بعضهم يعمل فى محطات البنزين ليعيش -منى مينا -مائة الف طبيب هاجروا من مصر

في الثلاثاء ٢٧ - ديسمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً


الرئيسية ملفات ساخنة مائة ألف طبيب مصري هاجروا إلى الخارج منى مينا: مائة ألف طبيب مصري هاجروا إلى الخارج 

  حوار- محمد عبد القدوس الثلاثاء, 27 ديسمبر 2016 17:36

وكيل نقابة الأطباء: لا أحد يعلم على وجه التحديد أين تذهب الميزانيات المخصصة للمستشفيات الحكومية؟ * نصف الأطباء الخريجين ﻻ يستطيعون استكمال دراستهم العليا الدكتورة منى مينا، طبيبة غير تقليدية: فهى شديدة الاهتمام بأوضاع بلدنا وترى صوتها مسموعًا فى كل القضايا العامة ولها اهتمام خاص بمشاكل الأطباء من زمان، وهى عضو مؤسس بمنظمة أطباء بلا حقوق، التى تشكلت قبل أكثر من عشر سنوات دفاعًا عن حقوقهم وحاليًا تشغل منصب وكيل نقابة الأطباء فى مجلس النقابة، الذى يضم 24 طبيبًا من بينهم ثلاث نساء، الدكتورة منى أبرزهم بالطبع، ولأن نشاطها الواسع يضايق الاستبداد السياسى الذى يحكمنا فقد حاولوا تلفيق قضية لها منذ أقل من شهر واتهموها بترويج شائعات كاذبة عندما تحدثت عن سوء الأوضاع الصحية ببلادنا، فى مداخلة هاتفية مع إحدى الفضائيات، وقامت النيابة العامة بالإفراج عنها بكفالة ألف جنيه، وما تزال القضية معلقة ولم تحفظ ويمكن استدعاؤها فى أى وقت!!  (نصف الأطباء "طفشوا" من بلادنا) بداية حوارى معها، كان فيه مفاجأة من النوع الثقيل! قالت إن عدد الأطباء المصريين المقيدين بالنقابة يزيد على مائتى ألف دكتور نصفهم يعيش خارج مصر، خاصة دول الخليج وأوروبا وأمريكا! فأوضاعهم ببلادنا صعبة للغاية، ولذلك قرر هؤلاء الهجرة، وبعبارة من عندى أقول: "طفشوا من بلادنا!!". قلت لها: حضرتك عضو مؤسس فى أطباء بلا حقوق الذى تشكل من زمان، فهل تحقق شيئا من مطالبكم أم أن كلها "أمانى وأحلام" لن تتحقق إلا فى المشمش!! أجابت بابتسامة الواثقة من نفسها قائلة: أوضاع الأطباء تحسنت نوعًا ما ودخولهم تحسنت فأصبح الحد الأدنى لما يكسبه الطبيب فى الشهر ألفى جنيه على الأقل! وكنا نطالب دوماً بأن تُعطى للصحة ميزانية محترمة، وجاء الدستور ليؤكد ذلك ويعطيها 3% من ميزانية الدولة، لكن للأسف ما يزال ذلك حبرًا على ورق! (إهمال الأطباء) قلت لها: أول ما يشكو منه الجمهور إهمال الأطباء الذى قد يؤدى إلى موت المريض، فالطب فى مصر تدهورت أحواله ودول عديدة كنا نسبقها والآن هى فى الطليعة بينما نحن فى المؤخرة؟ أجابت: سؤالك هذا ينقسم إلى شقين.. تدهور أحوال الطبيب وهذا راجع إلى أسباب عديدة وتدهور أحوال الدولة كلها، أما إهمال الدكتور فى عمله فهذا أمر استثنائي، فالغالبية العظمى تؤدى واجبها قدر ما تستطيع، لكن هناك حملة من الجهات التى تعادى نقابة الأطباء لتشويه صورتنا خاصة عندما تكون هناك مشاكل بيننا وبين بعض أجهزة الدولة. (الكشف غالٍ والمستشفيات حالتها بؤس) انتقل حوارنا إلى الكشف المبالغ فيه لكبار الأطباء.. وعلى المريض أن يدفع مئات الجنيهات وإلا فذنبه على جنبه إذا تدهورت صحته! أجابت: هؤلاء يمثلون قلة لا تتجاوز الـ 1% من الأطباء ولا تنس أن معظمهم يعمل مجانًا فى المستشفيات الجامعية. قلت لها: لكن المستشفيات العامة التى تعالج الفقراء حالتها بؤس! أجابت: ليست كلها وهذا يتوقف على حسب الإدارة الموجودة بها، لكن ولا شك هناك مشاكل ضخمة وحقيقية تتعلق بهذا الموضوع! ونقابة الأطباء ليست المسئولة بل هى مسئولية الدولة كلها. وتضيف قائلة: هناك فوضى رهيبة فى المستشفيات التى تتبع وزارة الصحة، ولا أحد يعلم على وجه التحديد أين تذهب الميزانيات المخصصة لها؟ وتقدم الدكتورة "منى مينا" اقتراحات ثلاثة لنهضة المستشفيات التى تخدم المواطن الغلبان: 1_ ضرورة أن تضمها مظلة واحدة تحت إشراف وزارة الصحة، وبذلك يكون هناك تنسيق فيما بينها تفتقده حاليًا. 2_ يعلن كل مستشفى ميزانيته بشفافية وأوجه إنفاقه وهذا يجب أن يتم أيضًا فى كل قطاعات الصحة ابتداءً من الوزارة نفسها وجميع الهيئات التى تتبعها، وبهذه الوسيلة يتم الحد من فوضى إهدار المال العام. 3_ تأمين شامل على كل المصريين وإعطاء أولوية للمستشفيات التى تعالجهم.  (مشاكل الأطباء عديدة) هناك مثل شائع يقول: "باب النجار مخلع"!! فالطبيب مطلوب منه علاج المريض وهو شخصيًا يعانى مشاكل عدة.. وعن أهم "البلاوي" التى يعانى منها الدكتور.. تقول "منى مينا" تكليف الأطباء، فليست هناك قواعد محددة تحكم هذا الأمر بل فوضى رهيبة مثل أى شيء فى قطاع الصحة!! فهم يذهبون إلى أماكن نائية بلا إمكانيات حقيقية. سألتها: ولماذا لا تضغط نقابة الأطباء من أجل إلغاء التكليف؟ أجابت: هذا غير معقول أبدًا ويشبه المريض الذى يعانى ويأتى الدكتور فيقتله ويخلص منه!! إلغاء التكليف يعنى يصبح هؤلاء الأطباء الصغار عاطلين عن العمل ويخضعون للعرض والطلب! الأفضل أن نعمل على تحسين أوضاعهم وهذا ما نقوم به بالفعل. وما المشاكل التى يعانى منها حضرات الدكاترة؟ قالت: الاعتداء على الأطباء داخل أماكن عملهم أصبح ظاهرة متكررة، بالإضافة إلى خطورة العدوى التى يمكن أن تنتقل من المريض إلى الأطباء المعالجين لقلة الاحتياطات اللازمة، نظرًا لقلة الإمكانيات، وهناك مشاكل فى قلة الأدوية المطلوبة وضعف أجور الأطباء. ومن أخطر هذه المشاكل على الإطلاق كما تقول الدكتورة "منى مينا"، انسداد الأفق أمام الأطباء للتدريب واستكمال دراستهم العليا، والدكتور لا قيمة له طالما لم يحصل على الدكتوراه فهى تعادل الليسانس فى الكليات الجامعية الأخرى. ولكن ما السبب فى تلك الأزمة؟ الإجابة أن كليات الطب الحكومية يتخرج فيها سنويًا ثمانية آلاف طبيب والدراسات العليا لا تستوعب سوى نصفهم! يعنى أربعة آلاف دكتور لن يستطيعوا تكملة دراستهم سوى فى كليات الطب التى تتبع الجامعات الخاصة، وهذه تتطلب مبالغ خرافية تصل إلى 35 ألف جنيه، ولن يقدر على ذلك بالطبع إلا أولاد الأثرياء. وأخيرا أقول: إن كل تلك المشاكل بالإضافة إلى "الواسطة والكوسة" فى تعيين أبناء أساتذة الطب وإلحاقهم بآبائهم جعلت الطب ببلادنا يفقد الكثير من مكانته وسمعته الحلوة التى اشتهر بها قديما.. أليس كذلك؟
 

اجمالي القراءات 1084