أحمد عكاشة: سكان غزة معرضون للإصابة بكرب ما بعد الصدمة.. والحكام العرب مصابون بداء التوحد على الكرسي
أحمد عكاشة: سكان غزة معرضون للإصابة بكرب ما بعد الصدمة.. والحكام العرب مصابون بداء التوحد على الكرسي

في الثلاثاء ٢٠ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

حذر الدكتور أحمد عكاشة خبير الطب النفسي ورئيس اتحاد الأطباء النفسيين العرب من الآثار النفسية للحرب الصهيونية على سكان غزة، التي شهدت مجازر مروعة أسفرت عن استشهاد أكثر من 1300 فلسطيني، عدد كبير منهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من خمسة آلاف آخرين بجروح.
وأضاف في ندوة بـ "دار الحكمة" مساء الاثنين، أن فترات الحروب تقل خلالها الأمراض النفسية لأنه في مثل هذه الظروف يكون هناك هدف عام، لكن المشكلة تكمن في ما بعد انتهاء الحرب فيما يعرف باسم "كرب ما بعد الصدمة"، من خلال ذاكرة استرجاعية للأحداث، بما يؤدي إلى إصابة مشاعر المشاركين فيها أو المشاهدين لها بتبلد المشاعر وتجمدها تجاه مشاهد وأحداث القسوة والعنف.
وأكد أن هذا هو ما يحدث للشعوب العربية بعد الحرب على العراق والحرب في غزة فأصبحنا جميعا مصابين بالكرب التالي للصدمة، وأضاف إن نسبة 30% أو 40% من الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب ضد العراق مصابون بهذه الصدمةـ ومنهم من قتل أولاده وزوجته ووصلت نسبة الطلاق بينهم إلى 60%.
وأشار عكاشة إلى دراسة فلسطينية أعدها الدكتور إياد الصراف في عام 2005 أوضحت أن نسبة 325 من الأطفال الفلسطينيين من سن 10 إلى 15 لديهم صدمة ما بعد الكرب شديدة أو متوسطة لدى 50%موضحا أن ما يتراوح ما بين 60 إلى 90% من البشر يتعرضون لصدمة مبكرة تتفاوت شدتها بحسب درجة الصمود لدى الفرد، والثقافة والدين والإيمان ولو كان إيمانا بالقضية.
وحسب عكاشة، فإن الأطفال يتحملون الأحداث المدنية بدرجة أكبر من الكبار مثل وفاة أحد أفراد أسرته كالأب والأم والأخ وكلما كانت مساندة المجتمع والأسرة للطفل والشاب أكبر كلما قلت شدة الصدمة وتكونت لديه القدرة على التكيف نفسيا وجسديا دون أي نوع من الأذى، بحيث يكون المخ قادرا على تجديد نفسه بعواطف وعادات جديدة، وكلما كان الطفل ذكيا كلما كانت قدرته أكبر ويساعده ذلك على السلم الاجتماعي والانخراط في المجتمع.
وأشاد عكاشة بالمرأة الغزاوية، ووصفها بأنها أعظم امرأة في العالم إذ تنجب عشرة أطفال يستشهد منهم ستة ولا تمنع أحدهم من المقاومة، بينما قال عن الحكام العرب إنه حدث لهم نوع من التوحد على الكرسي وأصبحوا يخشون ترك مناصبهم، لذلك غيروا دساتير بلادهم من أجل الحفاظ على بقائهم، وهو ما يعرف بالتمركز حول الذات.
ووصف الخلاف بين حركتي "فتح" و"حماس" الذي وصل إلى حد الاقتتال بأنه "نوع من التوحد مع المعتدي فهم يعيبون على المعتدي ما يقومون به، وذلك نتيجة للمشاهد المؤلمة المتواصلة من جهة وما يتعرضون له من تعذيب في المعتقلات الإسرائيلية، خاصة أنه في العشر سنوات الأخيرة تعرض 95% من سكان غزة لفقدان أفراد من عائلاتهم.
وأشار إلى كيف أن محطة مثل "سي إن إن" تبث لمشاهديها خارج الولايات المتحدة مشاهد لا يمكن أن تعرضها للأمريكيين حتى لا يتأثر مشاهدوها نفسيا.

اجمالي القراءات 5070