مدرسة الله
يفكر كثير منا في سؤال هام و هو لماذا أنا أتعبد إلى الله و أصوم و أصلي و أقضي ما علي من زكاة في حين أن رزقي ضعيف ليس مثل رزق غيري ممن لا يؤدوون ما عليهم من فرائض أساسية بل إن بعضهم لا يؤدي حتى فريضة الصلاة ؟
فلماذا و ما هو الحل حتى يزيد رزقي ؟ و هذا السؤال لا يطرح نفسه فقط على الإنسان المسلم بل إنه قد يشغل العديد من الفقراء المتتدينين من الديانات الأخرى سواء المسيحية أو اليهودية أو أي ديانة أخرى .
و الواقع أن نفس السؤال قد شغلني أنا شخصيآ و بحثت فيه و إنتهيت في نهاية المطاف إلى معرف إجابة السؤال و قد عرفت إجابة السؤال عندما تقدمت بأوراق القبول في مدرسة الله و وجدت أن هناك عدة أسباب و هي كالآتي :
السبب الأول
مدى طموح الإنسان نفسه و مدى رغبته في الحياة و مدى رغبته في المستوى المعيشي الذي لا يريد أن يتنازل عنه .
فلكل إنسان طموح و البعض يجد لذة في الفقر الذي يعيش فيه و البعض يجد لذة في سؤال الغير و هذه حقيقة ، و لا أستطيع أن لا أذكر لكم قصة لأحد أصدقائي كان في فترة ما من الأغنياء و فجأة أصبح لا يمتلك شيئآ حتى منزله قام ببيعه و دفع ما عليه من ديون و أصبح بلا مأوى و كان يقترض مني في تلك الفترة و أكثر ما كان يستفزني من هذا الشخص أنه كان يقترض مني مبلغآ من المال قد يكفيني أنا لمدة شهر مثلآ ! و كنت أجده يأخذ مني المال و ينفقه في ساعات معدودة و الغريب أنه في بعض الأحيان كان ينفقه على الخمور أو النساء و كانت حياته هكذا دائمآ ! و قد توقعت لهذا الشخص أن يكون أحد المتسولين في وقت قريب .
إلا أن الغريب في صديقي هذا أنه و لمدة قربت على عام كامل ظل فيها يقترض مني و من غيري و يعيش حياة الثراء التي كان يعيشها من قبل أن يصيبه الفقر يفاجئني بأن الحياة قد إبتسمت له من جديد في وقت هو لا يملك فيه شيئآ ، و إذ به يعود مرة أخرى إلى حياة الرفاهية و إذ به ينتقل إلى حياة أفضل من حياته الأولى و يشتري سيارة و يشتري منزل أكبر من الذي كان يعيش فيه مع العلم بأنه حتى كتابة المقال لم تتغير طباعه فلا هو يصلي و لا هو ترك الخمور أو النساء و لا زال يعيش في ملذاته و للعم إنصلح حال رزقه و هو لا يملك شيئآ ؟! فكيف كان ذلك .. للإجابة أيضآ أذكر لكم بعض صفات صديقي هذا :
1- لم يكن يفكر في المستقبل بقدر ما كان يفكر في حاضره .
2- لم يتنازل لحظة عن حياته الأولى حتى في طعامه فلم يحاول أن يأكل الفول أو الفلافل و حينما كانت تفرض عليه هاتين الأكلتين كان يمتنع عنهما .
3- لم يكن متدينآ أبدآ بل كان يعيش في ملذات الحياة و التي تنافي كافة الأديان .
بعد تجربة صديقي هذا تابعت بعض من هم حولي من الأصدقاء الأثرياء فوجدت أن أغلبهم لا يختلف عن صديقي هذا و مع ذلك رزقهم في الدنيا لا حدود له و وصلت إلى إجابة السؤال بعد أن دخلت مدرسة الله و التي لا زت أدرس فيها و وجدت من الله درسآ أرجوا أن يعلمه الجميع و كان عنوان درس الله "الدنيا لمن يأخذ بأسبابها مؤمنها و كافرها"
فليس صحيحآ ما يردده البعض من أن الله قد إختار للمؤمنين الجنة لذلك جعلم فقراء و ليس صحيح ما يردد من أن الله قد إختار للكافرين الدنيا فوسع لهم رزقهم فيها و الدليل على هذه الحجة أنه من المؤمنين من هم أغنياء كما أنه من الكافرين من هم فقراء ! إلا أنه يوجد من المؤمنين و الكافرين من لديهم طموح أكبر من غيرهم فهم لا يرضون بالفقر و لا يقتنعون إلا بالثراء و يسعون إلى ذلك و الله يكلل مجهودهم هذا بالتوفيق فالله مع الإنسان المجتهد دائمآ حتى و إن كان كافرآ .
الأمر الآخر أن أصحاب الرزق الواسع لا يتنازلون عن حياتهم التي يعيشون فيها و إن إضطروا إلى الجوع فإنهم يجوعون و لكن لا يملؤن بطونهم بما لا تشتهي أنفسهم و الله لا يتركهم يجوعون بل يرزقهم بأمره حتى و إن كانوا كافرين . السبب الثاني أن الله أكبر منا و علمه واسع لا حدود له و هو لا يخلط الأمور أبدآ بمعنى أنه لا يمنع الرزق عن الكافرين لكفرهم به مع أنه قادر على ذلك ! إلا أنه يرزق الكافر المجتهد و كلما إجتهد الكافر في عمله فإن الله يكافأه على ذلك و يوسع له رزقه .
حقآ إن مدرسة الله كبيرة و علومها واسعة و ليتنا جميعآ ننتبه إليها ليتنا جميعآ نعلم كيف نفرق بين الصداقة و العمل و المجاملات ليتنا جميعآ نجتهد فيما نعمل إن كنا نريد أن يوسع الله لنا من رزقه ، ليتنا جميعآ لا نربط بين الرزق و الدين فالرزق يعني الإجتهاد في العمل .
ليتنا جميعآ لا نفرق بين الناس بسبب إختلاف الأديان فالخالق لم يفرق فهل نأتي نحن و نفرق !
كلمة أخيرة :
إدخلوا مدرسة الله و تعلموا منها تعلموا مما هو بين السطور فجميعنا لا زال بحاجة إلى العلم و المعرفة و التي لن تأتي إلا من عند الله .
و على الله قصد السبيل
SHADYTAL@HOTMAIL.COM