عظمة العربية

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٣ - نوفمبر - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
قلتم "يكفى فى عظمة ( اللغة العربية ) أن الله جل وعلا إختارها لتنطق بها رسالته الخاتمة للبشر" اذا كانت هي اعضم لغة على سائر اللغات التى نطقها الرسل السابقين لسبب الذي قلتاه، لماذا ترفض أن يكن نبي محمد(ع) خاتم الرسل اعضم الرسول و اشرف المرسلين و الجدير بالذكر أن الرسول لا يمكن فصله من لغته الأم. أليس نوعا ما تميزا و تفريقا كما اشاره القرآن
آحمد صبحي منصور

1 ـ لا بد للرسول أن تكون رسالته بلسان قومه . لذا نزل القرآن الكريم بلسان عربى مبين . لكن الرسل السابقين كانوا رسلا محليين لأقوام بعينهم محددين بالمكان والزمان . بينما كانت الرسالة الالهية الخاتمة عالميا للبشر جميعا والى قيام الساعة .  

2 ـ المشكلة أنه لا توجد ( لغة عالمية ) يتكلم بها البشر جميعا من عهد النبى الى قيام الساعة ، وأن الله جل وعلا جعل من آياته إختلاف ألسنتنا وألواننا ، أى لا بد أن يختلف اللسان العربى عن الألسنة الأخرى ، ولا بد أيضا أن تكون الرسالة الخاتمة بلسان الرسول الخاتم . الحلُّ لهذه المشكلة هو فى الفصل بين العبادة واللسان . وهذا الفصل طبيعى ، فالبشر فى ألسنتهم مختلفون ، ولكنهم يشتركون فى ( لغة النفوس أو القلوب ) فى الأحاسيس والمشاعر ، من تقوى وحب وكراهية وخشوع وتكبر ورضى وسخط ورحمة وغلظة ومودة وجفاء .. الخ 3 ـ يوم القيامة هو يوم ( الجمع ) ــ وفيه سيكون حساب قوم نوح مع أخر جيل من بنى آدم ــ  ليس باللسان الذى كانوا يتكلمون به فى الدنيا بل بلسان الأنفس الذى يشترك فيه الجميع .  الله جل وعلا سيحاسبنا بناء على هذه ( اللغة النفسية ) التى ترجع للنفس وليس الى ( اللسان الجسدى ).

4 ـ  أنت فى صلاتك ليس مهما اللسان الذى تنطق به ، بل المهم هو خشوع نفسك وأنت تصلى ، ثم فى أن تتقى الله جل وعلا فى السّر والسريرة وفى العلن أيضا . نفس الحال فى بقية الفرائض ، وفى التعامل مع الناس . وقد ذكر رب العزة أن من الناس من يعجبك قوله فى الحياة الدنيا أى ما يقول بلسانه بينما هو فى قلبه أشد الخصام ، وقد توعّد رب العزة هذا الصنف المنافق بالعذاب ، والى هذا الصنف المنافق ينتمى رجال الدين الأرضى ودُعاتهم .   

5 ـ كل الأنبياء أعظم البشر لأن الله جل وعلا إصطفاهم . التفاضل بينهم مرجعه للخالق جل وعلا . والله جل وعلا هو الذى إختار اللسان العربي للقرآن الكريم . وعلينا التسليم . 

اجمالي القراءات 3180