سبقت الاجابة عن هذا فى فتوى سابقة ، و أعيد الاجابة للتذكير :
هل السمك والجراد من الميتة المحرمة كما يقول الحديث ؟

المقصود بالميت من المحرمات فى الطعام هو الميت من الحيوانات البرية والأنعام . يقول تعالى (
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ ) (المائدة: 1) فالله تعالى يجعل كل الأنعام حلالا ما عدا المحرمات الخمس المعروفة ، و ما عدا استحلال الصيد من الحيوانات فى حالة الاحرام.
وكالعادة فى تفسير القرآن للقرآن وبيان القرآن للقرآن فان تفسير و بيان و توضيح قوله تعالى (أُحِلَّتْ لَكُم بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ ) جاء فى الاية الثالثة من نفس السورة فى قوله تعالى ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ) (المائدة : 3 ) والواضح هنا أن المحرمات هى الميتة والدم و لحم الخنزير و المقدم نذرا لغير الله تعالى.
وفى تفسير و توضيح وبيان قوله تعالى فى ألآية الأولى من سورة المائدة (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنتُمْ حرم ) أى تحريم الصيد عند الاحرام فى الحرم المكى ، يقول تعالى فى نفس السورة ( أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُمًا وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) ( المائدة: 96) أى أن طعام البحر وصيد البحر بكل انواعه حلال. ومن الحلال ايضا صيد البر إلا فى حالة واحدة هى أن يكون الانسان محرما فى البيت الحرام. وقبل هذه الآية تفصيلات أخرى عن تحريم قتل الصيد حالة الاحرام ( المائدة 94 :95 )
وبالتالى فان كل طعام البحر حلال ، ومن الطبيعى أنك لا تحصل عليه إلا باخراجه من الماء فاذا خرج من الماء مات ، ولكن موته لا يجعله حراما لأنه لا يدخل فى الحيوانات البرية والأنعام والتى يخنلف موتها عن حيوانات البر. وللتاكيد على حل طعام البحر أن الله تعالى يمتن علينا بما سخر لنا فى البحر من فوائد ، ومنها اللحم الحلال و الحلى و استخدامه طريقا للتنقل و السفر ، يقول تعالى (
وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) ( النحل : 14 ) ( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ( فاطر : 12 )

هذه الفتوي تمت قرائتها 1129 مرة