حذر الرئيس الامريكي الاسبق جيمي كارتر “اسرائيل” من انها ستواجه “كارثة” ما لم تعمل من اجل احياء عملية السلام في الشرق الاوسط وتقبل قيام دولة فلسطينية مستقلة جاء التحذير في مقابلة أجرتها معه وكالة “اسوشيتد برس” الاثنين، وأشار فيها الى ان العرب سيتفوقون عدديا على اليهود في فلسطين الجغرافية في المستقبل المنظور وقال كارتر “اذا نظرنا في حل الدولة الواحدة، وهو ما يبدو انه التيار السائد - وآمل ألا يكون بلا رجعة - فسوف يكون كارثة على “اسرائيل” لأنه في هذه الحالة ستكون هناك ثلاثة خياراوأوضح ان تلك الخيارات هي إما طرد اعداد كبيرة من الفلسطينيين، وإما حرمان الفلسطينيين من حقوق انتخاب متساوية مع اليهود، وإما اعطاؤهم حقوق انتخاب متساوية، وبالتالي منحهم الاكثرية وتابع مخاطبا “الاسرائيليين” و”عندئذ لن تكون لديكم دولة يهودي

وشرح انه في حال منح الفلسطينيين حقوق انتخاب متساوية، فإن “القرارات الاساسية سيصنعها الفلسطينيون الذين يرجح جدا ان يصوتوا كتلة واحدة، بينما انتم سيكون لديكم انقسامات حادة، لأن “الاسرائيليين” لديهم دائما وجهات نظر مختلفةوفي ما يتعلق بالخيارين الآخرين، فسوف يعادلان “تطهيرا عرقيا” في حال طرد الفلسطينيين، او “نظام فصل عنصري” في حال حرمانهم من حقوق الانتخاب المتساويةوتحليل كارتر هذا ليس جديدا، فكتابه “فلسطين: سلام وليس فصلا عنصريا” الصادر في العام ،2006 أثار موجة انتقادات، خصوصا من قبل الامريكيين اليهود الذين اعتبروا ان من غير المنصف مقارنة معاملة “اسرائيل” للعرب في الضفة الغربية وغزة بالقمع العرقي في عهد نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا

وتحدث كارتر في المقابلة امس بمناسبة نشر كتابه الجديد وهو بعنوان “نستطيع العيش بسلام في الارض المقدسةولا يزال كارتر يعتقد ان حل الدولتين هو افضل خيار، على اساس ان تعترف جميع الدول العربية بحق “اسرائيل” في الوجود، وأن تنسحب “اسرائيل” من معظم الاراضي التي احتلتها في حرب 1967 لإقامة دولة فلسطينيةوقال: “هذا يتطابق كلياً تقريباً مع قرارات الأمم المتحدة، والسياسة الرسمية للولايات المتحدة، ومبادرة السلام العربية التي تدعو لمقايضة الارض بالسلامواعتبر كارتر ان العودة الى حدود 1967 ستكون مستحيلة، ولكن يتعين على “اسرائيل” ان تقايض بعض الاراضي مع الفلسطينيين، إما على الشرق من قطاع غزة، وإما في ممر بين غزة والضفةوقال ان هذا الممر “سيبقى تحت سيطرة “اسرائيل”، ولكنه سيتيح للفلسطينيين طريق مرور للذهاب والاياب بين جزأي بلدهم” الضفة وغزة