هشام العشماوي مهندس الإرهاب والمطلوب 'رقم واحد' في مصر '

في الأحد ٣٠ - يوليو - ٢٠١٧ ١٢:٠٠ صباحاً

هشام العشماوي مهندس الإرهاب والمطلوب 'رقم واحد' في مصر

'مهندس الإرهاب' لقب يطلقونه على العشماوي، فهو بارع في التنكر، وقد أوصل بنفسه السيارة المفخخة التي انفجرت في موكب النائب العام المصري هشام بركات متنكرا.

ضابط مفصول يتوهم إقامة إمبراطورية دينية انطلاقا من ليبيا

القاهرة - سعى هشام العشماوي، ضابط الصاعقة المصري الهارب من الجيش، إلى اكتساب القوة من الداخل الليبي والانتقال بها لتهديد العمق المصري تمهيدًا لتطبيق مشروعه وإقامة دولته المنافسة لداعش العراق، غير أن جهود الدولة التي تساند سياسيًا وعسكريًا الجار الليبي لتجاوز محنته وإنهاء الفوضى والقضاء على ظاهرة الميليشيات التكفيرية المسلحة أفسدت مخططاته.

منذ نشأتها الأولى والجماعات الدينية في مصر تسعى إلى السلطة وفي هذا السبيل حرصت دائمًا على ضمّ عسكريين وضباط بالجيش إلى صفوفها، وكان منهم عبود الزمر وخالد الإسلامبولي وعصام القمري، ويعد ضابط الجيش المفصول هشام العشماوي آخر عنقود العسكريين المصريين في الحركة الإسلامية التكفيرية.

في المقابل ظلت الدولة المصرية واعية على مدى العقود الماضية لمخططات التكفيريين للتغلغل في الجيش، من خلال المراقبة الدؤوبة لذوي الميول المتشددة بالمؤسسة العسكرية والحرص على عزلهم وإنهاء خدمتهم.

عاش هؤلاء العسكريون المنتمون لتنظيمات دينية في وهم التغيير بإزاحة رأس القيادة السياسية باغتياله وبتجنيد عسكريين بالجيش، ومن ثم شن حرب عصابات ضد مؤسسات الدولة، وسيطر عليهم الهوس وجنوح الخيال إلى حدّ تصوّر أن واحدًا منهم يمكن أن يكون رئيسًا للدولة أو على الأقل وزيرًا للدفاع عقب اغتيال الرئيس الفعلي أو اعتقاله.

على سبيل المثال قاد الأردني صالح سِرِيّة في السبعينات من القرن الماضي ما عُرف بتنظيم الفنية العسكرية، وابتكر فكرة السيطرة على إحدى الكليات العسكرية بعد تجنيد عدد من طلابها ثم الانطلاق منها للهجوم على مقر رئاسة الجمهورية، إلا أن تحركه هذا اصطدم بالعوائق الصلبة التي تحطمت عليها جميع الخطط المشابهة، لأنهم لم يدركوا مدى الاختلال في موازين القوى وأن هناك دولة قائمة ولها مؤسساتها وجاهزيتها للدفاع عن نفسها.

لم يختلف ما روّج له العشماوي بين البعض من زملائه بالجيش عن أساليب التجنيد التي وردت بما سُمّي “رسالة الإيمان” التي وزعها سِرِيّة على طلبة الجامعات سرًا والتي تضمنت أن القوانين القائمة مخالفة للشريعة وأن من صاغوها كفار، وأن تحية العَلَم والسلام الجمهوري الوطني ونُصُب الجندي المجهول كلها جاهلية وشرك، ومن ثم فإن “الجهاد لتغيير الحاكم” واجب.

النموذج العراقي

غير أن أداء ذوي الخلفية العسكرية داخل تيار الإسلام السياسي طرأ عليه تغيّر ملموس مع بزوغ تنظيم داعش في العراق وسوريا، وأغرى نجاح عسكريين قدامى بالجيش العراقي في السيطرة على مساحات واسعة من الأرض وإعلان قيام دولة إسلامية بعض المصريين لاستنساخ التجربة نفسها.

اكتشف العشماوي، مع صعود تنظيم داعش في العراق أن خطة محمد عبدالسلام فرج والإسلامبولي والزمر وسريّة يلزمها لكي تنجح توافر نفس المناخ الذي تهيأ للقادة العسكريين في العراق، ووجد أن العامل الأساسي الذي أسهم في صعود داعش ليصبح أقوى منظمة إرهابية في العالم ولم يتوافر في السابق بمصر هو الفوضى والانفلات الأمني وانهيار المؤسسات في بلد مزقته الحرب الأهلية.

هشام عشماوي يحمل أسماء حركية أخرى كثيرة منها (شريف) و(أبومهند) وكنيته (أبوعمر المهاجر)، وتنطوي سيرته الإرهابية على العديد من الملامح، لكن لم تكن إحداها ظاهرة كظهور تأثره بتجربة وشخصية العراقي “حجي بكر” أحد أهم القادة العسكريين بتنظيم داعش

ورأى أيضًا أن من سبقه من الراديكاليين العسكريين بالجيش المصري تحرّكوا في الزمن الخطأ بسبب وجود دولة راسخة ومؤسسات واستقرار، بالتالي ذهب به الوهم إلى تصوّر أن الواقع المصري مع انفلات الأوضاع الأمنية بداية من يناير 2011 هو الأنسب لبدء التنفيذ.

حسب ما تعلّمه من التجربة العراقية، قبل دحر داعش في الموصل، فإنه لا بد من بذل جهد شاق وصولًا إلى اختراق المشهد الفوضوي والسيطرة عليه، وبالتوازي مع ذلك ضرورة مواصلة ضرب القوة الصلبة للدولة ممثلة في أجهزتها الأمنية ومؤسستها العسكرية.

ورسخت لديه قناعة بأن فشل الذين سبقوه كان نابعًا من محاولة إسقاط النظام بالقوة، بينما الطريق الأمثل استثمار الفوضى والوصول أولًا لحالة “اللادولة” و”اللامؤسسات”، وهكذا فإنّه يجسد المرحلة التي ظنها التكفيريون المصريون من ذوي الخلفية العسكرية نهاية لمحاولات فشل من سبقوهم، تأسيسًا على استيعاب دروس الحالة العراقية والسورية، واستغلال طبيعة المتغيرات في المشهدين الإقليمي والدولي.

الشغف بحجي بكر

هو هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم، كما أن له أسماء حركية أخرى كثيرة، منها “شريف” و”أبومُهنّد” وكنيته “أبوعمر المهاجر” وعمره الآن 36 عامًا، وتنطوي سيرته الإرهابية على العديد من الملامح، لكن لم تكن إحداها ظاهرة كظهور تأثره بتجربة وشخصية “حجي بكر” أحد أهم القادة العسكريين بتنظيم داعش.

حجي بكر هو عقيد عسكري عراقي متقد الذكاء واستخدم خبرته لتحقيق انتصارات تنظيم داعش فيما بعد، وهو من ألهم العشماوي في صياغة وهندسة كيان غير مسبوق كدولة -لا تنظيم- تدار بالحكم الإلهي.

العشماوي الذي أجمع زملاؤه السابقون على أنه كان ضابطًا نابهًا أسس عقب فصله من الجيش لميوله المتشددة تنظيمًا مصغّرًا ضم أربعة ضباط مفصولين من الخدمة، أصبحوا لاحقًا العقل الاستراتيجي المخطط والمنفذ لأكثر عمليات الإرهاب التي شهدتها مصر خطورة ونوعية، سواء عند تعاونهم مع تنظيم أنصار بيت المقدس بسيناء أو حال انتقالهم إلى ليبيا.

وكان سمير عبد محمد الخليفاوي (المشهور بحجي بكر) كلمة السر في تأسيس داعش وتمدّده ونقله من خلية سريّة في العراق تواجه الانهيار إلى “دولة معلنة” بين سوريا والعراق كانت تسيطر على نحو خمسة ملايين إنسان ومساحة توازي مساحة بريطانيا.

خطة حجي بكر لإنقاذ تنظيم دولة العراق الذي صار مجرد خلية سريّة عام 2010 نتيجة الضربات ضده، كانت تتمحور في الانتقال بمجموعة صغيرة إلى سوريا واستغلال الفوضى والمتناقضات في المشهد السوري لتأسيس كيان جديد قويّ تحت إمرة قيادة عراقية.

أطلقت المجموعة على نفسها اسم “المهاجرين” وزعموا أنهم إخوة هاجروا للجهاد في سبيل الله ولنصرة العقيدة الحقة، أما الهدف البعيد فكان آنذاك استغلال الفراغ السوري وانحسار سيطرة النظام عن مناطق شاسعة لتشكيل سلطة جديدة ومن ثم العودة بقوة ونفوذ أكبر إلى العراق.

أشهر العمليات التي خطط لها ونفذها العشماوي كانت عملية كمين الفرافرة وهي واحة صغيرة في صحراء مصر الغربية، في العام 2014 وقتل فيها 22 مجندا وضابطا بالجيش المصري

نفس الاستراتيجية طبقها هشام العشماوي، لكن إذا كان بكر أطلق على مجموعته وفرقته الاستطلاعية اسم المهاجرين فقد أطلق العشماوي على مجموعته اسم “العائدون”، وكما كانت سوريا دافع انطلاق داعش وسرّ عودته بالقوة والتوحش إلى العراق، أراد العشماوي أن تكون ليبيا كذلك بالنسبة إلى مصر.

قامت فكرته على أن داعش لم يكن ليصل إلى تلك القوة وهذا النفوذ الواسع إلا بعد الانتقال إلى الواقع السوري، ومن ثم العودة بالقوة اللازمة التي مكنت التنظيم من السيطرة على مناطق ومدن رئيسية بالعراق وعلى رأسها الموصل.

كما تربّص حجي بكر بالفراغ السوري تربص العشماوي بالفراغ الليبي، وأسس كيانًا مختلفًا بنفس أسلوب حجي بكر كجيش مجهز وشبكة تجسس واسعة النطاق تنفذ عمليات نوعية مجلجلة تبث الرعب في نفوس مناوئيها.

وكما عانى حجي بكر التعثر في العراق وقت الشراكة مع أبومصعب الزرقاوي، عانى العشماوي أيضا من الفشل والتعثر في سيناء لأن الجيش المصري يواجه بقوة عمليات التنظيم ويوسع من نطاق الحرب عليه ليحدّ من قدراته ونفوذه على الأرض، كما عانى من مشكلة أكثر تعقيدًا هي إعلان مجموعة “أنصار بيت المقدس” مبايعتها لداعش.

هذه الخطوة أصابت مخططات العشماوي وأهدافه بالتشويش لأنه سعى لبناء

خلافة مصرية لا أن يكون تابعًا لخلافة البغدادي في العراق، لكنه لم ييأس واستفاد من تجربة بكر، فحط رحاله بليبيا على أمل العودة أكثر قوة منطلقًا من منصة الفوضى والسيولة الليبية.

ضابط الصاعقة الموهوب

العشماوي انضم للجيش المصري في منتصف التسعينات من القرن الماضي وأظهر نبوغًا مبكرًا، وكشف أداؤه في الصاعقة والقوات الخاصة عندما كان عمره أقل من العشرين عامًا عن قدرات ومواهب لافتة، أظهرها فيما بعد ضد الجيش والشرطة المصرييْن في سياق خطة مستوحاة من الواقع العراقي.

وفي أثناء وجوده بالجيش المصري تدرّب ضمن فرق التدريب الاحترافي بالولايات المتحدة الأميركية، إلا أن تحولاته الفكرية، التي اختلفت الروايات بشأن خلفياتها الحقيقية، أوصلته لتوظيف تلك الخبرات المكتسبة علاوة على مواهبه الذاتية في تدريب أعضاء التنظيمات الأكثر شراسة ودموية، عندما تولّى تدريب أعضاء جماعة أنصار بيت المقدس، قبل أن يؤسس تنظيمه الخاص المبنيّ على طموح السيطرة الشاملة عبر جرّ الفوضى الليبية نحو العمق المصري.

العشماوي يكتشف تزامنا مع صعود تنظيم داعش في العراق أن خطة محمد عبدالسلام فرج والإسلامبولي والزمر وسرية يلزمها لكي تنجح توافر نفس المناخ الذي تهيأ للقادة العسكريين في العراق، ليدرك أن العامل الأساسي الذي أسهم في صعود داعش ليصبح أقوى منظمة إرهابية في العالم

وتشكل قوام جماعته من الهاربين عقب فض اعتصام رابعة العدوية الخاص بجماعة الإخوان بالقاهرة في عام 2013، وبعد أن تولّى الإشراف والتخطيط والتدريب للعمليات الأخطر التي نفذها تنظيم أنصار بيت المقدس خلال عامي 2013 و2014 نقل نشاطه إلى ليبيا وأسس معسكرات تدريب انتحاريين وإرهابيين في مصراتة ودرنة.

يُطلق عليه لقب “مهندس الإرهاب” فهو بارع في التنكر، وقد أوصل بنفسه السيارة المفخخة التي انفجرت في موكب النائب العام المصري هشام بركات متنكرًا، وهو خبير في صناعة المتفجرات وصناعة الأحزمة الناسفة وتفخيخ السيارات وصاحب قدرات خاصة في الاشتباكات القتالية.

تلك المسيرة وهذا الانتقال من اعتصام رابعة إلى تركيا ومنها إلى سوريا ثم غزة وسيناء ثم ليبيا، كان غرضها تأسيس “الدولة الإسلامية المصرية كإمبراطورية دينية جديدة تنطلق منها الفتوحات والغزوات”، وهكذا وقفت مجموعة صغيرة من الضباط المفصولين من الجيش المصري خلف تنفيذ أكثر العمليات الإرهابية خطورة، ليصبح هشام العشماوي هو “المطلوب رقم واحد” للسلطات المصرية.

هشام العشماوى وعمادالدين عبدالحميد ويوسف سليمان محمد ثلاثة ضباط سابقون يقفون خلف جرائم إرهابية كبرى بالاشتراك مع عناصر مدنية تكفيرية منهم صلاح عبدالرحمن القيادي بجماعة الإخوان وعمر رفاعي سرور وآخرون.

أشهر تلك العمليات التي خطط لها ونفذها العشماوي كانت عملية كمين الفرافرة (واحة صغيرة في صحراء مصر الغربية) في عام 2014 وقتلوا فيها 22 مجندًا وضابطًا بالجيش المصري، إضافة إلى العديد من التفجيرات التي استهدفت قوات الجيش وتمركزاته بالعريش ورفح في سيناء، وأشهرها الكتيبة101 في شهر فبراير 2015، ومحاولة اغتيال اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية الأسبق، علاوة على عملية اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات.

وأعلن أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي أن مجزرة المنيا التي وقعت قبل يوم واحد من شهر رمضان الماضي وأسفرت عن مقتل عشرات المسيحيين المتوجهين لزيارة دير الأنبا صموئيل يقف وراءها ضابط صاعقة مصري سابق يدعى “هشام العشماوي”.

مغازلة التكفيريين

انفصل العشماوي عن تنظيم أنصار بيت المقدس بعد مبايعته أبوبكر البغدادي زعيم داعش عام 2014، وأعلن بيعته لأيمن الظواهري وتنظيم القاعدة، ونقل تمركز مجموعته خارج الحدود المصرية إلى منطقة درنة الليبية على بعد عدة كيلومترات من الحدود الغربية المصرية.

مسعى العشماوي لتمصير التجربة الجهادية والحرص على استبدال مرجعية البغدادي العراقي بمرجعية الظواهري ذي الأصول المصرية أكد طموحه لبلورة حالة مصرية غير تابعة للخارج تجمع بين الساحتين المصرية والليبية على غرار الحالة السورية العراقية.

مجموعة صغيرة من الضباط المفصولين من الجيش المصري تقف خلف تنفيذ أكثر العمليات الإرهابية خطورة في مصر وليبيا مهددة أمن الدولة والمجتمع

لقد أراد مغازلة الداخل التكفيري المصري المرتبط بتجربة الظواهري التاريخية في مصر وسعى إلى توظيف قضايا ملتصقة بالشأن المصري ليوفر لنفسه وفريقه الجاذبية اللازمة لتجنيد الشباب المصري التكفيري في تنظيمه.

وراهن على بقاء أجنحة داخل تيار الإسلام السياسي المصري محتفظة بقناعاتها القديمة الرافضة للعمل السياسي ومفاهيم الديمقراطية والتداول والتعددية السياسية والتي لا تزال تصف تلك المظاهر والقيم بالطاغوت والكفر.كما وضع في حسابه أوضاع فصائل الحركة الإسلامية المصرية وفشلها السياسي والأزمات الطاحنة التي تعانيها بعد عزل جماعة الإخوان عن السلطة، كما ثبّت عينيه على القوى الإقليمية المتضررة من صمود مصر وتماسك جيشها كأطراف داعمة ومموّلة لنشاطاته.

وتخيّل أنه عندما يرجع من ليبيا أكثر قوة سيصبح بمقدوره اجتياح المدن الحدودية الغربية والشرقية غانمًا أسلحة الوحدات المصرية المتمركزة هناك، وأن ذلك سيكون الأكثر تأثيرًا على جميع أسرى الميول التكفيرية وجميع أنصار الفصائل والتيارات الإسلامية المأزومة التي تبحث عن مخلّص.

وانطوت العمليات العسكرية النوعية بمنطقة درنة، معقل تنظيم العشماوي، على قناعة لدى الأجهزة المصرية بشأن مسؤوليته هو وتنظيمه المتمركز بدرنة عن غالبية النشاطات الإرهابية العابرة للحود المصرية الليبية، واعتبارها المهدد الأول للأمن القومي المصري، كما ساعد تعاون قبائل الصحراء الغربية مع القوات المسلحة المصرية وانقلاب الواقع الليبي على مجمل نشاط وممارسات التكفيريين على تحجيم نفوذ التنظيمات الإرهابية.

ويبقى الدرس المُستفاد من أوهام العشماوي ومن حذوا حذوه هو أن من زعموا رفع راية الجهاد وسمّوا أنفسهم بالمهاجرين والأنصار والعائدين والمرابطين يستغربون الآن ردات فعل الناس العاديين في سوريا وليبيا، ويشتكون بمرارة مما يعتقدون أنه جحود ونكران جميل، ويزعمون بأنهم تركوا أملاكهم وذويهم من أجل إعلاء الإسلام وهداية الخلق، لكن الوهم الكبير الذي وقعوا فيه ولا يريدون الاستيقاظ منه هو أن هؤلاء السوريين والليبيين مسلمون أصلًا، ولم يطلبوا من أحد المجيء ليضحّي في سبيل إعادتهم إلى الإسلام.

اجمالي القراءات 2032