قال سياسيون وخبراء في الأمن السيبراني (الإلكتروني) إن نظام قائد الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، جمع كل أسباب الانقلاب عليه سواء شعبيا أو عسكريا؛ بسبب سياسات التفريط في ثروات الشعب المصري وسيادته من جهة، ورعايته وحمايته للفساد وإفقار الشعب وترويعه من جهة أخرى.
وتوقعوا في تصريحات لـ"عربي21"، أن تتواصل الحملات المعارضه لحكمه، والمناديه لإسقاطه عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد أن بلغت ذروتها في أعقاب المقاطع المصورة التي يبثها رجل الأعمال والفنان محمد علي.
وأكدوا أن تلك الحملة المتواصلة على وسائل التواصل الاجتماعي تُعد إحدى أكبر الحملات ضد نظام السيسي منذ توليه السلطة في 2014، ووجدت تفاعلات غير مسبوق بين نشطاء مواقع التواصل وعموم المصريين، وأذكت دعوات الرحيل، والنزول للشارع، وإسقاط النظام من جديد.
"اللعب في الفضاء"
يقول السياسي المصري، وأستاذ هندسة الاتصالات، وخبير الأمن الرقمي الإستراتيجي، ثروت نافع، إن "الفضاء الإلكتروني يلعب دورا مهما في الحركات الشعبية الآن، خاصة مع موجات الربيع العربي التي تشهدها المنطقة".
مضيفا لـ"عربي21": أن "منصات التواصل الاجتماعي كانت إحدى أهم أسباب تحرك الشعوب في موجة الربيع العربي الأولى، وكان كذلك بالفعل بالنسبة للسودان كما في الأيام الماضية، وسيكون كذلك بالنسبة لمصر".
وتوقع أن تلعب (منصات التواصل) دورا أساسيا في حراك شعبي مصري قادم"، قائلا: "ستكون منصات التواصل السبب الرئيسي للحركة الشعبية، والتحرك على الأرض"، لكنه استبعد أن تكون هناك جهات بعينها وراء دعوات الخروج في مصر لإسقاط السيسي، "لا أظن أن هناك معلومات محددة عن من يقف وراء تلك الحملات في الفضاء الإلكتروني".
"حصان طراودة"
وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري السابق، الدكتور محمد عماد الدين، لـ"عربي21": "في البداية لا بد وأن ندرك أن الخلافات داخل مؤسسات الحكم موجودة وبقوة، في ظل إدارة السيسي السيئة، وفي ظل إفساح المجال للمخابرات الحربية للسيطرة والتحكم في باقي الأجهزة المنافسة لها."، مشيرا إلى أنه "يبدو أن بعض المتضررين داخل المؤسسة العسكرية والأمنية قد رأوا فى محمد علي حصان طروادة، فقرروا دعمه".
وأردف:" محمد علي على ما يبدو من كلامه قد فكر وقدّر، ثم اتخذ قراره لمواجهة نظام السيسي انتقاماً لنفسه أولا، ثم شعوره كمصري أن مصر يجري تدميرها، على يد هذا السيسي وجنرالاته الذين يهدرون أموالها، وهذه المواجهة في حد ذاتها مخاطرة قد تودي بحياته، وقد تنجح وقد يفشل، ولا أحد يموت تنفيذا لأهداف آخرين.
لكنه استدرك بالقول: "ومع ذلك، فقد يكون محمد علي جسرا للآخرين المترددين، وقد يمدوه بالمزيد من المعلومات، أو يثبتوا فؤاده، أو يمثلوا دعما معنويا له، ثم بدأت المعارضة بالخارج بالتفاعل مع فيديوهات علي من موقع المشاهد والمحلل والمنظر، عبر قنوات المعارضة، ثم دخلت قناة الجزيرة على الخط ليصبح محمد علي هو حديث الساعة على المستوى المحلي والإقليمي وربما عالميا".
واختتم عماد الدين حديثه بالقول: "الموجة الحالية لن تسفر عن إسقاط السفاح، ولكنها موجة ثورية عالية مطلوب الدفع فيها بقدر المستطاع دون إفراط ولا تفريط"، لافتا إلى أن "مواقع التواصل الاجتماعي باتت تشكل وسائل ضغط على الحكومات، بل وأسقطت روؤساء دول كانت لأعتى الديكتاتوريات".
"قوة السلاح بغطاء شعبي"
وأرجع رئيس المركز المصري لدراسات الإعلام والرأي العام "تكامل مصر"، الباحث مصطفى خضري، الحملة عبر منصات التواصل الاجتماعي ضد السيسي إلى أنه "صراع ذو صبغة سيادية، فقد تعدى نظام السيسي كل الخطوط الحمر، بداية من التفريط في الحدود والموارد المصرية، بالإضافة إلى علاقته مع الكيان الصهيوني، وهو ما أدخل نظام حكم السيسي في صدام صفري مع نظام الدولة ذي العقيدة القطرية".
موضحا لـ"عربي21": أن "الأمر بدأ بصراع السيسي مع نظام الدولة، وقد تجمع كل صاحب مصلحة في اختفاء السيسي من المشهد في كفة واحدة، ولكل منهم أهدافه وتطلعاته"، لافتا إلى أن "كل ما نراه الأن هو صناعة (أتموسفير) التغيير، فالتغيير قادم بقوة السلاح، لكن الأمر يحتاج لغطاء شعبي".
وأكد خضري أنه "لا يوجد نظام محصن ضد السقوط، فهذه سنة الكون، وقد جمع نظام السيسي كل أسباب السقوط والانهيار، كالعمالة للعدو الإستراتيجي (الكيان الصهيوني)، والفشل الاقتصادي، والسياسي، والاجتماعي".