هذه حادثة لا أستطيع تصديقها أو تكذيبها ، ولم تحدث فى رمضان ، ولكنها أقرب ما تكون الى رمضان بما فيها من شفافية وصوم .
الحادثة رواها ابن الجوزى فى تاريخه ( المنتظم ج 11 : 151 ـ ) فى احداث عام 230 .
وبطلتها زوجة كانت تعيش فى قرية فى منطقة خوارزم أواسط آسيا مما يطلق عليه اليوم افغانستان ، قتل الأتراك زوجها وعانت من الجوع فرأت نفسها فى منام حيث قابلت زوجها وأطعمها فى المنام ، واستيقظت ، وظلت بعدها تعيش دون جوع ، ودون أن تأكل ، ودون أن تضطر للاخراج من بول وغيره . واشتهر أمرها فى المنطقة وامتحنوا أمرها فتيقنوا من صدقها .. ننقل الرواية كما هى .. ونطلب رأى الصائمين ..
يقول ابن الجوزى : ( ثم دخلت سنة ثلاثين ومائتين ... ... وظهر في هذه السنة في بعض قرى خوارزم عجب من امرأة رأت منامًا فكانت لا تأكل ولا تشرب ، وقد ذكر قصتها أبو عبد الله الحاكم في تاريخ نيسابور .
أخبرنا زاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو بكر البيهقي أخبرنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله النيسابوري قال: سمعت أبا زكريا يحيى بن محمد العنبري يقول: سمعت أبا العباس عيسى بن محمد المروزي يقول:
وردت في سنة ثمان وثلاثين مدينة من مدائن خوارزم تدعى هزارسف فأخبرت أن بها امرأة من نساء الشهداء رأت رؤيا: كأنها أطعمت في منامها شيئًا فهي لا تأكل ولا تشرب منذ عهد عبد الله بن طاهر والي خراسان ـ وكان قد توفي قبل ذلك بثماني سنين ـ فمررت بها وحدثتني حديثها فلم أستعص عليها لحداثة سني ، ثم إني عدت إلى خوارزم في آخر سنة اثنين وخمسين ومائتين فرأيتها باقية ، ووجدت حديثها شائعًا مستفيضًا ، فطلبتها فوجدتها غائبة على عدة فراسخ ، فمضيت في أثرها ، فأدركتها بين قريتين تمشي مشية قوية ، وإذا هي امرأة نصف جيدة القامة حسنة البنية ظاهرة الدم متوردة الخدين ، فسايرتني وأنا راكب وعرضت عليها الركوب فلم تركب .
وحضر مجلسي أقوام فسألتهم عنها فأحسنوا القول فيها ، وقالوا: أمرها عندنا ظاهر فليس فينا من يختلف فيها . وذكر لي بعضهم أنهم لم يعثروا منها على كذب ولا حيلة في التلبيس ، وأنه قد كان من يلي خوارزم من العمال يحضرونها ويوكلون بها من يراعيها فلا يرونها تأكل شيئًا ولا تشرب ولا يجدون لها أثر غائط ولا بول ، فيبرونها ويكسونها .
فلما تواطأ أهل الناحية على تصديقها سألتها عن اسمها فقالت: رحمة بنت إبراهيم ، وذكرت أنه كان لها زوج نجار فقير يأتيه رزقه يومًا بيوم ، وأنها ولدت منه عدة أولاد ، وأن ملك الترك عبر على النهر إليهم ، وقتل من المسلمين خلقًا كثيرًا . قالت: ووضع زوجي بين يدي قتيلًا فأدركني الجزع ، وجاء الجيران يساعدونني على البكاء ، وجاء الأطفال يطلبون الخبز وليس عندي شيء، فصليت وتضرعت إلى الله تعالى أسأله الصبر وأن يجبر بهم ، فذهب بي النوم في سجودي ، فرأيت في منامي كأني في أرض خشناء ذات حجارة وشوك وأنا أهيم فيها وألزم خبري أطلب زوجي ، فناداني رجل: إلى أين أيتها الحرة ؟ قلت: أطلب زوجي. قال: خذي ذات اليمين . فأخذت ذات اليمين ، فوقفت على أرض سهلة طيبة الثرى ظاهرة العشب ، فإذا قصور وأبنية لا أحسن وصفها ، وإذا أنهار تجري على وجه الأرض من غير أخاديد ، وانتهيت إلى قوم جلوس حلقًا حلقًا ، عليهم ثياب خضر ، قد علاهم النور ، فإذا هم القوم الذين قتلوا في المعركة ، يأكلون على موائد بين أيديهم ، فجعلت أتخللهم وأتصفح وجوههم أبغي زوجي، لكنه بصرني فناداني: يا رحمة يا رحمة، فتحققت الصوت ، فإذا أنا به في مثل حالة من رأيت من الشهداء ، وجهه مثل القمر ليلة البدر وهو يأكل مع رفقة له قتلوا يومئذ معه. فقال لأصحابه: إن هذه البائسة جائعة منذ اليوم أفتأذنون لي أن أناولها شيئًا تأكله؟ فأذنوا له ، فناولني كسرة خبز ، وأنا أعلم حينئذ أنه خبز ولكن لا أدري كأي خبز هو! أشد بياضًا من الثلج واللبن وأحلى من العسل والسكر وألين من الزبد والسمن، فأكلته فلما استقر في معدتي قال: اذهبي فقد كفاك الله مؤونة الطعام والشراب ما بقيت في الدنيا .
فانتبهت من نومي وأنا شبعى ريًا لا أحتاج إلى طعام وشراب ، وما ذقته منذ ذلك اليوم إلى يومي هذا ، ولا شيئًا مما يأكله الناس .
قال أبو العباس: وكنا نأكل فتتنحى وتأخذ على أنفها تزعم أنها تتأذى برائحة الطعام ، فسألتها: هل تتغذى بشيء غير الخبز أو تشرب شيئًا غير الماء فقالت: لا . فسألتها: هل يخرج منها ريح قالت: لا أو أذى ؟ قالت: لا . قلت: فالحيض ؟ أظنها قالت: انقطع بانقطاع الطعم .قلت: فهل تحتاجين حاجة النساء إلى الرجال؟ قالت: لا . قلت: فتنامين ؟ قالت: نعم أطيب نوم . قلت: فما ترين في منامك ؟ قالت: ما ترون . قلت: فهل يدركك اللغوب والإعياء إذا مشيت قالت: نعم .
وذكرت لي أن بطنها لاصقة بظهرها ، فأمرت امرأة من نسائنا فنظرت فإذا بطنها لاصقة بظهرها ، وإذا هي قد اتخذت كيسًا فضمنته قطنًا وشدته على بطنها ليستقيم ظهرها إذا مشيت . فأجرينا ذكرها لأبي العباس أحمد بن محمد بن طلحة بن طاهر والي خوارزم فأنكر ، وأشخصها إليه ، ووكل أمه بها ، فبقيت عنده نحوًا من شهرين في بيت فلم يروها تأكل ولا تشرب ولا رأوا لها أثر من يأكل ويشرب ، فكثر تعجبه، وقال: لا تنكر لله قدرة . وبرّها وصرفها ، فلم يأت عليها إلا القليل حتى ماتت رحمها الله .
وكانت لا تأكل شيئًا مما يأكله الناس البتة، وإذا قرب الطعام تنحت ووضعت يدها على أنفها تزعم أنها تتأذى برائحته . ) .
انتهى..
ما رايكم ؟ دام فضلكم ؟ وتقبل الله جل وعلا صومكم ؟