الانجاز العلمي الذي هزّ العالم يعطي الأمل لملايين المرضى
الانجاز العلمي الذي هزّ العالم يعطي الأمل لملايين المرضى

في الجمعة ٢١ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

العيون والشعر والقلب والمخ والأذن وغيرها 
الانجاز العلمي الذي هزّ العالم يعطي الأمل لملايين المرضى


محمد حامد – إيلاف : يتواصل الإهتمام العالمي بالمعجزة الطبية التي تم الإعلان عنها خلال الأيام القليلة الماضية والتي تفتح أبواب الأمل أمام ملايين المرضى حول العالم، فقد قالت الصحف البريطانية أن ما حدث مع كلوديا كاستيلو معجزة طبية بكل المقاييس بفضل الخلايا الأساسية التي ساعدت على إعادة تخليق شعبة هوائية جديدة لها. فقصتها تقدم الأمل في أن تستخدم تلك الخلايا الصغيرة في حل العديد من المشاكل الصحية على أيدي العلماء البريطانيين. وكانت تلك الأم الأسبانية تحتضر بعد أن نهش مرض السل الشعب الهوائية الموصلة إلى رئتيها. وقد حصل العلماء في جامعة بريستول خلاياها الأساسية من نخاع عظامها وقاموا بتنميتها كي تتحول إلى خلايا غضروفيه في المعمل بعد ذلك تم وضع الخلايا في جزء من شعبة هوائية من متبرع والذي تم تجريده من خلاياه من أجل إفساح المجال لخلايا كلوديا أن تستوطن العضو بدلا من تلك الخلايا الأساسية التي تم نزعها منه.

لمتابعة فيديو الجراحة يمكنك الضغط هنا 

ويقول البروفيسور أنطوني هولاندر، من فريق جامعة بريستول، بأن الخلايا الأساسية  تشكل أساس جميع الخلايا المتخصصة في أجسامنا ولديها القدرة على تخليق العديد من الخلايا المختلفة، وأن الوظيفة الأساسية للخلايا الأساسية لدى الكبار هي إصلاح وصيانة الأنسجة والأعضاء حيث أنها تستبدل وتصلح الأجزاء التالفة من الجسد.

كما قام البروفيسور هولاندر وفريقه أيضا باستزراع "ضمادة حية" من خلال استخدام الخلايا الأساسية للمريض تستخدم في علاج وشفاء الإصابات الرياضية. فالغضروف الموجود في المفصل بين الفخذ والساق من الممكن أن يتمزق نتيجة لحركات معينة أثناء ممارسة الرياضة مثلا، ولكن من خلال التجارب المعملية  نجح الفريق في شفاء نسيج الغضروف باستخدام الخلايا الأساسية المأخوذة من نخاع عظام المريض، وسوف يطبقون هذا الإجراء في القريب على مجموعة من المرضى.

ويضيف البروفيسور هولاندر بأن الخلايا الأساسية  تعمل على الربط بين جانبي الجزء المصاب وتعيد وصلهما مع بعضهما. ويأمل هولاندر أن يتمكنوا من إعادة ربط الغضروف المصاب بقوة وتحقيق الشفاء التام من الإصابة. كما قدم أيضا شرحا لما يجعل الخلايا الأساسية خلايا متخصصة حيث قال بأن الشيء المدهش بخصوص تلك الخلايا هو أنها تنمو بشكل جيد في المعمل وأنها لا تشيخ سريعا مثل الخلايا الأخرى. ولكن ليست كل خلايانا الأساسية لها نفس القدرة . فالخلايا الجنينية غير الناضجة تؤخذ من مجموعة صغيرة من الخلايا تتكون خلال خمس أو ستة أيام بعد تخصيب البويضة.

فمن الناحية النظرية، تمتلك تلك الخلايا القدرة الشديدة على النمو في أي شكل من المائتي نوع من الخلايا المطلوبة لتشكيل أي جزء من الجسم البشري. والخلايا الأساسية للكبار مثل تلك التي استخدمت في الجزء الذي تم تركيبه لكلوديا، توجد في الدم والجلد والأنسجة التي دائما ما تتجدد. ولكن الباحثين اليابانيين قد اكتشفوا طريقة لمعالجة تلك الخلايا وراثيا حتى تؤتي أثرها وتكون فعالة وذات أثر بنفس الطريقة التي تعمل بها الخلايا الأساسية الجنينية.
وتستخدم الخلايا الأساسية الموجودة في دم الكبار والتي تؤخذ من نخاع العظام في عمليات زرع نخاع العظام، وقد كانت لمدة 30 عاما، تستخدم في علاج مرض سرطان الدم والأمراض الأخرى للدم. ويعتقد العلماء أن الأسلوب المستخدم في حالة الشعبة الهوائية لكلوديا من الممكن أن يستخدم في المستقبل في حالات عمليات استبدال الأعضاء الأخرى في الأمعاء والمثانة. وربما يأتي اليوم الذي يستخدم فيه نفس الأسلوب في عمليات زرع القلب أو الرئتين. وفيما يلي عرض للحالات التي من الممكن أن تستخدم فيها الخلايا الأساسية في إنقاذ حياة المريض.

العيونتستخدم عمليات الخلايا الأساسية الجراحية المتطورة حاليا في علاج حالات العمى. فقد تمكن الأطباء في مستشفى فيكتوريا في ساسكس، من علاج أربعين مريضا، حيث تم زرع خلايا أساسية للقرنية تم استزراعها في المعمل في أعينهم. ويعمل خبراء من جامعة لندن ومستشفى مورفيلد للعيون وجامعة شيفيلد في معالجة حالات تدهور الإبصار المتعلق بالشيخوخة وهو أكثر أنواع العمى انتشارا. حيث يتم استزراع وتنمية خلايا مماثلة تماما لتلك الخلايا المصابة في العين نتيجة تدهور الإبصار في الشيخوخة من الخلايا الأساسية الجنينية التي يتم استزراعها في المعمل. ثم يتم حقن تلك الخلايا في قاع العين حيث تقوم بإصلاح الضرر الموجود في شبكية العين.

الشعرربما يكون هناك أمل لملايين الرجال الذين يعانون من الصلع بعدما اكتشف العلماء كيفية إنماء الشعر على جلد مكشوف عار. فقد اكتشف الباحثون السويديون جينا في الخلايا الأساسية يمكنه إعادة إنبات الشعر لدى الفئران. وقد استطاع الباحثون من خلال تجاربهم إنماء الشعر مرة أخرى لدى فئران ميتة عمرها ثمانية أسابيع ، وقد استمرت تلك الشعيرات، التي تم إنمائها، في النمو لمدة وصلت إلى 14 يوما.

المخمرض الزهايمر هو حالة من التدهور في المخ تسبب فقدان الذاكرة ولكن فريق من جامعة كاليفورنيا اكتشف طريقة لتعزيز قدرة المخ من خلال إعادة زرع خلايا أساسية معدلة لإنتاج البروتين المسؤول عن نمو الأعصاب. كما استطاع فريق آخر من العلماء الأمريكان من تحقيق الشفاء من مرض الشلل الرعاش لدى الفئران من خلال استخدام الخلايا الأساسية للقوارض. وينتج مرض الشلل الرعاش عادة من نقص في مادة الدوبامين وهي المادة الكيميائية اللازمة للتحكم في الحركة. وقد استطاع العلماء إنماء الخلايا التي تحولت إلى خلايا منتجة للخلايا العصبية التي أعيد وضعها في الفئران مرة أخرى. وقد كانت فرص رفض جسم الفئران لتلك الخلايا المستنسخة قليلة. كما أن الخلايا الأساسية من الممكن أن تكون أيضا حيوية في معالجة مرض انفصام الشخصية  ومرض الحركة العصبية كما قال علماء ادنبره الذين قاموا باستنساخ النعجة دوللي، ولكن الأمر مازال في حاجة إلى كثير من الأبحاث.

الأذنإن السبب الرئيسي لفقد القدرة على السمع هو الضرر الذي يحدث عادة للجزء الدقيق المسمى طبلة الأذن، أو الأذن الداخلية. ويعكف الدكتور مارسيللو ريفولتا ، من جامعة شيفيلد، على دراسة الخلايا الجذعية الأساسية المأخوذة من الأذن الداخلية لأجنة من البشر. فهو يركز على إنماء خلايا شعر وأعصاب جديدة يمكنها أن توضع مرة ثانية في  أذن المريض من أجل علاج الصمم.

العظام
يعمل العلماء الآن على إيجاد طريقة لإنماء عظام لعلاج ضحايا الإصابات أو من يعانون من التهاب المفاصل من خلال استخدام خلايا أساسية من المريض. حيث سيأخذون الخلايا من نخاع عظام المريض ويستزرعون تلك الخلايا داخل ما يسمونه " الوسيط الحيوي" والذي يتكون من شبكة قوية مغطاة ومشبعة  بأدوية لمساعدة الخلايا على النمو. وسوف يتم وضع تلك الخلايا بعد ذلك داخل الجسم  في مكان الإصابة لذلك يمكن للخلايا أن تنمو وتصلح المنطقة المتضررة. وربما تبدأ التجارب المعملية خلال العامين القادمين.

القلب
يتم حاليا في مركز بارتس وفي مركز الأزمات القلبية في لندن حقن مرضى الأزمات القلبية بخلاياهم الأساسية كجزء من بحث رائد يتم إجراؤه. حيث يتم حقن الخلايا الأساسية المأخوذة من نخاع عظام المرضى داخل قلوبهم خلال خمس ساعات من وقت حدوث الأزمة القلبية. وهناك أمل بأن تقوم تلك الخلايا الأساسية بإصلاح عضلة القلب المصابة ، حيث أوضحت التجارب حدوث حالات من التحسن لدى بعض المرضى. ولكن بعض الخبراء يعتقدون أن تلك الخلايا الأساسية التي يتم زرعها تعمل بفاعلية على تعزيز أداء الأوعية الدموية.

ويأمل الباحثون الألمان ، الذين أجروا تجاربهم على الفئران، أن يتمكنوا من اكتشاف الخطوات البيولوجية التي تتم من خلالها تلك العملية. كما استخدمت خلايا مأخوذة من الدم الموجود في الحبل السري من أجل تخليق صمامات يمكنها أن تنقذ حياة الأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية في القلب. وقد تمكن علماء من ميونيخ باستخدام خلايا أساسية، من تخليق صمامات أولية داخل المعمل يمكن أن تستخدم في استبدال الصمامات  التالفة في القلب.

إنجاز علميّ في زراعة الأعضاء يهزّ العالم

اجمالي القراءات 3444