قمع المعارضة أهم لدى مصر من مواجهة إسرائيل عسكريا
قمع المعارضة أهم لدى مصر من مواجهة إسرائيل عسكريا

في الأحد ٠٩ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

استبعد تسيبي برئيل، المحلل السياسي لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إقدام مصر على شن حرب ضد إسرائيل في المستقبل، كما حصل في حرب أكتوبر 1973، التي كانت آخر الحروب بين الجانبين، مبررا ذلك بانشغال الحكومة المصرية بقمع المعارضة، وأنه ليس لها مصلحة في شن تلك الحرب.
ودلل برئيل على ذلك بموقف الرئيس المصري حسني مبارك من المطالب بإعلان الحرب على إسرائيل في أوج الانتفاضة الفلسطينية الثانية في منتصف عام 2002 عندما كانت تشهد مصر مظاهرات تطالبه بإعلان للحرب ضد تل أبيب.
ففي ذلك الوقت، أكد مبارك للجماهير الملتهبة أن مصر قدمت 120 ألف ضحية من أجل الفلسطينيين، وأن أي شخص يريد الخروج لحرب إسرائيل فليفعل هذا من منطقته، ولأن تكلفة الحرب تتطلب الكثير من المال، والذي تفضل القاهرة استثماره في تحسين حال المواطن، وليس استخدامه في شن الحروب.
وأضاف برئيل "بعد ستة سنوات من ذلك وفي مايو الماضي وافق أحمد نظيف رئيس الحكومة المصرية على زيادة الميزانية الأمنية لقوات الأمن الداخلي، خشية وقوع أحداث شغب ومظاهرات بسبب ارتفاع أسعار المواد الأساسية"، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية تدرك جيدا أين يوجد التهديد الحقيقي لذا قامت بزيادة الميزانية وزارة الداخلية لـ 220 مليون دولار في عام 2008.
وعلى الجانب الآخر، أوضح المحلل الإسرائيلي أن الحكومة المصرية مستمرة في تزويد الجيش المصري وتسليحه بالسلاح الأمريكي الحديث، حيث أن عدد الطائرات (إف 16) التي تمتلكها يقارب من تلك التي تمتلكها إسرائيل، وعدد الدبابات أكبر من الموجودة عندها، لكن معظم الميزانية تأتي من أموال المساعدة الأمريكية، والتي قال إنه بدونها سيصعب على القاهرة أن تجد بدائل للتمويل.
ويؤكد أن "الخبراء الإسرائيليين المعنيين بمتابعة التسليح المصري غير قلقين من عدد الأسلحة وإنما من قدرات الجيش المصري، بحسب ما نقل عن باحث استخباري.
يأتي هذا في الوقت الذي يبدي فيه إسرائيليون قلقهم من تحسين قدرات الجيش المصري خصوصا أن "البنتاجون" ليس لديه أي معيار لفحص تلك القدرات، ومنذ عامين صرخ السناتور توم لانتوس، قائلا إن ميزانية الجيش المصري تعمل مثل الطيار الأوتوماتيكي دون وجود فحوص لمعرفة مدى فائدته للجيش المصري.
وأشار إلى الأنباء التي ترددت منذ حوالي أسبوعين عن قيام عاموس جلعاد نائب وزارة الدفاع الإسرائيلية بإبلاغ اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية اعتراض تل أبيب على المناورات البحرية الكبيرة التي أجرتها مصر وسميت باسم (نصر 41)، وذلك بمناسبة الذكرى الـ 41 لغرق المدمرة الإسرائيلية إيلات.
لكن هذا الاعتراض ليس جديدا، كما يقول، فالمناورات الكبرى التي أجرتها مصر خلال السنوات الماضية كانت تحمل أسماء تلمح إلى حرب ضد تل أبيب مثل (بدر 96)، وذلك تخليدا لذكرى بدر 73 وعبور قناة السويس على يد القوات المصرية أو مناورة (جبل فرعون) عام 1998، التي حاكت حربا ضد الجيش الإسرائيلي في سيناء.
على الرغم من ذلك يقول المحلل الإسرائيلي إن الحرب ليست مسألة أسماء ورموز، كما ينقل عن خبير بمركز الدراسات الاستراتيجية بـ "الأهرام"؛ فالأمر يتطلب وجود دافع لشن الحرب وليس القدرة على شنها، فمصر لم تخرج لحرب 1973، حينما تبين للجميع أنها لا تملك قدرة لشنها، كذلك حاربت سوريا إسرائيل عندما بدا أن قوتها غير كافية لشن الحرب، واليوم لا يوجد دافع لمصر لشن حرب ضد تل أبيب أو تجاه أي دولة أخرى.
واستبعد أن تقوم مصر تحت قيادة مبارك بالخروج للحرب ضد إسرائيل لتحقيق أهداف الآخرين، لافتا إلى أنه إبان الفترات الصعبة جدا سواء حرب لبنان أو الانتفاضة اكتفى الرئيس مبارك بإعادة السفير المصري من تل أبيب، وعندما قامت "حماس" بهدم الجدار بين غزة وسيناء كانت القوات المصرية هي التي أطلقت النار على الفلسطينيين.
وانتهى المحلل الإسرائيلي إلى وصف مصر بأنها "ستظل على ما يبدو هي كيس الرمل الذي يمارس عليه أفيجدور ليبرمان (زعيم حزب "إسرائيل بيتنا") الملاكمة، ومشاكلها الساخنة أكير من أن تشن حربا مع إسرائيل"، على حد قوله.

اجمالي القراءات 1910