هل حقا, اللسان العربى أصل و( أم) الألسن كلها!!!

فوزى فراج في السبت ١٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

هل حقا, اللسان العربى أصل و( أم) الألسن كلها!!!

 

إذا إتفق العالم بأكمله على شيئ واحد, وليكن مثلا ان السماء زرقاء, ثم قرر أحدهم أنها ليست زرقاء, بل إن ما يسميه العالم " السماء" فى الواقع ليست هى  السماء ولكنها شيئ أخر, فكيف يمكن أن يتصرف العالم , أو كيف يمكن لك كأحد افراد العالم ان تتصرف تجاه ذلك الإدعاء وماذا تفعل  مع من يدعى ذلك !!!!

عندما تكون الشمس ساطعة فى منتصف يوم صافى بلا سحاب عمودية على سطح الأرض, لكن هناك من يقول لك ما هى الشمس التى تتحدث عنها وأين هى, فماذا تفعل , هل تكشف على عيناه لعله ضرير, أم تقبض على رأسه بكلا يديك وتوجهها صوب السماء , هل ترسلة الى مستشفى الأمراض العقلية  أم تذهب انت اليها وتريح نفسك  !!!!

هناك من السادة كتاب هذا الموقع وغيره, ممن يكتبون مقالاتهم بما يفيد, سواء قالوا ذلك صراحة ام لا, بأن المقالة إن هى إلا وجهة نظر او رأى خاص بهم, وهم يعرضونه " للمناقشة" وهم أيضا على إستعداد ان يغيروا او يعدلوا من وجهات نظرهم إذا اقتنعوا بوجهات النظر الأخرى, اى أن ما يعرضونه ليس ( محفورا فى الصخر لا يمكن الإقتراب منه او تعديلة) , ووجهات نظرهم تحتمل الصواب كما تحتمل الخطأ, وهناك  أيضا من يكتبون مقالاتهم بما يفيد انها حقيقة لا تقبل المناقشة او التعديل, او أنها قاعدة علمية تم إثباتها علميا وتاريخيا , طبيا وجغرافيا, أدبيا وفنيا,  وليس للقارئ سوى ان يقبلها كما هى دون أى بادرة منه بالإعتراض او التعديل وهم على حد علمى لم يغيروا رأيا من آرائهم حتى اليوم .

فى الأيام القليلة الماضية , تبادلت مع الأستاذ سامر إسلامبولى بعض الحوار حول ما كتبه سيادته فى مقال ( اليهود غير الذين هادوا ) ولم يكن حوارى معه فى الواقع عن جوهر المقالة نفسه والذى يمثله عنوان المقالة, والأستاذ سامر من كتاب هذا الموقع الذين أكن لهم إحتراما كبيرا لإتفاقى مع الكثير مما ساهم به من مقالات فى شتى الموضوعات, غير أنه فى عدد غير قليل أيضا من مقالاته, إعتمد فى تفسيره للكلمات على فكرة أو نظرية او منهاج او وجهة نظر ( سمها كما تشاء) من أن معنى الكلمة يمكن إستنباطه من حروف الكلمة , بمعنى أخر, ان كل حرف له صوت , وكل صوت له معنى , وبوضع تلك الأصوات وربطها بعضها البعض, فمن الممكن ان نستنتج معنى الكلمة او المعنى الذى خلقت الكلمة لكى تعبر عنه, أو ربما بمعنى أخر ان اصوات الحروف هى التى أنتجت معنى الكلمة, وأرجو أن لا اكون قد أخطأت فى شرح منهاجه بهذه الطريقة المبسطه, وسوف أقوم بعرض كلماته هو , وأفكاره هو , الذى عرضها فى المقالات التى إقترح أن أقرأها حتى أكون أمينا مع القارئ , ومع نفسى قبل كل شيئ.

إننى وجدت نفسى مختلفا مع الأستاذ سامر إختلافا تاما بشأن هذا المنهاج او الفكرة  او النظرية, او ما شاء له ان يسميها. ومن الممكن ان أحتاج الى كتابة عدة مقالات بل ربما كتابا لكى أفند وأفصل مساحة الإختلاف مع سيادته, ولكنى لا أعتقد ان لدى الوقت او الطاقة او الحاجة لذلك, ومن ثم سوف أتعرض لبعض المقتطفات من مقالاته التى عرض بها نظريته, وأقوم بعرض وجهة نظرى التى أراها مختلفة تماما عنه.    إننى أعرف أن هناك بعضا من الاصدقاء على هذا الموقع الذين يؤمنون بما جاء به فى هذا الإتجاه,كما أن هناك البعض ممن يؤمن ببعض ما جاء به وليس كل ما جاء به, وأعرف أيضا أن هناك من يختلف معه فى هذا الشأن مثلى, ولكنى أود هنا أن أعرض وجهة نظر أخرى مخالفة , وقد أكون مصيبا فى ذلك او أكون مخطئا , ويعتمد ذلك بالطبع على من سوف يقنعنى بأننى أخطأت فى ما توصلت  اليه.

ولندخل مباشرة فى الموضوع, هناك "حقائق"   إتفق العالم بأجمعه عليها, حقائق علمية , أو تاريخية , أو جغرافية ..........الخ, عندما نقرأ او نسمع أى من تلك الحقائق المتفق عليها, فلا نتوقف عندها لنناقشها, أو لنتحقق من صحتها, وبالطبع لأى إنسان الحق فى ان يثبت عدم صحتها إذا إستطاع, غير أنه لا يمكن أن يعترض عليها ما لم يكن لديه الأدلة الكافية والبراهين المقنعه على عدم صحتها, أى حتى تتوفر له الأدلة على ذلك, فلا يحق له ان يشكك فى صحتها, مثال, لو ذكر إسم مصر او أمريكا مثلا, فهذه حقائق لأسماء متواجدة إتفق العالم عليها, ولا يمكن لأحد ان ينكر ان هناك مصر او أن هناك أمريكا, اللهم إلا إن كان لديه من الأدلة ما يسمح له ان يجرؤ على ان يعترض وأن يبرهن أن مصر او أمريكا ما هما إلا محض من خيال إنسان مريض, هذا هو الواقع والمنطق المتفق عليه والذى يتبعه العالم. كذلك هناك نظريات لا تصل الى الحقائق المتفق عليها, من مثل نظرية النشوء والإرتقاء, وقد سميت ( نظرية) لأنها لا تصل الى مستوى ( الحقيقة ), ورغم إنقسام العالم على تلك النظرية ورغم أن من يؤمن بها قد يصل الى نصف سكان العالم, ورغم عشرات بل مئات الأدلة والبراهين التى قدمها هؤلاء على صحة النظرية, فلم يتغير وضعها او مكانتها الى  أن توصف بأنها حقيقة, ولازالت تسمى ( نظرية).  من ناحية أخرى, هناك من يقدم شيئا جديدا على انه حقيقة, ولكى يصل ذلك الى مستوى الحقيقة , فعلية ان يقدم كل ما لدية من أدلة وبراهين ليثبت ان ما أكتشفه وما يقدمه للعالم هو حقيقة يجب ان يؤمن بها الجميع, ولكى يفعل ذلك , فعليه ان يجيب على كل الأسئلة وان يقنع كل من كان لدية شك او لديه سؤال بإجابات واضحة مباشرة  ومقنعه, فإن لم يفعل ذلك, فإن ما يقدمه لا يصل حتى الى مستوى النظرية, ولكنه يظل رأى فرد واحد وقد لا يستحق حتى أن يناقش او أن يعيره أحد أى إنتباه. هذا هو الواقع الذى يسود العالم كافة, والذى نراه أيضا فى الجامعات ويطبق فى الدراسات الأكاديمية, فعندما يتقدم أحدهم برسالة للحصول على الماجيستير او الدكتوراه , فإنه " يدافع" عن رسالته أمام جميع الأسئلة التى يتحدى بها من يناقش الرسالة , وليس فى وسعه ان يقول لهم , هذا هو رأيي , واللى مش عاجبة يشرب من البحر, لأن الأخرين قد يكون لهم ردا على ذلك لا أود أن اذكره إحتراما للقراء.

قال الأستاذ سامر فى معرض تعريفه باللغة العربية ما يلى:

والمنهج اللساني الفيزيائي( السنني) لاينطبق إلا على اللسان العربي فقط ( النص القرآني) ، أما اللغات الأخرى فهي لغو في استخدام الأصوات العربية، لذلك يقولون باعتباطيتها واصطلاحها ، وينطبق اللغو أيضاً على القوم الذين اشتهروا باسم العرب فهم يلغون في استخدام الأصوات العربية ولو أن لغوهم أقل من غيرهم، فلا يوجد أحد من الخلق يستخدم اللسان العربي بصورة عربية إلا الله عز وجل ، وأنزل القرآن به، وماسواه أعجمي بنسب في أعجميته ، واسمه لغة اصطلاحا للتفريق بينه وبين اللسان العربي

كذلك قال ما يلى:

إن النص القرآني نص فريد في صياغته ، والقوانين التي تحكمه هي ذات القوانين التي تحكم الكون. 

هنا يقول كما قال فى العديد من مقالاته بإختصار, أن اللسان العربى فقط هو القرآن, أى أن اللغة العربية وغيرها من اللغات هى ( لغو ) لا يصلح ولا يقبل ان تطبق عليه نظرية الاستاذ سامر المتعلقة بالألفاظ او أصوات الحروف...........الخ. كما أنها – أى اللغات الأخرى والتى لم يحددها وبالتالى سوف نستخلص انه يقصد جميع اللغات الأخرى فى العالم – تخضع لتصنيفه الذى سماه أعجمى!! , ولنناقش هذه النقاط .

 وضع سيادته منهاجا وقرر انه ينطبق فقط على " لسان القرآن"  , ورغم ان هذا الإفتراض لا يبنبغى ان يوافق عليه أحد  دون تقديم الأسباب او البراهين, ولكنى سوف أتجاوز عن ذلك , وسوف أقبل ان يعطى للقرآن صفة فريدة من نوعها, طبقا لبعض ما جاء فى القرآن , وهذا بالطبع لأنى مسلم ومؤمن بكتاب الله, مع العلم بأن مثل ذلك الإفتراض فى اى مجال علمى عالمى لا ينبغى له أن يخضع للعقيدة فقط, لأنه يجب ان يثبت نظريته للجميع بصرف النظر عن عقائدهم, ولا يمكن لأى إنسان محايد ان يقبل مثل هذا الإفتراض خاصة وأن القرآن بما يحتويه وبما يدعى الأستاذ سامر عنه, يجب ان يقنع غير المسلم قبل ان يقنع المسلم او على الأقل كما يقنع المسلم, ورغم ذلك , فسوف اتجاوز أنا شخصيا عن المطالبة بإثبات القاعدة الأولى فى مناقشتنا لمنهاجه. غير ان بقية الجملة التى ذكرها أعلاه, من أن القوانين التى تحكمه هى ذات القوانين التى تحكم الكون,وهنا يجب ان أتوقف , وأسأل سيادته, كيف استنتج ذلك وما أدلته على ان القوانين التى تحكم القرآن هى نفسها التى تحكم الكون؟؟؟؟؟؟؟؟ هل جاء ذلك فى القرآن بطريقة صريحة وواضحه, فى أى سورة او أى آية قال الله عز وجل ان القرآن تحكمة نفس القوانين التى تحكم الكون؟؟ وما هى تلك القوانين على وجه التحديد؟؟؟؟؟؟؟ أرجو أن يفيدنا سيادته بتلك القوانين بطريقة واضحة صريحة وليس بكلمات وجمل لها وقع جميل تخاطب عواطف الإنسان المسلم فقط وترفع من شأنه على حساب الحقيقة.

 

نأتى الى نقطة أخرى, فقد إفترض سيادته ان اللسان العربى فى القرآن هو المصدر التى منه إنبثقت وتشعبت اللغات الأخرى والتى سماها أعجمية, كما قال ( لذلك يقولون بإعتباطيتها ), ولا أعرف من هم الذين قصدهم فى قوله, يقولون بإعتباطيتها, وسوف نفترض انه سوف يفيدنا عن اؤلئك الذين أشار اليهم, غير ان الإنسان العاقل لا بد ان يتساءل, كيف كان اللسان العربى الذى هو لغة القرآن , أشتقت منه لغات أخرى, فطبقا للقرآن نفسه, لم يكن اول الرسالات السماوية, بل كان أخرها,( وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ) فكيف تشتق اللغات الأخرى للرسائل السماوية ( ليس فقط الرسائل السماوية بل اللغات التى إستخدمها العالم أجمع قبل القرآن ومنهم مثلا قدماء المصريين الفراعنه...........الخ والتى أطلق سيادته عليها لغو , وأطلق عليها اعجمية )  التى سبقت القرآن بمئات او الاف السنين, قد أشتقت من لسان القرأن قبل نزوله, الكتب السماوية الأخرى نزلت من لدن العليم الخبير طبقا لما جاء فى القرآن نفسه, فهل أنزلها الله بلغة ( إعتباطية) كما وصفها الأستاذ سامر حتى قبل ان ينزل القرآن , هل كان نزولها عبثا على كل الأقوام التى نزلت اليهم, نعرف ان الرسالات السماوية السابقة للقرآن سواء الإنجيل او التوارة او الزبور او صحف إبراهيم او صحف موسى, لم يكن أى منها بنفس لسان القرأن وذلك طبقا للقرآن نفسه, فكيف يمكن ان يكون ذلك الإفتراض منه صحيحا؟؟؟ بل حتى لو أجاب كما يقال ان القرآن كان موجودا قبل اى كتاب أخر, وهو ما ليس هناك دليل عليه , فكيف تحدثت الأقوام السابقة لغاتها التى هى من المفروض مشتقه من لسان القرآن قبل ان يعرفه مخلوق على وجه البسيطه؟؟؟؟؟؟؟؟؟. هل ينسب الى القرآن ما ليس فى القرآن نفسه, او كما يقال, أن يكون أحدهم ملكيا اكثر من الملك!!!!

قرر سيادته أيضا ان اللغات الأخرى بما فيها اللغة العربية التى يرفض سيادته ان يسميها بهذا الإسم الذى إختص به لغة القرآن , قرر أنها ليست لغات او ليست لسانا بل سماها ( لغو), وطبقا للقرآن , نجد ان القرآن نفسه لا يتفق مع سيادته, فكلمة ( اللغو) أتت فى القرآن بمعانى مختلفة ليس من بينها انها ( لغة ) يتحاور بها الناس, فقد أتت بما يعنى تغيير أو تشويش بطريقة تشوه الأصل, كما فى ( وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القران والغوا فيه لعلكم تغلبون)  او بمعنى لا جدية فيما يتعلق بالايمان كما فى قوله , (لا يؤاخذكم الله باللغو فى إيمانكم...........الآيه ) , وليس هناك فى القرآن حسب مفهومى المتواضع ما يشير ان اللغو تعنى لغة يتحدث بها الناس طوال حياتهم كما وصف الأستاذ سامر, إذ أنه كما قلنا وصف اللغات الأخرى بأنها لغو.

نرجع الى اللغة العربية التى إتفق العالم بأكملة على تسميتها, هذه المقالة كتبت باللغة العربية, ومن يقرأها يعرف أنها كتبت باللغة العربية, وجميع شعوب العالم تؤكد وتتفق على انها تسمى اللغة العربية , لكن الأستاذ سامر يصر ان يضع قاعدة ( شخصية تخالف العالم كله) بأنها ليست لغة عربية وأن اللغة العربية هى " لسان القرآن" فقط, وانها – أى اللغة العربية المعروفة للعالم -  بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم ), وفى أكثر من موضع من القرأن ما يشبه ذلك, فما معنى الآيه, ربما هناك من سوف يحاول أن يتفلسف, أو يتعمق الى أعماق سحيقة فى تفسيرها, ولكنى سوف أفسرها بطريقتى البسيطه جدا, ان الله يرسل رسله كل منهم بلسان قومه, ولسان قومه تعنى باللغة التى يتحدثها قومه ويفهمها قومه و يعقلها قومه ويفقهها قومه .............الخ وذلك شيء منطقى, ومعنى ذلك , ان الرسول محمد عندما جاء برسالته والتى هى القرآن موضع المناقشة, فقد جاء ذلك القرآن بلسان قومه, بمعنى اخر, أن لسان قومه كان موجودا ويمارسة القوم قبل نزول القرآن , اى ان القرآن لم يقدم للبشرية اللغة العربية ولكن اللغة العربية كانت هناك من قبل ان ينزل القرآن, وكان تستخدم فى الحياة اليوميه لقوم الرسول الذى جاءهم برسالة القرآن طبقا للقرآن نفسه , بلسانهم, هل هذا شيئ صعب  لكى يفهمه اى بنى أدم. إذن إن كان القرآن قد جاء كما جاءت جميع الرسالات السماوية من قبل , كل بلسان القوم التى جاءت من أجلهم الرسالة, فكيف يمكن ان نقول ان اللسان العربى فى القرآن يختلف عن اللغة العربية التى مارسها القوم الذى أرسل اليهم بلسانهم!!!!, هل جاء القرآن بمسميات جديدة, هل جاء القرآن بكلمات جديدة لم يعرفها القوم, هل لو كان القرأن جاء ( بلسان) جديد لا يعرفه القوم, فهل كانوا سوف يفهمونه حتى قبل ان نسأل هل كانوا سوف يؤمنون به؟؟؟, هل الأصوات التى ركبت منها كلمات القرآن كانت جديدة, هل هناك أمثلة على ذلك, وما هو البرهان او البراهين على ذلك؟؟ بالطبع لا توجد ومحاولة أن نجد أمثلة على ذلك إن هى إلا تضييعا للوقت.

فى مقالة ( نشأة ا للغة العربية) فى نهاية المقالة, وضع سيادته جدولا تحت عنوان"  دلالة أصوات أحرف اللغة العربية فيزيائا " , وكلمة فيزيائيا, او مشتقاتها هى من الكلمات المفضلة للاستاذ سامر, ويستعملها كثرا فى العديد من مقالاته وتعليقاته, وهى كلمة ليست عربية او بمعنى أصح أعجمية طبقا لمواصفاته اللغوية, ومصدرها ( Physis) وهى كلمة إغريقية أستعملت قبل ان ينزل القرآن بمئات السنين, وأسهل ترجمة لها فى اللغة العربية المعروفة لدينا هو – طبيعة – أما فى اللغة العربية او اللسان العربى المعترف به من قبل الاستاذ سامر – أى القرآن – فعند سؤالى له عن ذلك, قال سيادته ما يلى:

إن هذه الكلمات : فيزياء وكيمياء وسيكلوجية وفيزيولوجية وايديولوجية .......الخ

هي مصطلحات أعجمية ، لأن العلوم تم تصنيفها عند الغرب ، ولا حرج من استخدامها ، وإن أردت استبدالها بكلمة عربية فيقع عاتق ذلك على مجمع اللغة العربية ليختار الكلمة المناسبة لتدل على القوانين التي تحكم حركة الأشياء وكيفية حصولها.

بمعنى أصح ان القرآن الذى هو طبقا لسيادته – الأصل الذى أشتقت من أصواته كل اللغات الأخرى او اللغو كما يسميه, ليس به كلمة او معنى يطابق او يشابه هذه الكلمة الهامة!!!!!

نعود الى ما سماه دلالة أصوات أحرف اللغة العربية ( فيزيائيا ), فقد وضع سيادته إفتراضات أو قواعد للإستدلال على أصوات الحروف فى " اللغة العربية" وبناء علي تلك الإفتراضات او القواعد يفسر كيفية ان تلك الأصوات لتلك الحروف وبواسطتها يمكن معرفة معنى الكلمات.

ومن الأمثلة التى وضعها مثلا, حرف الألف – صوت يدل على قطع خفيف – ولا أعرف تماما وبمنتهى الجدية وأقسم بالله على ذلك, ما معنى صوت يدل على قطع خفيف, ماذا تعنى هذه الجملة , وكيف أتى بها, ما هو القطع الخفيف وقطع لأى شيئ؟؟؟, أو الباء – صوت يدل على جمع متوقف- , ما هو الجمع وما هو المجموع الذى يجمعه هذا الحرف, ولماذا هو متوقف؟؟؟؟؟. وهكذا صنف او وضع قواعدا لتصنيف جميع الحروف الأبجدية العربية, فنجد بين شرحه وقواعده كلمات مثل دفع, وبروز , رخاوة وطراوة, تأرجح, إنتشار وتفشى...............الخ, من أين جاء بهذه الكلمات, لماذا ينبغى لنا ان ( نقول أمين ) لما جاء به, أين الأدلة والبراهين على تلك القواعد او الفروض التى وضعها؟؟  ........................تذكر انه هنا يضع القواعد التى بها ومن خلالها سوف يثبت نظريته او منهاجه فى ان أصوات الحروف تشرح معنى الكلمات , وأنه يتحدث عن نموذج لا يمكن ان يطبق سوى على اللسان العربى الذى جاء فى القرآن فقط , فى القرآن فقط, فى القرآن فقط.

هل من المنطقى ان نجد ان او نتوقع ان وصف أصوات تلك الحروف قد جاء بكلمات من القرآن نفسه, اى كيف يمكن ان تصف حرف من حروف اللسان العربى الذى تحدثنا عنه أعلاه بكلمات أعجمية او كلمات لم تأتى فى القرآن نفسه, غير معقول, أليس كذلك!!!!

لكننا نجد أن وصف أصوات الحروف الذى وضعها سيادته كقواعد لفك شفرة اى كلمة من كلمات القرآن , لم تأتى من القرآن , فعلى سبيل المثال فقط, نجد أن كلمات مثل :

ملتصق -- تأرجح  -- رخاوة  -- طراوة – خفيف --  شديد --  تكرار--  بروز--  متواصل –إنتشار--  تفشى—غموض -- غياب –بطيئة--  متصلة – لازمة -- ستر . سبعة عشر كلمة فى وصف تسع وعشرون حرفا لا وجود او أصل لها فى القرآن , فمن أين جاء بتلك الكلمات الغير منتمية للسان العربى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل عجز القرآن ان يأتى بمعانى لوصف حروفه التى منها يمكن التعرف على معانى كلماته!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

من الناحية التطبيقية, نجد على سبيل المثال فى مقالة ( الروح لغة وواقعا ) قال الأستاذ سامر ما يلى:

إن كلمة (روح) من (رح) ودلالة أحْرف كلمة (رح) هي
ر: صوت يدل على التّكرار
ح: صوت يدل على الدّعة والانبساط والسّعة والتّأرجح الشّديد

فإذا اجتمع الحرفان مع بعضهما شكلا دلالة حسب ترتيبهما، حيث تكون كل صُورة ضد الأخرى مبنى ومعنى. (رح ـ حر)

وقد جاء فى المقالة ما فسرة الأستاذ سامر عن معنى كلمة الروح بناء على حرفى ( ر& ح ) ثم فسر أيضا المعنى عندما ينعكس الحرفين ( ح & ر), وكما اشار أعلاه بقولة انه عندما نعكس الحرفين ينعكس المعنى. ولأنى لم أقتنع مطلقا بما جاء فى المقالة او كما هو واضح من عدم إقتناعى بالمنهج نفسه, ولكنى سوف أضع النظرية للتجربة كما يقال. وسوف نستخدم أيضا كلمات من اللسان العربى الذى هو طبقا لسيادته – القرآن - , فقد جاء فى القرآن كلمة ((قل )) , وطبقا للقاعدة التى وضعها سيادته, فإن   ق  صوت يدل على قطع او وقف شديد.  ل  صوت يدل حرطة بطيئة متصلة لازمة. كيف يمكن لهذا التعريف ان يشرح كلمة ( قل) فإن كانت الحرف الأول هو قطع او وقف, فهل يتفق ذلك مع معنى كلمة قل الذى نعرفه جميعا ؟؟ وإن عكسنا الحرفين, فى كلمة ( لق ) فهل يكون معناها معاكسا لكلمة ( قل).  بالطبع هناك أمثلة أخرى كثيرة .

فى مقالة ( اللسان العربى أصل وأم للألسن كلها ) , قال الأستاذ سامر ما يمكن ان نستنتجه من عنوان المقالة, أن الأصل هو اللسان العربى, ومع إزدياد الناس وتفرقهم وتحركهم .........الخ, تغيرت الكلمات والحروف .........الخ , مما نتج عنه لغات أخرى , وأقترح لكل من يهمه الأمر ان يقرأ تلك المقالة.    ورغم أنى اوافق الى حد ما على هذا التحليل, وقد أستخدمته أنا فى عدد من مقالاتى او تعليقاتى فى مواضيع مختلفة عن اللغة, غير أنى لم أجد برهانا واحدا على صحة ما جاء فى تحليلة بشأن أصل اللغات الأخرى والذى إدعى أنه العربية – اى لغة القرآن – على حد قوله. ومرة أخرى نضع ذلك الإدعاء الى التجربة, فلو أن اصل اللغة كان العربية كما يقول, ولو ان المجتمعات التى كانت فى ذلك الوقت –بسيطة – اى لم تكن اللغة بها معقدة كما هى اليوم, وبإفتراض صحة النظرية او التحليل, فلاشك أننا نتفق جميعا على ان نواة المجتمع كانت الاسرة, والكلمات الأساسية التى إستعملتها كل أسرة هى الكلمات الرئيسية مثل تسمية الأب او الأم او الأخ او الأخت, او الطعام , ونكتفى بذلك فى الوقت الراهن, فلو ان الاسر تحركت فمما لاشك فيه ان الكلمات الرئيسية البسيطة أنتقلت معها, ومهما تغيرت اللغة طبقا لعادات جديدة او إلتزامات جديدة أو تحديات جديدة.............الخ, فإن الكلمات الرئيسية مثل أب , أم , اخ, اخت, طعام لابد انها لم تتغير, ولو صحت النظرية لوجدنا أثرا من تلك الكلمات الرئيسية ( العربية) فى اللغات الأخرى التى من المفروض أنها إنشقت عن ( العربية) كما يدعى سيادته. والكلمات التى أضعها للتجربة هنا هى كلمات من القرآن نفسه. مثل أم, أب, أخت, أخ, طعام.

وقد بحثت عن الكلمات المقارنه من اللغات الأخرى لهذه الكلمات فى اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والكروواتيه والبلغارية والأندنوسية , والبولندية , والاسبانية والسويدية والفليبينيه , تثيلا لعدد من القارات وامتدادا للحدود الجغرافية.

كلمة أم تبدأ بحرف الميم فى معظم وليس جميع تلك اللغات, ولكن ليس منها مطلقا ما يشابه فى النطق الصوتى كلمة ( أم او امى ) كما ننطقها فى القرآن.

كذلك كلمة أب لم يكن هناك تشابها فى تلك اللغات مع كلمة ( أب) الأصلية من القرآن.   

كلمة أخ , لم يكن هناك اى تشابة من بعيد أو قريب بين تلك اللغات وكلمة ( أخ) فى القرآن.

كلمة أخت, كثير من تلك اللغات بدأت بحرف صوت السين ( S) ,لكن لم يكن اى منها به ما يشابه صوتيا كلمة أخت كما هى فى القرآن.

كلمة طعام , لم تتشابه صوتيا فى اى من تلك اللغات مع بعضها, وبالطبع لم تتشابه مطلقا مع كلمة طعام العربية فى القرآن.

من ذلك نستنتج ان نظرية او فكرة ان العربية القرآنية هى أصل وأم الألسن كلها لاأصل للحقيقة مطلقا بها ولا يمكن اثباتها , فإن كان هناك دليل لدى الاستاذ سامر, فأرجو ان يفيدنا به.

أكتفى بهذا القدر فى مناقشة ما أتى به الاستاذ سامر بشأن اللغة العربية بمفهومه شخصيا, وبشأن ان اصوات الحروف تعبر عن معانى الكلمات, مع تحياتى .

اجمالي القراءات 28875