كتب وائل على ٣١/ ١٢/ ٢٠٠٨
أكد تقرير حقوقى عن التعذيب فى مصر أن الحاجة «أصبحت ملحة» لفتح ملف التعذيب داخل أقسام ومراكز الشرطة، والعمل على إنهاء هذه الظاهرة، معتبراً مراكز الاحتجاز داخل الأقسام تمثل بالنسبة للمواطنين البسطاء «مقابر»، صنعها بعض ضباط وأفراد الشرطة ـ على حد قوله ـ من الذين انعدم عندهم الضمير. وانتقد التقرير ـ الذى أصدرته الجمعية الوطنية للدفاع عن الحقوق والحريات أمس الأول بعنوان (أقسام ومراكز شرطة.. سيئة السمعة) ـ تصريحات مسؤولى وزارة الداخلية، التى تشير إلى أن التعذيب فى مصر «حالات فردية» مشدداً على ضرورة الإجابة عن هذه التساؤلات بالعمل الجاد على رفع كفاءة أفراد وزارتهم وتفعيل دور إدارة التفتيش والرقابة، وتثقيف الضباط بمفاهيم حقوق الإنسان، والتأكيد على مهمة الشرطة، وهى الحفاظ على أرواح المواطنين لا إزهاقها دون ذنب يقترفوه. وطالب التقرير بضرورة «إعادة النظر» فى القوانين والتشريعات الوطنية، بما يتناسب وحجم الجرم فى جرائم التعذيب، ليحصل مرتكبها على عقوبة حقيقية لعدم تكرار الأمر مرة أخرى، ووضع خطة لتدريب ضباط الشرطة على حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، مشدداً على أهمية تفعيل دور إدارة الرقابة والتفتيش بوزارة الداخلية فى الرقابة المفاجئة على أقسام ومراكز الشرطة، وزيادة وعى المواطنين بالإجراءات القانونية الأولية للحفاظ على حقوقهم إذا ما تعرضوا للتعذيب، وزيادة تسليط الضوء من جانب الإعلام على محاكمة ضباط الشرطة المتهمين فى قضايا تعذيب، كى يعلم المواطنون أنه لا يوجد أحد فوق القانون. ودعا التقرير لجنة حقوق الإنسان فى مجلس الشعب إلى تفعيل دورها للتفتيش على أقسام ومراكز الشرطة، واستجواب وسؤال وزير الداخلية عن التجاوزات والانتهاكات وتفعيل دور المجلس القومى لحقوق الإنسان والقيام بمهامه التى أنشئ من أجلها. وعرض التقرير إحصائيات تم رصدها من قبل بعض الصحف لرؤية من هم الأكثر نشراً لأخبار التعذيب، والأكثر متابعة لها ما بين الصحف، مشيراً إلى أن الصحف المستقلة جاءت فى مقدمة الصحف التى قامت بنشر وقائع تعذيب، أولها صحيفة «المصرى اليوم»، ثم صحف «نهضة مصر والبديل والفجر»، بواقع ٥٥٤ خبراً من أصل ٩١٦ خبراً عن التعذيب، تم نشرها فى الصحافة المصرية خلال عامى ٢٠٠٧ و٢٠٠٨، فى حين جاءت الصحف الحزبية فى المرتبة التالية تبعتها الصحف القومية. ولفت إلى أن الإعلام المستقل المقروء لعب دوراً حقيقياً، وتفاعل مع الأحداث بشكل سريع يؤثر على الرأى العام من خلال تقديم قضايا مهمة تهم المواطنين بشكل عام، وتدق ناقوس الخطر للمسؤولين، وتشير إلى أماكن الخلل للإصلاح السياسى والاقتصادى المصرى. بينما جاء برنامج «٩٠ دقيقة» على قناة المحور فى المرتبة الأولى للبرامج المهتمة ببث قضايا التعذيب خلال عام ٢٠٠٨، تبعه برنامج «القاهرة اليوم» بنسبة ٢٢.٩٪، تلاه برنامج «العاشرة مساءً»، بنسبة ٢٠.٨٪، ثم برنامج «الحياة اليوم» بنسبة ١٦.٦٪، وفى المرتبة الأخيرة برنامج «البيت بيتك» على التليفزيون المصرى بنسبة ١٠.٤٪. وأوضح التقرير أن الإعلام المصرى «شهد تطوراً» فى الفترة الأخيرة، وأصبح وسيلة وسلاحاً فى يد المواطن المصرى البسيط، الذى يتعرض للانتهاكات كل يوم، لافتاً إلى أنه يلعب دوراً مهماً وحقيقياً للمساهمة فى الإصلاح السياسى والاقتصادى والاجتماعى للوطن من خلال كشفه السلبيات وتأكيده على الإيجابيات. |