ظهور شوكولاتة "حلال” بسويسرا يثير تساؤلات بشأن الشوكولاتة “الحرام” التي تناولناها

في الثلاثاء ١٨ - ديسمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً

في أبريل الماضي أعلنت شركة توبليرون السويسرية أنها أصبحت تنتج شوكولاتة حلال لزبائنها المسلمين، ومذ ذلك الحين والجدل قائم، لدرجة أن البعض أصبح يعتبر الشركة الشهيرة تساهم بمنتجها في أسلمة الدولة.

وزاد الجدل مؤخراً بعد أن أعلنت مسؤولة في الشركة أنهم لم يغيروا طريقة صنع الشكلاطة بل ما تغير هو فقط توضيح أن المنتج حلال ومناسب للزبائن المسلمين، ما جعل البعض يعتبر الأمر تناقضاً من الشركة وتحايلاً بهدف جذب المسلمين لمنتجاتها.

ونقلت وسائل إعلام عن متحدثة باسم الشركة قولها إن "المصنع وكل منتجاته منحوا شهادة تطابق منتجاتهم ومكوناتها مع مقاييس " الحلال" وهذا لا يعني بالضرورة تغيير مسار عملية الإنتاج، بل إن النسخة الأصلية من المنتج هي ذاتها لم تتغير.

الاثنان 17 ديسمبر نشرت صحيفة فيلت الألمانية تقريراً عمّا أسمته "أسلمة توبليرون"، معتبرةً إعلان الشركة أن الشكولاتة التي تقدمها في سويسرا حلال يمكن اعتباره "خضوعاً" للإسلام، خصوصاً وأن الشركة أعلنت عن المنتج دون تغيير يُذكر في مكونات الشكولاتة.

واعتبرت الصحيفة أن تأثير الإسلام على الغرب وصل مُنتجاً يعتبر مقدساً في الغرب وهو شوكولاتة توبليرون، معتبرة الخطوة التي اتخذتها الشركة قد تشكل خطراً على علمانية الدولة. ووصل الجدل في سويسرا حدَّ المطالبة بمقاطعة هذا النوع من الشكولاته.

وسخر بعض النشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي مما قامت به توبليرون، وكتب مغرد "توبليرون التي نعرفها باتت حلالاً، لا تخافوا، ما زال مذاقها كما كان".

غرّد مستخدم آخر ساخراً أنه يأكل توبليرون فقط حين يكتب عليها "حرام"، أما حين يكتب عليها "حلال" فهذا يعني أنها للمسلمين فقط.

ويبدو أن شركة توبليرون متخوفة من ردة فعل المستهلكين السويسريين ومن التوجه الذي يدعو إلى مقاطعة كل منتجات الحلال في سويسرا، خصوصاً من قبل اليمينين، لذا لم تكتب الشركة بشكل صريح كلمة "حلال" على علبتها حتى الآن واكتفت بالإعلان فقط أن المنتج يتوافق مع مقاييس الحلال.

وفي يناير من العام الجاري أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة لو ماتان ديمانش أن 76% من السويسريين يؤيدون منع تغطية الوجه، أو النقاب، بينما أيد ما يقرب من 70٪ من المشاركين في الإستطلاع حظر ارتداء الحجاب في المدارس.

لكن تأييد السويسريين لحظر الحجاب والنقاب، لم يمنعهم من دعم الإعتراف بالديانة الإسلامية، حيث أيّد 48٪ من المستجوَبين فكرة الإعتراف الرسمي بالإسلام ديناً رسمياً، مثل المسيحية. وكان الحزب الاشتراكي أول من بادر بإطلاق هذا المقترح، إلا أنه اشترط أن تلتزم الجاليات المسلمة بالإسلام المعتدل وأن تعمل في إطار الشفافية.

اجمالي القراءات 2089