بسم الله الرحمن الرحيم
لاحظت مؤخرا إن هناك العديد من المصطلحات القرآنية في الموقع لا يزال يشوبها بعض الغموض, ولو تحدثنا عن ( موقع أهل القرآن ) فإننا نتحدث تلقائيا عن ( موقع أهل الإسلام ), وعندما نتكلم أو لمحاولتنا تبيين بعض المفاهيم الضرورية في التأصيل القرآني , يبرز لدينا أول ما يبرز وقبل أي شيء, لأهمية ولضرورة توحيد المفاهيم حول:
- ( مفهوم الإسلام في القرآن الكريم )
- ( مفهوم الإيمان في القرآن الكريم )
- ( الفرق بين الإسلام والإيمان في القرآن الكريم ) ,
- ( علاقة الشرك بÇil;لإسلام )
- ( علاقة الكفر بالإيمان ),
- ( مفهوم الدَين في القرآن الكريم )
- ( علاقة جميع الكتب السماوية بالإسلام ),
- ( مفهوم الكُفر في الإسلام )
- ( مفهوم الشِرك في الإسلام )
- ( مفهوم الرسول في القرآن الكريم )
- ( مفهوم النبي في القرآن الكريم )
- ( الفرق بين الرسول والنبي )
- ( الفرق بين الدَين السماوي والدَين الأرضي الوضعي )
- ( الفرق بين القرآن الكريم والفرقان الكريم, الكتاب والحكمة, الشرعة والمنهاج, كتاب الله وسُنة الله, التوراة والفرقان, الإنجيل والبينات, المحكم والمتشابه )
- ( ماهي أسماء ومرادفات القرآن الكريم وأسماء ومرادفات الفرقان الكريم )
- ( الفرق بين النفس والروح )
- ( ماهي مرادفات اليوم الآخر... يوم القيامة )
- ( الفرق بين الصراط المستقيم وصراط الجحيم )
- ( مفهوم الرسول الأُمَي في القرآن الكريم )
- ( الشهادة في القرآن الكريم )
- ( مفهوم الصلاة وإرتباطها بمفهوم إقام الصلاة )
وبرأيي الشخصي إنه لا يمكننا بحال من الأحوال أن نتكلم في بحوثنا أو دراساتنا القائمة على التدبُر من القرآن الكريم دونما مفهوم واضح مُتفق عليه بشبه إجماع حول المفاهيم المذكورة أعلاه, أو أن نطلق على أنفسنا ( أهل القرآن ) دونما معرفة حقيقية بالمفاهيم المذكورة أعلاه وما يترتب عليها في تدبرنا لاحقا للقرآن الكريم إجمالا, بمعنى آخر إنه لا يمكننا أن ننكر إننا جميعا أمام عقلية أصولية سلفية عمرها لا يقل عن 1200 عام من التجهيل والتضليل والعدوان والحرب على الله وكتبه ورسله والخلط الناجم من واقع ثقافتنا الأصولية السلفية.
ومن خلال تدبرنا للقرآن الكريم علينا تقع مسؤولية كبيرة, لضرورة أن نتجرد نحن بالدرجة الأولى رواد موقع أهل القرآن, ونواجه ما بداخلنا من أصولية سلفية قبل الحديث عن أصولية قرآنية, وأن نحاول قدر إستطاعتنا أن نتجرد كليا من أية ثقافة أو مفاهيم أصولية سلفية أثرت سلبا على فهمنا وتدبرنا لآيات الذكر في القرآن الكريم... وفُرضت علينا فرضا بجميع أدوات القمع والبطش ومنذ 1200 عام.
عدم الوضوح في المصطلحات أعلاه يقودنا بالضرورة إلى إننا جميعنا يجتهد وتكون كلها جهود شخصية ذاتية يتفق معها البعض ويختلف معها البعض الآخر, مع تأكيدنا إن جهودنا الشخصية هي ملزمة لنا شخصيا أمام الله وحده لا شريك له وليست مفروضة على الناس, كونها جهود شخصية ذاتية... ليس مُجمعا أو متفق عليها إجماعا.
الخلاف في الرؤى حول مفهومية المصطلحات والمعاني القرآنية أعلاه, تؤثر سلبا على فهمنا لديننا الحنيف من القرآن الكريم, فسنجد مثلا.... إنه لو قرأ القارئ الكريم بحثا لتعريف الإسلام للدكتور أحمد صبحي منصور, ويحدد من خلاله نوعين من الإسلام ( إسلام سلوكي وآخر عقيدي ) من وحي فهمه الشخصي لتعريف مفهوم الإسلام ( لغة وتشريعا ), ولو قرأ القارئ الكريم بحثا لتعريف الإسلام للأستاذ شريف هادي مثلا ويحدد من خلاله نوعين من الإسلام ( إسلام كوني وآخر شرعي ) من وحي فهمه الشخصي لتعريف مفهوم الإسلام ( لغة وتشريعا ), ولو قرأ القارئ الكريم بحثا لتعريف الإسلام للسيد أنيس محمد صالح مثلا ويحدد من خلاله مفهوم واحد للإسلام ( التوحيد- عبادة وإستعانة ) من وحي فهمه الشخصي لتعريف مفهوم الإسلام ( لغة وتشريعا ), مع إن الجميع من المفكرين في الموقع يجمعون على إن الإسلام هو التسليم والإذعان لله وحده لا شريك له دون أدنى قيد أو شرط... ويختلفون في التفاصيل والمفاهيم والرؤى بحيث أصبح لدينا في موقع ( أهل القرآن ) خمسة أنواع من الإسلام ( لغة وتشريعا ).
وأصبح الحوار في بعض الأحيان في الموقع, ينحى إلى العزوف عن الخوض في هكذا موضوعات هامة ومحورية, وخاصة عندما يتردد البعض من مفكري الموقع وكُتابه وخشية البعض منهم من أن يُفهم الخلاف الفكري وكأنه خلاف شخصي!! يترتب عليه الإختلافات في الرؤى والمفاهيم والمواجهات الشخصية والسجالات الواهية أحيانا في الموقع.
إذن نحن أمام إشكالية حقيقية, من واقع إن أولادنا وتلاميذنا من داخل موقع ( أهل القرآن ) وأتباع وأنصار هذا الفكر الإسلامي القرآني ومن خارج الموقع كذلك, لا يستطيعون عمليا التمييز والرسو على مفاهيم محددة واضحة!! ( من واقع الخلط لديهم في الرؤى المفاهيم )!! وبسبب تشتت وإختلاف الرؤى والمفاهيم لدى مفكري الموقع عمليا, من تحديد فهمهم الشخصي وقناعاتهم وتأويلاتهم الفكرية المختلفة والمتباينة أحيانا, وإنعكاسه تماما وسلبا على الآخرين في الموقع وخارجه... ولا أعتقد إن أي منا يمتلك الحقيقة كل الحقيقة, وأعتقد جازما إنه بحوارنا الهادىء الهادف البناء نستطيع الوصول إلى شبه إجماع وإلى أقرب الصواب.
وأعتقد جازما كذلك إنه ما لم نبيَن ونوضح ونفك الكثير من الرموز في المصطلحات أعلاه, وما لم نفتح حوارا مفتوحا يبدأ أولا لمعرفة شبه إجماعية ومتفق عليها لتلك المفاهيم والمصطلحات المذكورة أعلاه, وبالضرورة أن تبدأ بمفهوم شبه إجماع للإسلام أولا, من وحي كتاب الله القرآن الكريم مع الشكر والتقدير لتأويلاتنا ومفاهيمنا الشخصية, وبغير ذلك فسنظل نحوم في الكثير من الخلط وعدم الرضا والإختلافات الشخصية وستظل جهودنا كلها مشتتة وفي دوائر مفرغة لا تشبع ولا تغني من جوع, غير مفيدة للموقع ورواده ومُريديه.
تقبلوا تقديري وإحترامي