الأخوة الكرام رواد موقعنا الأغر أشكركم جميعا
الحقيقة أنني أردت أن أشرككم معي فيما أشعر به من نزاع شديد للأفكار في عقلي ، لعلي أجد عندكم الراحة ، نحن موقع أهل القرآن ، ونحن لم نفتأ نؤكد على أننا لسنا جماعة أو تنظيم ، ولكننا مجموعة باحثين عن الحق ، بعضنا تملكته فكرة الأخذ بالدين من مصدر واحد فقط وهو القرآن الكريم ، وبعضنا أستهوته الفكرة فدخل يتعلم ويناقش ، وبعضنا لم يجد ما يشغل به وقته فدخل على فضاء الإنترنت ليشغل وقته معنا ، وبعضنا له توجهات خاصة ولكن أتفقت أفكاره أو &Uc غاياته مع أفكارنا فراح يكتب ويعلق ، وبعضنا يحارب فكرة الأخذ بالقرآن مصدرا وحيدا للتشريع ولا يستسيغها ولا يؤمن بها ويشعر أننا مجموعة من المرضى العقليين ، فدخل يعلق ليتسلى أو يتشفى أو يتحسر
وما يهمني من كل هذه التقسيمات إلا التقسيم الأول (من تملكته فكرة الأخذ بالقرآن مصدرا وحيدا للتشريع وآمن بها) ، هؤلاء بعضهم ظن لكي يكون قرآني فعليه أن يتبرأ من تراث ديني وعلمي ضخم عمره أكثر من ألف عام ، تركه لنا علماء الطوائف المختلفة من سنة وشيعة وخوارج كثلاث فرق كبرى يندرج تحت منهم عشرات المسميات كالصوفية والمعتزلة والأشاعرة عند أهل السنة والإثني عشرية والموسوية والزيدية عند أهل التشيع ، وكأزارقة وجهمية وأباضية عند الخوارج.
والبعض الآخر ثقلت عليه التكليفات الدينية والأوامر الشرعية ما هو صحيح منها وما هو غير ذلك من اختراع علماء الطوائف ، وأراد أن يتحلل منها ويخلعها عن عنقه ، ولكن يحذر أن يقال عليه كافر او ملحد فهو كما يقول المثل المصري (عين في الجنة وعين في النار) ، فوجد في فكرتنا ضالته ، وظن أننا سنعينه على هذا التحلل ويبقى مسلما غير مسلم.
وبعضنا نظر للفكرة وآمن بها وأعتنقها ولكن على قاعدة من الضحالة العلمية والسطحية الفكرية والإفلاس المعرفي ، ومع ذلك لم يجد في نفسه غضاضة أن يسود بيض الصحائف بالآراء ويتكلم بلا حياء في كل شيء من الألف إلي الياء
وقلة قليلة أخذت بالفكر القرآني السليم وأعتنقته ، ورغم إيمانهم بزيف الأحاديث ، وبإنقطاع التواتر بين زمن سردها وزمن كتابتها بما يفقدها خاصية التواتر ، إلا أنهم نظروا إليها على أنها تراث إنساني فيه الرث وفيه النفيس ، ولا ضير ان يتفاعلون معها على أنها تراث إنساني لا قدسية لها ، كما أنهم أيضا تمكنوا من التفاعل مع التراث الإسلامي لعلماء الفرق والطوائف بنفس المفهوم ، وهذه الفئة هي من تمتع أفرادها برصيد علمي وتراكم معرفي ، وفهم منطقي وتدبر استنباطي
وفي الحقيقة أيضا أن شريف هادي يجتهد ويجاهد لكي يكون من هذه الفئة الأخيرة ينصره توفيق ربه حينا ويصرعه جهله أحيانا كثيرة ، لذلك أعلنها للجميع بعد شكري لمن أيدني وشكري أيضا لمن عارضني ، أنني لا أفتي ولا الزم أحدا إلا نفسي ، فلو كان تدبري لكتاب الله صحيحا فحمدا له سبحانه وتعالى على الهداية والتوفيق ، ولو كان غير صحيح فاستغفر الله من الزيغ والغواية وعزائي عند ربي جهلي وحسن نيتي ، وحسبي أني لم الزم أحدا إلا نفسي فلا أحمل في عنقي إلا ذنبي وذلتي وأدعوا ربي متوسلا متذللا أن يكون عفوه أقرب إلي من ذنبي ، ورحمته أسبق إلي من عقابه
أقول لمن أستهواه فكرنا وجاء ليناقشنا ويتعلم منا ونتعلم منه ، نزلت أهلا وحللت سهلا ، مرحبا بك معنا نتدبر ونتواصى وعلى الله القصد وهو وحده يهدي السبيل ، وأقول لمن لديه وقت فراغ فيضيع وقته معنا ، وقتك لن يضيع وهذه بضاعتنا فلو أعجبتك فبها ونعم ولو لم تعجبك فشكرا لك على الاستماع لنا والاطلاع على أفكارنا.
أقول لمن أعتنق الفكر لكي يتحلل من التكاليف الشرعية أخطأت الاختيار وضللت السعي ، فنحن نصلي ونصوم ونتصدق ونحج ، ونتقرب لله بالعبادة ، ولن تجد عندنا ضالتك المنشوده ، فأولى بك البحث عن غيرنا.
وأقول لمن أعتنق الفكرة بصدق وإخلاص ولكن ليس لديه خلفية علمية وثقافية تنفعه لا عيب في ذلك ولا ضير أن تتعلم فكلنا تلاميذ في محراب القرآن العظيم ، ولكن العيب كل العيب أن تكتب بجهل وتتكلم بقلة علم والعيب كل العيب أن تظن في نفسك مواهبا عظيمة في الحوار ، أنت يا أخي المخلص لم تسهر الليالي في البحث والتفكر ، ولم يتصل ليلك بنهارك يقظة تقرأ وتنهل ، ولم تتعلم على يد غيرك ، لديك شهادة لو قلنا أنها تؤهلك للحديث في فرع العلم الذي تخصصت فيه فهي لا تصلح مؤهلا للحديث في الدين وعلوم الفقه والاستنباط ، فكيف أصبحت فجأة كاتبا ثم مفكرا ثم مستنبطا ثم فقيها ثم عالما ، كل يوم يمر عليك ترقى درجة علمية ، هكذا بلا تعب ولا جد؟ كيف؟ نصيحتي لا تضيع وقتك ووقتنا لو كنت جاد في إخلاصك هلم إقرأ وتعلم أو أنضم لقاعة البحث لتحاول وأيضا تتعلم ، أو إقرأ للغير ثم سل بأدب من يريد التعلم لا بغرور من يريد التفيقه.
وأقول لمن يحارب فكرنا وجاء يظن أنه يمكنه اصلاحنا أو يتشفى فينا ، أقول له هذا الفكر هو اختيارنا لم يحملنا عليه أحد وقبلنا أن نلقى به ربنا نعبده لا نشرك به أحدا ، فلا وقت لدينا لنضيعه معك فأحفظ عليك وقتك ولا تضيع علينا أوقاتنا أغرب عنا بوجهك السمح ولا تعذب نفسك بكالح وجوهنا
الإخوة الكرام يكاد عقلي ينفجر من التفكير وقلبي يعتصر من الحزن ، ويصدمني أن الكثير من الإخوة يتلقف الافكار الغربية والفتاوى الشاذة ، وترى عشرات بل مئات التعليقات ، ويضيع الوقت في مناقشات بيزنطية وسفسطة لا داعي لها ، أما الأبحاث الجادة والمقالات الهادفة ، والتي أبدعها كتابها لكي تناقشوهم فيها فتصلحوا لهم أخطائهم ، وتقوموا لهم إعوجاجهم ، ثم تصلون جميعا إلي أفكار محدده وتتفقون على معاني إجمالية وأحكام تفصيلية ، فإنكم لا تهتمون بها وكأنكم لم تقرأوها ، وتمرون عليها مرور الكرام ، وكذلك بحوث الشباب الواعد الذي يحتاج من وقتكم برهة لتطلعوا على ما جادت به قريحاتهم ، وتشجعوهم على المضي قدما بعدما تصححون لهم ، كل ذلك وأنتم تحتسبون الحسنات من رب العباد ، فأراكم أيضا عنها معرضون وفيها زاهدون ، فما بالكم؟ أدام الله فضلكم
وأخيرا فكما لا ألزم إلا نفسي بما أجتهدت في فهمه ، فأنا لا ألزم إلا نفسي بوعدي الاستمرار في التعليق على أبحاث الشباب كلما سمح بذلك وقتي الضيق ، وكذلك في تدبر آيات الله من غير إفراط أو تفريط ، ومن غير شطط أو ذلل ، وأدعوا الله ألا يضطرني ضيق نفسي وحسرة قلبي وأعياء عقلي مما يجري على الاعتزال التام.
أدعوكم لمناقشة القيم الكلية في ديننا السمح من حق وعدل وحرية ومساواة وحب وصدق وأمانة وإخلاص وتوبة ورحمة ونزاهة وترفع وعلم وتكافل وبناء وحضارة وسعي وعمل وجد واجتهاد وتسامح وقبول للآخر.
ففيها الكفاية لتشغل أوقاتنا وفيها الحل لكل مشكلاتنا ، ولتكون اللبنة لتربية أجيالنا وفيها الملاذ لتدبر قرآننا
ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد
شريف هادي