بسم الله الرحمن الرحيم
إيمـــان العجائز
وهل إليــــــــــــــه المفر ؟؟؟
إن الرسالة الثانية للأستاذ احمد صبحي منصور والتي تحمل عنوان رسالة ثانية إلى الأحبة في رمضان ، جاءت رائعة مبشرة ومتفائلة لاسيما عندما تذكرنا بأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها وأن لا إكراه في الدين .
أما ما استرعى انتباهي فهو ما جاء في التعليق الذي تفضل به الأستاذ عمرو إسماعيل في 09/09/2008 حيث قال : ( المهم لهذا المسلم البسيط أن يعبد الله وفق السائد في مجتمعه وأن يكون مخلصا في عقيدته لا íte;شرك بعبادة ربه أحدا وأن تنعكس عبادته على تعامله مع الناس صلاحا وتقوى ) . ثم اضاف قائلا :
لقد ثبت لي أن الكثير من السفسطة في تفسير أو تدبر القرآن ضرره أكثر من نفعه . وشكرا على ما أعتقد لأبي العلاء المعري الذي قال :
اللهم ألهمني إيمان العجائز ..
وأنا اشكر المعلق الأستاذ عمر إسماعيل الذي أثار عدة تساؤلات عندما تطرق إلى إيمان العجائز ؟؟؟ هذه المقولة التي كثيرا ما استمعنا إليها ، وكثيرا ما يلتجئ إليها المرء كمقدمة لتلميح منه ولموقف هو آخذه ، مفاده أن الحكمة هي ترك كل شئ كما هو ، أو ليس في الإمكان أبدع مما كان ، وما إلى ذلك من مواقف متسمة بسلبية ، وبتبسيط للأمور الجادة المصيرية . ومن بينهـــا :
ألا يكون في هذا القول المنسوب إلى أبي العلاء المعري أو لغيره شئ قليل أو كثير من الخطورة ؟ لاسيما إذا أدى بنا الفهم إلى أن إيمان العجائز يعني الثقة العمياء التي يضعها المرء في غيره ؟ وهل من المعقول أن يضع المرء ثقته المطلقة في غيره ؟ ومتى يحق له ذلك ؟
ألا تصطدم هذه الثقة العمياء بقول الله عز وجل ؟ في سورة الزمر الآية رقم 18 (( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب )) .
والمرء عندما يطلب منه الإعتماد على غيره ووضع ثقته المطلقة فيه ، هل يعتبر من أولئك الذين هداهم الله ومن أولئك الذين لهم الباب ؟
ألا تكون في ذلك القول المنسوب إلى أبي العلاء المعري ذريعة أولئك الذين يديرون ظهرهم لأي توجيه أو نصيحة فيسارعون إلى التشبث بما وجدوا عليه آباءهم ؟ وموقفهم ولسان حالهم ينبئ بأنهم غير مستعدين أن يتخلوا عنه .
وأولئك الذين يقولون :
إذا كنت تطمع أو ترجو أن تنجو ، فما عليك إلا أن تضع بينك وبين جهنم رجل دين أو ذلك الشخص أو المرشد أو المعلم الذي وضعت فيه ثقتك العمياء ، ذلك الشخص الذي سيمتص هو وحده كل شئ ويكون حصنا منيعا أو ذرعا متينا .
ألا يكون محقا أو معذورا من يلتجئ إلى هذه الوصفة أي وصفة إيمان العجائز ؟ ألا يكون موقفه مفهوما ؟ ألا يكون معذورا ؟
وعليه فما هو الموقف ؟ وما هو الحل عندما نستمع إلى أقوال مختلفة متضاربة ومتناقضة من أفواه رجال يوصفون بأنهم رجال دين ، مرشدون موجهون ؟
عندما يزعم كل منهم بأنه مخلص ومطمئن إلى تعاليم الله التي جاءت في القرآن المبين ، وعندما نلحظ مثلا أن بعض ما يقولون أو جل ما يقولون مصطدم بالقرآن ؟
وهل الواجب يملي علينا أن نفتح أعيننا وعقولنا ؟ وهل نضع ثقتنا العمياء في عقول قلوبنا ؟
وهل الصواب هو اتباع قول أبي العلاء المعري ونستلهم من الله إيمان العجائز غير آبهين ولا مكترثين ولا متحرجين بمن يحاول إلفات انتباهنا إلى أننا في موقف من يدوس دوسا مفضوحا تعاليم الله رغم القولة المنسوبة إلى أبي العلاء المعري ؟.
ومتى نكون أهلا لاتباع إيمان العجائز ؟
وهل قول الله بأنه لا يكلف نفسا إلا وسعها تعني أن لنا الفرار أو الإنحدار إلى إيمان العجائز متى نشاء ؟ وفي كل مرة نواجه فيها ظرفا يفرض علينا تحمل المسؤولية ؟
وهل الجواب المصيب لهذه الأسئلة صعب هو الآخر ؟ وهل من المعقول مرة أخرى ومن الحكمة أن نثاقل إلى الأرض ونخلد إلى طعم ونكهة الكسل الذهني ونعتنق إيمان العجائز ؟