شيخ الأزهر وإدارته يهددون كل من يخالفهم الرأي

رمضان عبد الرحمن في الأربعاء ٢٤ - سبتمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

شيخ الأزهر وإدارته يهددون كل من يخالفهم الرأي

 شيخ الأزهر وإدارته يستدعون أحد المدرسين في الأزهر والتحقيق معه بدعوى أنه يكتب على شبكة الإنترنت، ولمجرد أن هذا الكاتب ينقد في كتب التراث أو يصحح بعض الشيء الذي لم ينتبه له علماء الأزهر منذ قديم الأزل ويحاول الإصلاح بالقرآن الكريم ، لأنهم ليس لديهم الوقت إلا أن يتآمروا على دعاة الإصلاح، حتى لا تتأثر هيبتهم أمام الحاكم والمجتمع، ولكي لا تتأثر مصالحهم المادية أيضاً، ولا هم لهم أن يفلح أو يضل، بدليل تركهم الباب مفتوحاً على مصراعيه لأتباع الفكر الوهابي أن يقوموا بنشر أفكارهم في المدارس والمساجد والجامعات دون أن يلتفت إليهم شيخ الأزهر، ولا هم له بآلاف من المصريين الذين يموتون من المرض ونقص العلاج ونقص كل شيء، وآلاف أيضاً من المصريين الذين لا يملكون قوت يومهم، أليس من الأفضل أن يتحرى شيخ الأزهر عن هؤلاء المحتاجين للمساعدة بما أنه يطلق على نفسه أنه شيخ الإسلام؟!.. أم أنه يسخر كل ما لديه من وقت ونفوذ لإسكات أي صوت ينطق بكلمة حق؟!..

ثم بعد ذلك يتحدث هذا الرجل في جميع المحافل الدولية والمؤتمرات بداخل مصر وخارجها عن سماحة الإسلام وعن حوار الإسلام وعن قبول الآخر في الإسلام حتى لو كان مخالف لك في الفكر والعقيدة، لم يحضر شيخ الأزهر مؤتمراً إلا ويقول هذا الكلام، ولم يكتب بالصحف اليومية أو الكتب إلا ويشير عن الحوار في الحديث مع الجميع، فلماذا إذاً استدعاء هذا المدرس والتهديد والوعيد له إذا كتب على شبكة الإنترنت أو كشف شيئاً في التراث عجزتم أنتم عن كشفه أو نقد عنكم بعض النقد، وإذا كان أنبياء الله المصطفون الأخيار كانوا يتقبلون النقد والحوار كما نعلم جميعاً، فهل أنتم فوق مستوى الأنبياء؟!..

فمن باب التذكير فقط أذكر المجتمع وهذا الكادر القائمين بإدارة الأزهر لا زال في ذهن الناس المثقفين وغيرهم ما كان ينادي به الإمام محمد عبده من إصلاح، فأصبح مضطهد من الأغلبية الرافضين لمسيرة الإصلاح في ذلك الوقت، فخلده التاريخ وسوف يظل مخلداً، واندثر من كانوا يضطهدونه، فإذا ظل أسلوب التهديد من رجال الأزهر لأي كاتب أو مفكر أو مدرس يجتهد أو ينقد من باب النقاش أو المعرفة سوف يخلد التاريخ هؤلاء المضطهدون وتندثرون أنتم كما اندثر آلاف من قبلكم.

ثم من أين يأتي الإصلاح وأسلوب التهديد والوعيد إلى أي فكر ينادي بالإصلاح؟!..

الأغرب من كل ذلك أن التهديد دائماً يأتي من رجال الأزهر إلى كل من يخالفهم الرأي، فسرعان ما يلجأون إلى حججهم القديمة وبالقول أن ذلك يؤثر على أمن الدولة، مع الأسف الشديد هذه هي وظيفة الأغلبية من رجال الأزهر حتى يكتسبوا رأي السلطة إلى جانبهم لتقوم باعتقال أي شخص يكتب أي موضوع لا يرغب فيه رجال الأزهر، وللعلم أن القصد من الكتابة هو لتنوير المجتمع ولا علاقة لأي كاتب بأمن الدولة، وما يخص أمن الدولة ويزعزع الأمن في الدولة تفشي الأمراض وانعدام ثقافة المجتمع وقهر الناس وتهريب الملايين خارج البلاد، ذلك الذي يؤثر على امن  الدولة، ولكن رجال الأزهر لا يستطيعون أن يتحدثون بهذه المواضيع خوفاً على مصالحهم، بل ويتصدون لأي شخص يتحدث لصالح المجتمع.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 11175