علماء أزهريون استنكروا تصرفه وطالبوا بمحاسبته.. جدل حول "كليب" مزعوم للشيخ يوسف البدري يطلب فيه 800

في الإثنين ٢٦ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

علماء أزهريون استنكروا تصرفه وطالبوا بمحاسبته.. جدل حول "كليب" مزعوم للشيخ يوسف البدري يطلب فيه 800 جنيه من فتاة مقابل الرقية الشرعية
رفض الداعية الإسلامي، الشيخ يوسف البدري، التعليق على اتهامات بالحصول على أموال نظير الرقية الشرعية، مهددًا باللجوء إلى النائب العام لمقاضاة أي صحيفة أو قناة تليفزيونية تتناول هذا الاتهام.
وكانت إحدى الفتيات اتهمت الشيخ بأنه طلب منها 800 جنيه، مقابل أن يرقيها في منزله، وعندما قالت له إنه ليس معها سوى 650 جنيها، قال لها: "باقي الفلوس دين عليك، حتى لو توفيت عليك دفعه لأهل بيتي، فهذا دين"، بحسب زعمها.
وأظهرت صور مزعومة للبدري ملتقطة بكاميرا "موبايل"، عرضها برنامج "تسعين دقيقة" على قناة "المحور"، شخصا في هيئة الشيخ وهو جالس مع فتاتين، ويقوم مراجعة مبلغ حصل عليه من الفتاة، وهو يقول لها: "طلعي باقي الفلوس يا بنت! طب هاتي 50 جنيها"!!، فقالت له: "والله هذا كل ما معي"، فطلب منها أن تسدد باقي المبلغ في وقت آخر، لأنه كما قال يتقاضى مبلغ 700 جنيه عن الرقية إذا كانت في بيته و800 جنيه إذا كانت في بيت الشخص الذي سيرقيه.
وتكشف مقاطع الفيديو المزعوم، الشخص الذي تزعم الفتاة أنه الشيخ البدري، وهو يقول لها: "أنت عليك قرين يحبك، والرقية الشرعية هي دواؤك"، ليقوم بعدها بقراءة آيات من القرآن الكريم ويردد بعض الأدعية، ووضع 21 نقطة مما قيل إنه ماء زعتر على ورق السدر وأحضر حبر الزعفران ووضع منديل في هذا الخليط وقام بمسح وجه الفتاة وكفيها، وهو يقرأ لها آيات من القرآن ويدعو لها، وقام بكتابة بعض الآيات القرآنية على طبق أبيض وقام بغسله.
وأثار الكليب المزعوم للبدري استياء علماء أزهريين، استنكروا عليه الحصول على مقابل مادي نظير الرقية الشرعية، وذهب أحدهم إلى اعتبار التربح من هذا الأمر إفسادا في الأرض.
وعقب الشيخ فرحات المنجي من علماء الأزهر، قائلا: جبريل عليه السلام أتى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال له: اشتكيت يا محمد؟، فقال له صلى الله عليه وسلم: نعم ، فقال جبريل : "بسم الله أرقيك من كل ما يؤذيك والله يشفيك "وقام الرسول صلوات الله عليه بتعليم هذه الرقية للصحابة رضي الله عنهم .
وأضاف: "الرقية لابد ألا يؤخذ عنها أجر"، وتابع "ما فعله الشيخ يوسف البدري لا يصح لأنه أخذ عنها أجرا، ولا يوجد أي حديث يقول أن يؤخذ عن الرقية أجرا، لكن العملية أصبحت تجارة والموضوع صار مهنة، وهناك شيوخ كثيرون يتكسبون من هذا الموضوع، وهذا أمر لا يجوز"، وضحك بسخرية قائلاً: "أنا معجب جدًا بهذا الفيديو كليب، ولكل واحد كليبه الخاص".
أما الشيخ جمال قطب رئيس لجنة الفتوى سابقًا، فأكد أن المستحب في الرقية الشرعية أن يرقي الإنسان نفسه، لأنه لا وساطة بين العبد وربه، وإن كان هذا الشخص لا يستطيع أو طفل صغير مثلاً أو مريض لا يتكلم، فممكن أن يلجأ لأحد من أقاربه، وغير مستحب أن يلجأ لشيخ كي يرقيه، كما أن الأصل في الرقية ألا يؤخذ عنها أجرًا.
فيما عبر الدكتور عبد الله النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية عن استيائه من هذا التصرف، ووصفه بأنه "يعد عبثًا وإفساد في الأرض أن يقوم أحد الشيوخ بأخذ أجر مقابل الرقية الشرعية، وأن يجعل هذه المسألة مهنة له يكتسب منها ويتربح".
وأكد أن هذه المسألة بحاجة إلى رقابة من الأزهر والدولة على أمثال هؤلاء الشيوخ كي لا يقوموا بهذه الأعمال مرة أخرى، لأنه لا يجوز على الإطلاق أخذ أجر مقابلها، داعيا الممارسين لذلك إلى أن يقوموا بعملهم خالصا للمولى عز وجل.
وأضاف أن الحصول على أجر مرتبط بالحصول على تصريح من الحاكم، وإن اعتبر أنه "لا يصح أن تتخذ الرقية ذريعة مهنة مقابل أجر"، مشددا على ضرورة إخضاعها للرقابة، مطالبا باتخاذ إجراء ضد الشيخ البدري إذا ثبت صحة ما هو منسوب إليه.
اجمالي القراءات 5547