-1-الأرثوذكسية كلمة يونانية تعني "الرأي القويم"، و "الإيمان المستقيم". وقد أُطلقت فيما بعد على الطوائف الدينية التي تتمسك بطرق التفكير القديم، والمناهج القديمة، والقوالب الثابتة الأصلية للدين.
والأرثوذكسية موجودة في الأديان الثلاثة: اليهودية، والمسيحية، والإسلام. وفي اليهودية، تعتبر الأرثوذكسية من أهم الطوائف اليهودية في العصر الحديث. ومن خصائصها التمسك بـ "الهالاخاة" (الجزء التشريعي من التلمود)، وتقبُّل الحضارة الحد&iacutديثة بحدود ضيقة، ورفض كل ما هو غير أخلاقي في نظرها، والتشديد على رفض استعمال العلم الحديث في تفسير النصوص المقدسة، والقيام بالتعليم التقليدي القائم على التلقين والتحفيظ، دون استعمال العقل، أو الأسئلة الفلسفية، والمنطقية.
والأرثوذكسية موجودة في الأديان الثلاثة: اليهودية، والمسيحية، والإسلام. وفي اليهودية، تعتبر الأرثوذكسية من أهم الطوائف اليهودية في العصر الحديث. ومن خصائصها التمسك بـ "الهالاخاة" (الجزء التشريعي من التلمود)، وتقبُّل الحضارة الحد&iacutديثة بحدود ضيقة، ورفض كل ما هو غير أخلاقي في نظرها، والتشديد على رفض استعمال العلم الحديث في تفسير النصوص المقدسة، والقيام بالتعليم التقليدي القائم على التلقين والتحفيظ، دون استعمال العقل، أو الأسئلة الفلسفية، والمنطقية.
-2-أما الأرثوذكسية المسيحية الشرقية، فهي مذهب من المسيحية، يرجع جذوره إلى المسيح عليه السلام، والخلافة الرسولية والكهنوتية. وكانت المسيحية كنيسة واحدة، حتى الانشقاق الذي حصل بين الكنيسة الغربية (الرومانية الكاثوليكية) والشرقية (الرومية الارثوذكسية). وقد استفحل هذا الانشقاق في أيام ميخائيل كيرولارس (بطريرك القسطنطينية) عام 1054، لأسباب سياسية أكثر منها عقائدية. وتؤمن الأرثوذكسية المسيحية الشرقية - ومنها الأقباط في مصر- بإله واحد آبٍ ضابط الكل. خالق السماء والأرض. وهي تعلّم تعليماً واحداً تابعاً للآباء القديسين، وتعترف بالمُثل، بحسب رأي الآباء القديسين، وتقبّل الأيقونات، وتسجد لها وتكرّمها.
-3- وهناك الأرثوذكسية الإسلامية. والفضل بانتشار هذا المصطلح حديثاً، يرجع للمفكر الجزائري الفرنسي محمد أركون، رئيس قسم الدراسات الإسلامية في جامعة السوربون. ويُعرِّف أركون الأرثوذكسية الإسلامية بما هي مُعرَّفةٌ في الأرثوذكسية اليهودية، من أن الأرثوذكسية الإسلامية، هي التفسير المستقيم الصحيح المُجْمَع عليه من قبل رجال الدين. اضافة إلى أن الأرثوذكسية الإسلامية، تضغط دائماً بالمحرَّمات على الدراسات القرآنية، وتمنع الاقتراب منها أكثر مما يجب، كما يقول محمد أركون في ("الفكر الأصولي واستحالة التأصيل"، ص 44). وبالتالي، فهو يسعى إلى تخليص هذه الدراسات، من قبضة الأرثوذكسية الإسلامية، التي عطَّلت أية فعالية للعقل فيها، منذ مئات السنين، سواء أخذت هذه الأرثوذكسية شكل مفتين تعيّنهم الدولة، أو حركات إسلام سياسي، تُحالف الدولة حيناً، وتعارضها حيناً أخر، أو عامة الشعب الذين لم يعودوا يرون في غير الإسلام مخلصاً من البؤس والفقر الذي يحيونه. كذلك فإن الأرثوذكسية الإسلامية تقترب من الأرثوذكسية اليهودية والمسيحية من حيث تشددها، واعتبار الدين المصدر الأساسي للتشريع، ونبذ الفلسفة والمنطق، ومحاربة العلم، الذي يفسر الكون والخلق تفسيراً مخالفاً للعلم الحديث.
-4-لاحظنا أن الأقباط (الأرثوذكس المسيحيون)، والإخوان المسلمين (الأرثوذكس المسلمون)، يشتركون مع بعضهما في قواسم مشتركة واحدة، رغم العداء السياسي والفكري والديني، الظاهر بين هذين الفريقين. وتتمثل هذه القواسم، بما يلي:
1- يُصرُّ الأقباط والإخوان المسلمون، على عدم فصل السياسة عن الدين، ولكن بدرجات متفاوتة. فرغم فصل السياسة عن الدين في الكنيسة الكاثوليكية منذ سنوات طويلة، وعدم تدخل الكنيسة الكاثوليكية في السياسة (لم نرَ مرة، أن "بابا الفاتيكان"، دعا إلى انتخاب رئيس أو قائد في بلد ما، على عكس ما فعله البابا شنودة، في الانتخابات الرئاسية 2005، من الدعوة لانتخاب الرئيس مبارك) وعودة رجال الدين المسيحي الكاثوليكي إلى لزوم كنائسهم فقط، وعدم التدخل، أو الإفتاء بالمسائل السياسية، ما عدا بطريرك الموارنة في لبنان. إلا أن هذا السلوك لم ينطبق على الكنيسة القبطية في مصر. فشاهدنا كيف أن قداسة البابا شنودة ما زال يربط ربطاً موثقاً بين الكنيسة والسياسة. ويتدخل سياسياً في مصر، ويصدر الفتاوى الدينية السياسية بين حين وآخر. وكان آخرها فتوى ضرورة انتخاب الرئيس مبارك عام 2005، كما قلنا، ثم تبعتها قبل أيام فتوى دينية لتأييد توريث جمال مبارك للحكم، التي أصدرها الأنبا مرقس، أسقف ضاحية "شبرا الخيمة"" الشعبية، الذي يُعتبر الناطق الرسمي باسم بطريركية الأقباط الأرثوذكس في مصر، وقال فيها، إن الكنيسة القبطية ستؤيد نجل الرئيس حسني مبارك- جمال مبارك- إذا ترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2011. وقال الأنبا مرقس- وهو رئيس لجنة الإعلام في المجمع المقدس للبطريركية، التي تعتبر أعلى سلطة فيها، ويترأسه البابا شنودة الثالث: "لو أُجريت انتخابات، فأنا مع جمال مبارك، لأنه رجل اقتصاد، وتربَّى منذ صغره في بيت سياسي عريق".
وأضاف الأنبا مرقس في مقابلةٍ نشرتها صحيفة "المصري اليوم" (21/9/2008) بقوله صراحة: "هذا هو رأي معظم أعضاء المجمع المقدس في السيد جمال مبارك، لما يظهره من نشاط ووطنية".
وهم بذلك (أي الأقباط) يؤكدون عدم فصل الدين عن السياسة، ويرفعون شعار: "البابا هو التل"؛ أي البابا هو الأعلى، مقابل شعار الإخوان المسلمون، "الإسلام هو الحل"، ويسعون لإقامة خلافة إسلامية، هم ومن يؤيدهم من الأحزاب الإسلامية الأخرى. إلا أن الإخوان المسلمين أكثر تناولاً للدين السياسي، وأكثر توغلاً من الأقباط في السياسة. فالإخوان في مصر يخوضون الانتخابات المصرية، ويهيئون الشارع المصري لها تهيئة دينية واجتماعية وسياسية، ويفوزون بأعداد كبيرة من الممثلين. ولو جرت انتخابات نزيهة وشفافة في مصر لتولّى الإخوان الآن الحكم بالأغلبية التمثيلية والسكانية. فالأخوان يطمعون بالحكم والسلطة، ويسعون لها. أما الأقباط فليست لديهم هذه الطموحات السياسية اليوم. لذا، فهم يهملون الانتخابات، ويكتفون من السياسة بدعم السلطة القائمة (كما هو الحال الآن). وتاريخهم السياسي الحديث في مصر محدود، ويتمثل في المشاركة في ثورة 1919 سابقاً، وفي تولّي رئاسة الوزراء في العهد الملكي (بطرس باشا غالي، وهو أول باشا قبطي، وكان وزيراً للمالية، ثم للخارجية لمدة 13 سنة، ثم رئيساً للوزراء 1908- 1910)، وفي شغل مناصب وزارية، في العهد الملكي والجمهوري.
2- نلاحظ أن التشدد والتطرف والتضييق الاجتماعي، علامة مميزة مشتركة بين الإخوان المسلمين والأقباط على السواء. فمن المعروف أن الإخوان المسلمين هم الفئة المتشددة والمتطرفة والمُضيّقة الاجتماعية. وهم من أسباب عودة الحجاب للنساء في مصر، وبلاد الشام، والمغرب العربي، قبل سنوات. أما في الخليج العربي فالحجاب للنساء والرجال (الطاقية وفوقها الكوفية بالعقال أو بدونه) على السواء، قائم لأسباب اجتماعية وبيئية أكثر منها دينية. وهو زي عربي صحراوي بامتياز(كلما اقتربنا من الصحاري العربية، وجدنا كثرة النساء والرجال بالحجاب، والعكس كذلك) فما زال الرجال والنساء في صحراء سيناء، وصحراء النقب، وصحراء بلاد الشام، والصحراء المغاربية، وكذلك القبائل العراقية، يلبسونه كتقليد وزي اجتماعي وبيئي، بعيداً عن الوازع الديني. مع العلم أن كافة رجال ونساء الأديان المختلفة يلبسون الحجاب، وكذلك النساء في الريف الأوروبي، وخاصة كبار السن.
ونلاحظ أن الإخوان المسلمين - من خلال الإسلام - أكثر تسامحاً من الأقباط، في النواحي الاجتماعية.
فالإخوان المسلمون مثلاً، لا يعارضون زواج المسلم من قبطية (فهي من أهل الكتاب) لأن الإسلام يبيح ذلك، في حين الأقباط يمنعون زواج القبطي من المسلمة، أو القبطية من المسلم. ووصل التعصب الديني القبطي حده، عندما أصدر الأنبا بيشوي فتوى قبطية بتحريم التبرع بدم الأقباط للمسلمين، بدعوى أن دم المسيح موجود في الدورة الدموية للمسيحيين، مما يؤهل المسلمين للدخول إلى السماء، كما قال الدكتور جورج حبيب بباوي عميد معهد الدراسات اللاهوتية بولاية أنديانا الأمريكية، وأستاذ اللاهوت السابق بالكلية الاكليركية الارثوذكسية، الذي تمَّ فصله من الكنيسة (أي تكفيره وإخراجه من الملَّة كما يجري مع بعض المسلمين، من قبل رجال الدين) بقرار المجمع المقدس للأقباط الأرثوذكس برئاسة البابا شنودة، بسبب أفكاره التي اعتُبرت خارجة على الكنيسة.
وفي حين، لا يمانع الإخوان المسلمون - وباقي المسلمين- زواج المسلم السُنّي من المرأة الشيعية أو المسلم الشيعي من المرأة السُنيَّة، تُحرّم الكنيسة القبطية زواج الأرثوذكسي من الكاثوليكية أو البروتستانتية، وتعتبر الكنيسة القبطية مثل هذا الزواج بمثابة زنى.
وكما يُحمِّل الأقباط (الأرثوذكس المسيحيون) الإخوان المسلمين (الأرثوذكس المسلمون) مسؤولية الفتن الطائفية في مصر، فإن بعض الأقباط الليبراليين (وليس المسلمين) يُحمِّلون الكنيسة القبطية مسؤولية الفتنة الطائفية. ويقول جورج بباوي: "إن البابا شنودة أكبر مُحرّض على الفتنة، وأنه يثير الحقد على المسلمين. وهو سبب جميع الفتن الطائفية التي تحدُث داخل مصر منذ فترة طويلة" (جريدة "صوت الأمة"، 26/2/2007).
وأعتقد، أن في هذا القول مغالاةً من جورج بباوي، وبُعداً عن الحقيقة، خاصة بعد تكفير الكنيسة القبطية لبباوي، وإخراجه من الملَّة القبطية المسيحية، كما سبق.
السلام عليكم.
1- يُصرُّ الأقباط والإخوان المسلمون، على عدم فصل السياسة عن الدين، ولكن بدرجات متفاوتة. فرغم فصل السياسة عن الدين في الكنيسة الكاثوليكية منذ سنوات طويلة، وعدم تدخل الكنيسة الكاثوليكية في السياسة (لم نرَ مرة، أن "بابا الفاتيكان"، دعا إلى انتخاب رئيس أو قائد في بلد ما، على عكس ما فعله البابا شنودة، في الانتخابات الرئاسية 2005، من الدعوة لانتخاب الرئيس مبارك) وعودة رجال الدين المسيحي الكاثوليكي إلى لزوم كنائسهم فقط، وعدم التدخل، أو الإفتاء بالمسائل السياسية، ما عدا بطريرك الموارنة في لبنان. إلا أن هذا السلوك لم ينطبق على الكنيسة القبطية في مصر. فشاهدنا كيف أن قداسة البابا شنودة ما زال يربط ربطاً موثقاً بين الكنيسة والسياسة. ويتدخل سياسياً في مصر، ويصدر الفتاوى الدينية السياسية بين حين وآخر. وكان آخرها فتوى ضرورة انتخاب الرئيس مبارك عام 2005، كما قلنا، ثم تبعتها قبل أيام فتوى دينية لتأييد توريث جمال مبارك للحكم، التي أصدرها الأنبا مرقس، أسقف ضاحية "شبرا الخيمة"" الشعبية، الذي يُعتبر الناطق الرسمي باسم بطريركية الأقباط الأرثوذكس في مصر، وقال فيها، إن الكنيسة القبطية ستؤيد نجل الرئيس حسني مبارك- جمال مبارك- إذا ترشح في انتخابات الرئاسة المقبلة عام 2011. وقال الأنبا مرقس- وهو رئيس لجنة الإعلام في المجمع المقدس للبطريركية، التي تعتبر أعلى سلطة فيها، ويترأسه البابا شنودة الثالث: "لو أُجريت انتخابات، فأنا مع جمال مبارك، لأنه رجل اقتصاد، وتربَّى منذ صغره في بيت سياسي عريق".
وأضاف الأنبا مرقس في مقابلةٍ نشرتها صحيفة "المصري اليوم" (21/9/2008) بقوله صراحة: "هذا هو رأي معظم أعضاء المجمع المقدس في السيد جمال مبارك، لما يظهره من نشاط ووطنية".
وهم بذلك (أي الأقباط) يؤكدون عدم فصل الدين عن السياسة، ويرفعون شعار: "البابا هو التل"؛ أي البابا هو الأعلى، مقابل شعار الإخوان المسلمون، "الإسلام هو الحل"، ويسعون لإقامة خلافة إسلامية، هم ومن يؤيدهم من الأحزاب الإسلامية الأخرى. إلا أن الإخوان المسلمين أكثر تناولاً للدين السياسي، وأكثر توغلاً من الأقباط في السياسة. فالإخوان في مصر يخوضون الانتخابات المصرية، ويهيئون الشارع المصري لها تهيئة دينية واجتماعية وسياسية، ويفوزون بأعداد كبيرة من الممثلين. ولو جرت انتخابات نزيهة وشفافة في مصر لتولّى الإخوان الآن الحكم بالأغلبية التمثيلية والسكانية. فالأخوان يطمعون بالحكم والسلطة، ويسعون لها. أما الأقباط فليست لديهم هذه الطموحات السياسية اليوم. لذا، فهم يهملون الانتخابات، ويكتفون من السياسة بدعم السلطة القائمة (كما هو الحال الآن). وتاريخهم السياسي الحديث في مصر محدود، ويتمثل في المشاركة في ثورة 1919 سابقاً، وفي تولّي رئاسة الوزراء في العهد الملكي (بطرس باشا غالي، وهو أول باشا قبطي، وكان وزيراً للمالية، ثم للخارجية لمدة 13 سنة، ثم رئيساً للوزراء 1908- 1910)، وفي شغل مناصب وزارية، في العهد الملكي والجمهوري.
2- نلاحظ أن التشدد والتطرف والتضييق الاجتماعي، علامة مميزة مشتركة بين الإخوان المسلمين والأقباط على السواء. فمن المعروف أن الإخوان المسلمين هم الفئة المتشددة والمتطرفة والمُضيّقة الاجتماعية. وهم من أسباب عودة الحجاب للنساء في مصر، وبلاد الشام، والمغرب العربي، قبل سنوات. أما في الخليج العربي فالحجاب للنساء والرجال (الطاقية وفوقها الكوفية بالعقال أو بدونه) على السواء، قائم لأسباب اجتماعية وبيئية أكثر منها دينية. وهو زي عربي صحراوي بامتياز(كلما اقتربنا من الصحاري العربية، وجدنا كثرة النساء والرجال بالحجاب، والعكس كذلك) فما زال الرجال والنساء في صحراء سيناء، وصحراء النقب، وصحراء بلاد الشام، والصحراء المغاربية، وكذلك القبائل العراقية، يلبسونه كتقليد وزي اجتماعي وبيئي، بعيداً عن الوازع الديني. مع العلم أن كافة رجال ونساء الأديان المختلفة يلبسون الحجاب، وكذلك النساء في الريف الأوروبي، وخاصة كبار السن.
ونلاحظ أن الإخوان المسلمين - من خلال الإسلام - أكثر تسامحاً من الأقباط، في النواحي الاجتماعية.
فالإخوان المسلمون مثلاً، لا يعارضون زواج المسلم من قبطية (فهي من أهل الكتاب) لأن الإسلام يبيح ذلك، في حين الأقباط يمنعون زواج القبطي من المسلمة، أو القبطية من المسلم. ووصل التعصب الديني القبطي حده، عندما أصدر الأنبا بيشوي فتوى قبطية بتحريم التبرع بدم الأقباط للمسلمين، بدعوى أن دم المسيح موجود في الدورة الدموية للمسيحيين، مما يؤهل المسلمين للدخول إلى السماء، كما قال الدكتور جورج حبيب بباوي عميد معهد الدراسات اللاهوتية بولاية أنديانا الأمريكية، وأستاذ اللاهوت السابق بالكلية الاكليركية الارثوذكسية، الذي تمَّ فصله من الكنيسة (أي تكفيره وإخراجه من الملَّة كما يجري مع بعض المسلمين، من قبل رجال الدين) بقرار المجمع المقدس للأقباط الأرثوذكس برئاسة البابا شنودة، بسبب أفكاره التي اعتُبرت خارجة على الكنيسة.
وفي حين، لا يمانع الإخوان المسلمون - وباقي المسلمين- زواج المسلم السُنّي من المرأة الشيعية أو المسلم الشيعي من المرأة السُنيَّة، تُحرّم الكنيسة القبطية زواج الأرثوذكسي من الكاثوليكية أو البروتستانتية، وتعتبر الكنيسة القبطية مثل هذا الزواج بمثابة زنى.
وكما يُحمِّل الأقباط (الأرثوذكس المسيحيون) الإخوان المسلمين (الأرثوذكس المسلمون) مسؤولية الفتن الطائفية في مصر، فإن بعض الأقباط الليبراليين (وليس المسلمين) يُحمِّلون الكنيسة القبطية مسؤولية الفتنة الطائفية. ويقول جورج بباوي: "إن البابا شنودة أكبر مُحرّض على الفتنة، وأنه يثير الحقد على المسلمين. وهو سبب جميع الفتن الطائفية التي تحدُث داخل مصر منذ فترة طويلة" (جريدة "صوت الأمة"، 26/2/2007).
وأعتقد، أن في هذا القول مغالاةً من جورج بباوي، وبُعداً عن الحقيقة، خاصة بعد تكفير الكنيسة القبطية لبباوي، وإخراجه من الملَّة القبطية المسيحية، كما سبق.
السلام عليكم.