سرادقات العزاء.. موت وخراب ديار ومنافع أخرى

في الثلاثاء ١٢ - فبراير - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

سرادقات العزاء.. همّ ثقيل على عاتق أسرة المتوفى، فآلاف الجنيهات تنفق على ليلة الوادع لاستقبال المعزين، بيد أن الأمر كله لا يعدو كونه مجرد عادة مورثة.

ما بين تجهيز المتوفى لمراسم الدفن وشراء الكفن حتى استقدام الفِراشة أو سرادق العزاء وقارئو القرآن الكريم، حتى نصبة القهوة، تحمل أسرة المتوفى عبئا ماديا ثقيلا يبلغ متوسط الانفاق فيه 10 آلاف جنيه.

وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة يستغنى البعض عن تقديم مشاريب في العزاء أو ربما يستغنى عن قراء القرآن ويحل محلهم «فلاشة وسماعات»، لا سيما أن الغالبية العظمى من البسطاء يكتفون بتشيع الجنازة فقط دون إقامة سرادق للعزاء.

 

موت وخراب ديار

يقول عبد الله السعدني، مواطن، بالمنوفية، إن تكاليف الغزاء أصحبت هما ثقيلا على الفقراء، وهم لا يقيمون سرادق بل يكتفون بشييع الجنازة وأخذ العزاء على المقابر.

«شكر الله سعيكم».. هذه العبارة قد تمثل طوق نجاة للكثيرين من الفقراء، حيث لا سرادق ولا تكاليف والأمر لا يتخطى مراسم الدفن.

محمد القرني، مواطن، بالفيوم، يضيف أن العائلات فقط هي التي تقيم عزاء فاخر نظرا لكثرة المعزين أو إذا كان المتوفى من ذوي المناصب العليا.

وأوضح القرني، أن الأولى التصدق للمتوفى بمبلغ مالي على روحه بدلا من الإنفاق على شيء لا فائدة منه بحد وصفه.

وأشار محمود عبد السلام، مواطن بالمنوفية، إلى أن تكاليف العزاء تبلغ في المتوسط 10 آلاف جنيه بالقرى البسيطة إلى 25 ألفاً، ورسوم حجز دار المناسبات أو الدوار ورسوم الفراشة والإضاءات والكراسي والسجاد، وكذلك أجر القراء ونصبة المشاريب.

ولفت عبد السلام، إلى أجر القارئ الواحد يصل إلى ألفين جنيه للشيخ العادي أما إذا كان مشهورا فيرتفع أجره بحسب شهرته وليس له سقف معين.

الأمر لا يقف عند تكاليف العزاء فقط بل يمتد إلى عبء تجهيز مأدبات الطعام في بعض القرى، فهي عادة عند البعض، حسبما قال الشيخ لطفي القويسني، معلقا «ليلة الموت أغلى في التكاليف من ليلة العمر».

وبيّن القويسني أن معظم السرادقات الفاخرة تكون مجرد «منظرة» أو «فشخرة» بحد تعبيره.

مجاملات و بُعد سياسي

عزاءات الطبقات الغنية ليس مثل عزاءات الفقراء، فقد يكون لها بعد سياسي كالدعاية الانتخابية أو مجاملات.

يقول الشيخ رجب القاضي، أحد القراء في العزاءات، إنه حضر عزاءات كثيرة تحت عنوان المجاملات وربما يستخدمها البعض كدعاية انتخابية أو داعية لشركته أو مصنعه، عن طريق تعليق لافتات «عزاء فلان بن فلان صاحب شركات كذا وذا منصب كذا وشقيق علان وعم فلان» معلقا: بيحطوا تاريخ العائلة.

ويشير م.ص.ع موظف بإحدى وكالات الإعلان القومية إن أصحاب النفوذ أو أصحاب الشركات والمصانع الكبري يستغلون حالات الوفاة من أجل المجاملات أو الدعاية للشركات من خلال لنشر تعزية بصفحة الوفيات بالجرائد.

تابع المصدر في تصريح لـ «مصر العربية» أن صفحة الوفيات تعد بابا خلفيا لنشر الدعاية حيث إنها أقل في التكلفة من الإعلانات الأخرى.

أسعار وهمية للمقابر.. يصل إلى نصف مليون بالقاهرة

رصدت «مصر العربية » أسعار المقابر في عدد من المناطق بالقاهرة والجيزة والمنوفية والغربية، وبلغ متوسط سعر القصبة (وحده قياس مساحة تساوي 3 أمتر ونصف) 15 ألف جنيه، بخلاف تكاليف بناء المقبرة التي تقدر بنحو 10 آلاف جنيه.

وتختلف الأسعار من بلد إلى آخر بحسب المكان وضيق المساحة.

وتخصص بعض المحافظات كالإسماعيلية مقابر جديدة تقع في مدينة المستقبل، ويتم شراؤها عن طريق مجلس المدينة بتقدم بطاقة الزوج والزوجة ودفع مبلغ 12 ألف جنيه مقابل مقبرتين إحداهما للسيدات والأخرى للرجال.

يقول يوسف عبد الفتاح، مقاول وسمسار مقابر، إن ثمن المقبرة بالقاهرة يصل إلى نصف مليون جنيه بسبب ضيق الأماكن.

وأضاف لـ «مصر العربية» أن تكلفة بناء المقابر أصحبت غالية جدا خاصة أن هناك بعض العائلات الثرية يقمون بعمل رخام وسراميك وزجاج ملون على واجهة المقبرة وهو ما يعد أمرا مكلفا للغاية في ظل ارتفاع الأسعار.

اجمالي القراءات 3263