كوريا الشمالية: خطط الهجوم على جزيرة غوام الأمريكية ستكون جاهزة خلال أيام

في الخميس ١٠ - أغسطس - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

أعلنت كوريا الشمالية أن خططها التي قد تتضمن إطلاق صواريخ بالقرب من جزيرة غوام الأمريكية في المحيط الهادئ ستكون جاهزة قريبا، وذلك في وقت تصاعدت فيه الحرب الكلامية بين بيونغيانغ وواشنطن.

وقالت وسائل إعلام حكومية في كوريا الشمالية إن صواريخ من طراز هواسونغ-12 ستطلق لتعبر من فوق أراضي اليابان وتسقط في مياه البحر على بعد 30 كيلومترا من جزيرة غوام، وذلك إذا وافق الزعيم كيم جونغ أون على الخطة.

ورفضت كوريا الشمالية تهديدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، التي توعد فيها بـ"النار والغضب"، وقالت إن ترامب "بعيد عن الرشد".

وحذرت واشنطن كوريا الشمالية من أن تحركاتها قد تؤدي إلى "نهاية النظام الحاكم فيها".

ويقول، روبرت وينغفيلد هايز، مراسل بي بي سي في غوام، إن هناك إحساس عام بأن تهديد كوريا الشمالية مجرد تهديد كلامي، ومعظم الناس في الجزيرة يشعرون بأنه إذا شنت بيونغيانغ هجوما بالصواريخ، فإنه سيكون خطوة انتحارية لنظامها الحاكم.

غوام

ماذا تخطط كوريا الشمالية؟

أعلنت كوريا الشمالية الأربعاء أنها تخطط لهجوم صاروخي يستهدف جزيرة غوام، وهي جزيرة بالمحيط الهادئ ومقر لقواعد عسكرية أمريكية وقاذفات قنابل استراتيجية، ويقطن فيها نحو 163 ألف شخص.

وفي بيان آخر أعلنته وسائل الإعلام الحكومية، قالت بيونغيانغ إن الجيش "سينتهي من وضع الخطة تماما" بحلول منتصف أغسطس/ آب الجاري، ثم يرسلها للزعيم كيم جونغ أون للموافقة عليها.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية في كوريا الشمالية عن قائد الجيش، الجنرال كيم راك غيوم، قوله: "سيطلق جيش الشعب الكوري صواريخ هواسونغ 12، لتعبر الأجواء فوق مقاطعات شيمان وهيروشيما وكوتشي اليابانية".

وأضاف: "ستحلق الصواريخ لمسافة 3356 كيلومترا لمدة 1065 ثانية، لتسقط في المياه على مسافة 30: 40 كيلومترا من جزيرة غوام".

وصواريخ هواسونغ 12 هي صواريخ متوسطة وطويلة المدى، مصنعة محليا في كوريا الشمالية .

ما هي ردود الفعل الإقليمية؟

علق حاكم جزيرة غوام على بيان كوريا الشمالية الخميس، وقال لوكالة رويترز للأنباء إن كوريا الشمالية عادة ما تحب أن تكون تصرفاتها غير متوقعة، وأطلقت في الماضي صواريخ على نحو مفاجئ.

وأضاف الحاكم إيدي كالفو: "إنهم الآن يكشفون عن نواياهم، ما يعني أنهم لا يريدون أي سوء فهم. اعتقد أنها حالة من الخوف".

في غضون ذلك، وصف المتحدث باسم الحكومة اليابانية، يوشيهايد سوغا، تصرفات كوريا الشمالية بأنها "مستفزة للمنطقة، بما فيها اليابان وكذلك أيضا لأمن المجتمع الدولي".

وأضاف: "لا يمكن أن نتسامح مع ذلك أبدا".

وقال وزير الدفاع الياباني، إتسونوري أونوديرا، أمام البرلمان إن بلاده قد تعترض أية صواريخ كورية شمالية في أجوائها موجهة إلى جزيرة غوام، ولديها الحق القانوني في ذلك، لأن مثل هذه الخطوة تهدد وجود اليابان كدولة.

وصدر تشريع برلماني مؤخرا، يجيز لليابان الدفاع عن الولايات المتحدة وحلفاء آخرين ضد أي هجوم. وكان موقف اليابان في الماضي هو اعتراض الصواريخ الموجهة ضد أراضيها فقط.

غوام

من جانبه، أعلن الجيش الكوري الجنوبي أنه مستعد للتحرك السريع.

وقال متحدث باسم هيئة الأركان المشتركة بالجيش الكوري الجنوبي، روه جاي- تشيون: "إذا نفذت كوريا الشمالية أي استفزاز متحدية تحذيرنا العسكري، ستواجه برد فعل قوي وحاسم، من جانب جيشنا والتحالف الكوري الجنوبي الأمريكي".

ماذا يقول الجانبان؟

وصفت وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية تصريحات دونالد ترامب التي هدد فيها بيونغيانغ الثلاثاء بأنها ستواجه "النار والغضب" إذا ما هددت بلاده، بأنها "شحنة من الهراء".

ووسط خطاب إعلامي متصاعد، أصدر وزير الدفاع الأمريكي بيانا شديد اللهجة الأربعاء، دعا فيه بيونغيانغ إلى وقف برنامجها للتسلح.

وقال ماتيس: "بينما تبذل وزارة خارجيتنا قصارى جهدها، من أجل حل مشكلة التهديد العالمي لكوريا الشمالية عبر الوسائل الدبلوماسية، يجب ملاحظة أن الجيوش المشتركة للتحالف تمتلك الآن القدرات الدفاعية والهجومية، الأكثر دقة وقوة وتدريبا على كوكب الأرض".

وغرد ترامب، عبر حسابه على موقع تويتر الأربعاء من نيوجيرسي، حيث يقضي عطلته، قائلا إن الترسانة الأمريكية من الأسلحة النووية "أقوى من أي وقت مضى".

جزيرة صغيرة لكنها استراتيجية

  • تقع جزيرة غوام البركانية في المحيط الهادئ بين الفلبين وهاواي، وتبلغ مساحتها نحو 541 كيلومترا مربعا.
  • هي إقليم أمريكي، ويبلغ عدد سكانها نحو 163 ألف نسمة.
  • وهذا يعني أن الأشخاص الذين يولدوا في الجزيرة مواطنون أمريكيون، ولهم حاكم منتخب ومجلس نواب، لكن ليس لهم الحق في التصويت لانتخاب الرئيس الأمريكي.
  • تشغل القواعد العسكرية الأمريكية نحو ربع مساحة الجزيرة، وينتشر فيها نحو 6 آلاف جندي، وهناك خطط بنشر آلاف آخرين.
  • كانت الجزيرة قاعدة عسكرية أمريكية رئيسية خلال الحرب العالمية الثانية، ولا تزال نقطة انطلاق حيوية للعمليات الأمريكية، وتوفر إمكانية الوصول إلى بؤر توتر محتملة، مثل بحر الصين الجنوبي والكوريتين والمضايق التايوانية.

هل الأمر مقلق؟

سعى وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، إلى طمأنة الأمريكيين بأن كوريا الشمالية لا تمثل خطرا وشيكا.

وقال تيلرسون، الذي توقف في غوام لتزويد طائرته بالوقود بعد رحلة إلى جنوب شرق آسيا، أنه يأمل أن تؤدي "حملة الضغوط" الدولية، التي تشارك فيها روسيا والصين، إلى حوار جديد مع بيونغيانغ "عن مستقبل جديد".

وأضاف تيلرسون أن الموقف لم يتغير بصورة كبيرة في الأيام القليلة الماضية، وأنه يمكن للأمريكيين "أن ينعموا بنوم هادئ".

وقال الجيش الكوري الجنوبي إنه لم ير أي تحرك غير معتاد في كوريا الشمالية، قد يثير استفزازا.

من جانبها، حثت الصين الأطراف على التزام الهدوء، ووصفت الموقف بأنه "معقد وحساس".

وعلى الرغم من العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة بحق كوريا الشمالية، إلا أن الأخيرة نفذت تجربتين نوويتين العام الماضي، واختبارين لصواريخ باليستية عابرة للقارات في يوليو/ تموز الماضي.

وأشارت عدة تقارير مؤخرا إلى أن كوريا الشمالية تمكنت من تحقيق هدفها، بإنتاج رأس نووية صغيرة بدرجة تكفي لتحميلها داخل صواريخها.

لكن هذه التقارير تظل غير مؤكدة، ويشكك أغلب المحللين في إمكانية أن تشن بيونغ يانغ هجوما استباقيا على الولايات المتحدة.

اجمالي القراءات 3226