أهل الضحية: النيابة تواطأت مع الجانى ونطالب بتطبيق "الجلد"
اليوم السابع تنفرد بنشر تحقيقات قضية ابن الدبوماسى السعودى
الأثنين، 29 ديسمبر 2008 - 20:56
محمود سعد الدين ومحمود المملوك
فجرت أسرة القتيل محمد السيد عبد العاطى عبد الكريم، الذى لقى حتفه قبل 25 يوماً تحت عجلات سيارة نجل أحد الدبلوماسيين السعوديين العاملين بالقاهرة، عدة مفاجآت قد تسهم فى تغيير مسار القضية، وتجيب على عدد من التساؤلات الغامضة، وذلك من خلال نص تحقيقات النيابة، الذى حصل اليوم السابع على نسخة منها، والتى وصفها أهل القتيل "بالتساهل" من جانب وكيل نيابة أكتوبر فى الأسئلة التى وجهها إلى الجانى بحسب ما ذكرت أسرة القتيل.
عبد الناصر عبد الودود ابن عم الضحية، قال إن التقرير الطبى كشف عن وجود قطع بفروة الرأس والرقبة ونزيف داخلى بالأنف والإذن واشتباه نزيف بالمخ، وجاء أيضا فى الكشف أن القتيل مات قبل وصوله للمستشفى، بعد فشلت محاولات الإنعاش الطبيعى، ورغم كل هذا، وكيل النيابة سأل الجانى: ما رأيك فيما منسوب إليك من إصابة المتوفى؟! ولم يقل ما هو منسوب إليك من قتل المتوفى!"، والأغرب هى إجابة الشاب السعودى التى خرجت بكل استهتار "ما كنش قصدى إصابته"، موضحين أن وكيل النيابة كان همه الاطمئنان على صحة الشاب السعودى قالاً له: هل توجد بك إصابات وترغب فى تحويلك إلى الكشف الطبى؟
عبد الودود قال، إن أسئلة وكيل النيابة أثارت الشكوك لدينا، وأضاف أن تعاملت فى تحقيقاتها مع الجانى بمبدأ "أطبطب وأدلع" فالنيابة لم توجه له تهمة القتل، ولم تطلب تحاليل وكشف لمعرفة هل كان مخموراً أم لا؟، كما أنها لم تأمر – كما هو المعتاد – بحبس المتهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، إنما أفرجت عنه بدون ضمان بعد انتهاء التحقيقات، وفى النهاية لم تضعه على قائمة الممنوعين من السفر فاستطاع الهرب، وهو ما أكدته لنا مصادر مؤكدة بإدارة الجوازات والهجرة، لكن مطرق المطيرى المستشار الإعلامى للسفارة السعودية، نفى هذه الأخبار، مشيراً إلى أن المتهم لم يهرب وهو موجود حالياً فى مصر.
ومن جانب آخر رجح محمد عبد الحليم ابن عم خالة القتيل، أن أسرة الشاب السعودى أجرت اتصالات عليا مع وزارات الخارجية والداخلية والعدل، والتى أسفرت عن اتصالات أخرى تمت بين مأمور قسم طهطا وأسرة الضحية لتصفية القضية، وإنهاء إجراءات التصالح.
الشكوك وحدها لم تكن البطل الرئيسى فى القضية، بل لعب التناقض دوراً مهماً أيضاً، وبرز ذلك عندما سأل وكيل النيابة المتهم عن رخصة القيادة، فأجاب "لا أملك رخصة قيادة"، وهو ما تناقض مع كلام المستشار السعودى بالقاهرة فى حديثة لليوم السابع، مؤكداً أن الجانى لديه رخصة قيادة دولية.
"سيدى.. لن أقول لك دموع أم أو بكاء أخوة، ولكنى سأقول لك إننا عائلة واحدة بيوتها متجاورة تنتظر الفرحة من العيد إلى العيد مع عودة الابن الغائب، وبالأخص عيد الأضحى هذا العام لأن أبن العائلة والعائل الوحيد لها محمد السيد عبد العاطى البالغ من العمر 28 عاماً من محافظة سوهاج مركز طهطا قرية شطورة، انتظره أهلة فى بلدته للاحتفال بعروسه ثالث أيام العيد. مكالمة هاتفية أجراها محمد لوالدته قال لها "اشترى لى جلباب أبيض لأرتديه هذا العيد فأنا سعيد وفرحان، ثم كرر الاتصال يوم وقوع الحادث، الرابعة ظهرا اطمأن على أخوته وأخبرهم بقدومه وبصحبته 20 من أصدقائه فى العمل.
لكن أقدار السماء، لم تشأ، فبدلا من أن يرتدى الجلباب الأبيض، التف بالكفن الأبيض وبدلا من أن يسكن فى شقته الجديدة انتقل إلى العالم الآخر، وبدلا من أن تقابله أمه بالزغاريد قابلته أمه بالبكاء والنحيب. كيف لشاب لم يتعد الثامنة عشر من عمره بسيارته الفخمة وبلوحاتها الخضراء أن يسير على رصيف المشاة الذى يرتفع عن الأسفلت بـ 30 سم، ثم يأتى بسرعة جنونية منحرفا عن الطريق ويرتفع فوق الرصيف ويقذف بهذا المسكين مسافة كبيرة لأعلى ليقع على الرصيف المقابل، ولا ينطق بكلمة بعدها. هل تتخيل يا سيدى كيف وصل الخبر لأمه؟.. لك أن تسأل كيف عادت أخته من الكلية وهى تقول، لم يمت لقد اتصل بى وأرسل لى المصاريف، وقال لا تطلبى شيئا من أمك.. كيف لهذا الشخص أن يموت بسبب الإهمال، ثم لا يعاقب الجانى ابن المستشار الدبلوماسى للسفارة السعودية؟"
بهذا السؤال، انتهت استغاثة عائلة محمد السيد عبد العاطى عبد الكريم، إلى رئيس الجمهورية دون أن يجيبهم أحد، مع العلم أن هذه الاستغاثة ليست الأولى ولكن سبقها العديد لكلاً من ووزراء الخارجية والداخلية والعدل.
صورة ضوئية من نص تحقيقات النيابة وتقرير الكشف الطبى