طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس وزرائه إدوار فيليب بإجراء محادثات مع زعماء سياسيين ومتظاهرين بهدف إيجاد سبيل لإنهاء الاحتجاجات التي عمت البلاد.
وكان ماكرون قد ترأس في وقت سابق اجتماعا أمنيا عاجلا، عقب يوم من أعمال الشغب التي قام بها مئات المحتجين على إجراءات الحكومة.
وقالت وزيرة العدل الفرنسية، نيكول بيلوبي، إنها ستقدم كافة المتسببين بأعمال العنف إلى العدالة.
وقال متحدث باسم الحكومة إن هناك احتمالا لفرض حالة الطوارئ لمعالجة الاضطرابات.
وقالت الشرطة الفرنسية إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم في الاحتجاجات.
وقد أصيب 100 شخص بجروح ، بينهم 23 فردا من عناصر الأمن، السبت.
وتقول مصادر الشرطة إن 400 شخص قد اعتقلوا.
وقد تحولت الاحتجاجات على أسعار الوقود إلى غضب عام بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة.
ومع أن بعض المحتجين حافظوا على سلمية احتجاجهم إلا أن البعض اشتبكوا مع رجال الشرطة بالقرب من قوس النصر.
وكان الرئيس ماكرون قد توجه مباشرة إلى قوس النصر لتقييم الاضرار بعد عودته من اجتماع قمة العشرين في الأرجنتين.
وكان المتحدث باسم الحكومة بنجامين غريفو قال لمحطة إذاعة "أوروبا 1" إن فرض حالة الطوارئ بات خيارا محتملا، وأضاف "علينا التفكير بالإجراءات الممكن اتخاذها لتجتنب تكرار هذه الحوادث".
من هم المحتجون ؟
يطلق اسم "الستر الصفراء" على المحتجين، لأنهم خرجوا إلى الشوارع مرتدين الستر الخاصة بالرؤية الليلية لسائقي السيارات.
ويحتجون بشكل أساسي على ارتفاع أسعار الوقود .
ويقول الرئيس ماكرون إن حافزه للزيادة هو الحفاظ على البيئة ، لكن المحتجين يصفونه بفقدان الصلة مع سكان الريف الذين يحتاجون لاستخدام سياراتهم بشكل منتظم.
وليست هناك قيادة واضحة للاحتجاجات، وقد اكتسبت زخما عبر وسائل التواصل الاجتماعي وجذبت إليها فئات مختلفة من الفوضويين في أقصى اليسار إلى القوميين في أقصى اليمين.
وقد شارك حوالي 300 ألف شخص في التظاهرة الأولى التي خرجت في 17 نوفمبر/تشرين الثاني في أنحاء البلاد.
ماذا حدث السبت ؟
تجمع مرتدو الستر الصفراء السبت في شارع الشانزلزيه في باريس ، فأطلق رجال الشرطة عليهم القنابل الصوتية ورشوهم "بمدافع المياه"، بينما أطلق المتظاهرون المقذوفات وأضرموا النار في بعض البنايات.
وقد أشعلت النيران في حوالي 190 موقعا بينها 6 بنايات، حسب ما صرحت وزارة الداخلية.
وأغلقت المخازن التجارية ومحطات المترو نتيجة أحداث العنف.
ماذا قال الرئيس ماكرون ؟
وقال ماكرون السبت إن الاحتجاجات "لا تشبه أبدا التظاهرات السلمية التي تعبر بشكل مشروع عن الاستياء".
وأضاف أن المحتجين لا يريدون التغيير بل الفوضى.
وكرر ماكرون القول إن هناك حاجة للإجراءات الأخيرة لمكافحة التغير المناخي، واتهم الخصوم السياسيين باستغلال الأحداث من أجل عرقلة برنامجه الإصلاحي.
وكان ماركرون قد حاول في وقت سابق هذا الأسبوع التحدث بلكنة تصالحية ، وقال إنه يرحب بالأفكار حول كيفية تطبيق ضريبة الوقود.
ما الذي أغضب السائقين ؟
ارتفع سعر الديزل، وهو الوقود الأكثر استخداما في السيارات الفرنسية، بنسبة 23 في المئة تقريبا في السنة الماضية، حيث بلغ 1.51 يورو للتر.
وكانت أسعار الوقود العالمية قد ارتفعت، لكنها عاودت الانخفاض، لكن حكومة ماكرون رفعت ضريبة الهيدروكربون هذه السنة بقيمة 7.6 سنت للتر الديزل و 3.9 سنت للتر البنزين، كجزء من حملة لتشجيع الوقود النظيف.
ونظر المحتجون إلى قرار رفع إضافي لسعر الديزل بقيمة 6.5 سنت و 2.9 سنت للبنزين على أنه القشة التي قصمت ظهر البعير.