الإخوة الأحباب
مازلنا مع الأستاذ ، محمد مهند مراد أيهم ، وحكاياته من حلب ، وحلب جزء من وطننا العربي الكبير فيها من كل إيجابياته وسلبياته ، وحكايات أخونا محمد تلقي الضوء على السلبيات وليس من باب جلد النفس ولكن من باب الإصلاح ، وحقيقة هذه القصة الثانية ستصيبكم بالغثيان والقرف ليس من الأبن فقط ولكن من الأب أيضا وغالب ظني أنه لم يكن يتحرى الحلال في مالة وأترككم مع القصة
شريف هادي
حكايات من حلب: الحلقة الثانية
الولد العاق
هذه القصة رأيتها مرارا وبصور متعددة وما ستقرؤونه هو أبسط صورها
تراه فتعرف أنه من أشقى الناس لم يخل أحد من شره يشتم هذا ويضرب هذا ويعتدي على ذاك الجميع يتحاشونه مخافة شره طلب ذات مرة من والده مبلغا فلم يعطه فانهال عليه بالسب والشتم مما لم أسمعه في حياتي
وكم شكاه أهل الحي إلى أبيه فكان يقول أنه ولد عاق ولا أستطيع السيطرة عليه
ذات مرة بدأ يرمي بأذاه على أحد جيرانه كان شابا يافعا لا يعرف من الدنيا إلا بيته والمشغل الذي كان يعمل فيه كان يقول له أقرضني وأعطني وذاك الشاب يتحاشاه فبدأ بسبه في عرضه وأهله ولم يتوانى عن قذفه بأفظع التهم ذهب هذا الشاب إلى والد ذلك القذر وأخبره بما يفعله ابنه فما كان جواب الأب إلا أن قال إن شئت فاقتله وسأهنئك على فعلت
في النهاية بلغ السيل الزبا فقد قام ذلك القذر بالاعتداء بالضرب على الشاب فما كان من ذلك المسكين الذي أعيته الحيلة إلا أن ذهب إلى البيت وأخرج سكينا وبدأ بضربه ضربات سطحية مخافة أن يؤدي ذلك إلى موته ثم هرب
الأب الذي كان يتبرأ من ابنه أضحى ذلك الابن السافل عميد العائلة ومطعمها وكاسيها ذهب وقدم دعوى ضد ذلك الشاب وبدأ الشرطة بملاحقته جاء والد الشاب إلى والد السافل طالبا إسقاط حقه في المحكمة فقال
لقد دفعت رشوة إلى المخفر مبلغ عشرة آلاف ليرة قال هي لك قال لقد دفعت لعلاج ابني عشرة آلاف أخرى قال هي لك قال أريد فوقها خمسين ألف ليرة كتعويض عما حصل قال ألم تكن تقول اقتلوه وسأهنئكم قال ولكنه ابني
قال هي لك
في اليوم التالي ذهب الجميع إلى المحكمة وفي المحكمة دفع الرجل إلى ذلك الأب مبلغ خمسين ألف ليرة وهو مبلغ التعويض رأى الولد السافل أبوه يتقاضى مبلغا فقال أعطنيه قال أريد أدفع ثمن علاجك قال لقد قبضتها قال خذ هذه خمسة آلاف ليرة فانتفض الولد في وجه أبيه وبدأ بسيمفونية السباب التي وصلت إلى اسماع كل من كان في البهو خارج قاعة المحكمة فما كان من الأب إلا أن أعطى ابنه نصف المبلغ اتقاء شره ثم ذهب كل إلى سبيله