آحمد صبحي منصور
في
الخميس ٠٦ - ديسمبر - ٢٠١٨ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال
آحمد صبحي منصور
1 ـ الأمانة هى الحرية فى الطاعة أو المعصية والمسئولية على هذا . هو الاختيار والاختبار .
2 ـ السماوات والأرض حين خلقها الرحمن عرض عليها هذه الأمانة فإختارت الطاعة المطلقة بلا حرية ، قال جل وعلا : ( ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾ فصلت ). وطاعتها تعنى التسبيح ، قال جل وعلا : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴿٤٤﴾ الاسراء )
3 ـ بالنسبة للإنسان فقد أخذ رب العزة على الأنفس فى عالم الغيب العهد والميثاق ( الأعراف 172 173 ) بعد أن إختارت الأنفس الحرية . ثم تدخل كل نفس الجنين الخاص بها فى الموعد المحدد لها وتخرج إنسانا بجسد تتحكم فيه نفسه ، ثم تغادره هذه النفس بالموت . فى حياة الانسان فإن نفسه التى تتحكم فى جسده تتمتع بالحرية فى الطاعة أو المعصية فى الايمان أو الكفر ، ولكن أجهزة جسده التى تبقيه حيا تخرج عن طاعة النفس ، أى تطيع الخالق جل وعلا الذى هو آخذ بناصيتها شأن كل دابة تتحرك ، قال جل وعلا :( مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ) ﴿٥٦﴾ هود ).
4 ـ بالتالى فلانسان فيه جزء أسلم لله جل وعلا طوعا وهو الجسد بما فيه من أجهزة مادية ، وفيه النفس التى تملك حرية الاختيار ، تسير بجسدها تعمل الصالحات أو المعاصى ، ولكنها لا تستطيع حماية جسدها من المرض أو أن تأمر المعدة أن تفعل كذا ..
5 ـ . وبهذا نفهم قوله جل وعلا : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٨٣﴾ آل عمران ) ( وَلِلَّـهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا )﴿١٥﴾ الرعد).
6 ـ هناك مخلوقات تتمتع بالحرية وعليها مسئولية يوم القيامة ترتيبا على هذه الحرية ، وتلك هى الأمانة. وهناك جمادات إختارت الطاعة المطلقة بدءا من الاليكترون الذى يدور حول نواة الذرة الى النجوم التى تدور حول مركز المجرة.
7 ـ فالاسلام بمنعنى الانقياد والخضوع يكون طوعا أو كرها . المؤمن المسلم الحقيقى يُسلم وجهه لربه جل وعلا طوعا فينجح بإختياره فى إختباره. الكافر العاصى يكون جسده خاضعا للخالق جل وعلا رغم أنفه ، ويتمتع بحريته فى المعصية طالما تمتع بصحته وعافيته ، ويفقدها مؤقتا بالمرض وبالنوم ، ثم يفقد هذه الحرية بالموت وفى البعث وفى الحشر وفى العرض أمام الرحمن جل وعلا وفى الحساب ثم فى النار، أى يتمتع عشرات السنين بحريته فى حياته الدنيا ثم يفقد هذه الحرية بالموت ويظل فاقدا لها أبد الآبدين فى نارالجحيم.
8 ـ إنتبهوا أيها الناس .!!