الحروف العربية تستخدم فى لغات متعددة تختلف كل منها عن الأخر, ربما يكون هناك تشابة فى بعض او فى الكثير من الكلمات, غير ان اللغة تركيبيا تختلف تماما عن العربية, الحروف العربية نفسها تستعمل فى 32 لغة أخرى تختلف عن اللغة العربية التى كتبت بها هذه المقالة.  كما أننا سنجد لغة أخرى مثل العبرية والتى تختلف طريقة كتابة حروفها تماما عن العربية , غير ان الكثير من الكلمات التى يتشابه نطقها قد يكون لها نفس المعنى.

نستخلص من ذلك ان هناك تداخل كبير بين اللغات ويعتمد ذلك إعتمادا كبيرا على تداخل الشعوب وقربها جغرافيا وكذلك على التاريخ وعلى إختلاطها سواء عن طريق الحرب والغزو او التجارة , فمثل تلك الأحداث بالإضافة الى التقارب الجغرافى يجعل من الخلط والتداخل بين اللغات أمرا محتوما.

كذلك نستخلص بما لا يدع مجالا للشك, أنه بالنسبة للحروف وأصوات الحروف وتركيب الكلمات من حروف لتعبر عن معناها, كذلك بالنسبة لأن اللغة العربية او اللسان العربى من القرآن هو الأصل وهو الأول وهو أم الألسن جميعا , فهذا الإدعاء لا أصل له من الحقيقة او الصحة والإدعاء بذلك او بما يشابهه يعد سخرية من ذكاء الأخرين وإساءة الى مقدرتهم على التفكير والحكم والإستنتاج حتى وإن كان من يدعى ذلك عبقريا أو على درجة عالية من الذكاء والمعرفة . مع إحترامى للجميع..

اجمالي القراءات 20100