أستاذ الفقه: أدعو «السيسى» للتدخل لإنقاذ الأزهر.. والوضع لا يُرضى أحداً

في الجمعة ١٤ - أكتوبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

دعا الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، الرئيس عبدالفتاح السيسى للتدخل لإنقاذ الأزهر، واصفاً الوضع داخله بأنه «مأساوى ولا يُرضى أحداً». وأوضح «كريمة»، خلال حواره مع «الوطن»، أن المشيخة تسعى لتسييس الدين لمصالح شخصية، وأن من بين صانعى القرار داخلها «إخوان» و«سلفية»، معتبراً أن مواقف القيادات بمثابة «ترخيص معيب للأزهر».. وإلى نص الحوار:

■ كيف تابعت الزيارة الأخيرة لوفد الأزهر إلى السعودية بعد أزمة «مؤتمر الشيشان»؟

- ما يحدث الآن من قيادات المشيخة مزايدة رخيصة لاسترضاء من لا يرضون عن الأزهر، وأقصد هنا السلفية الوهابية، وهو ما لا يليق أن يصدر من قيادات المشيخة. والوفد الذى زار السعودية بقيادة عباس شومان، وكيل الأزهر، قال إنه يسعى للتعاون بين المشيخة والسعودية، مع علم تلك القيادات أن المسافة شاسعة بين الأزهر الأشعرى المنهج وبين السلفية الوهابية، وهو ما أراه تسييساً مرفوضاً للدين لمصالح شخصية، ثم إنه كيف يذهب الأزهر لهم بدلاً من أن يحضروا هم له، فهذا «تُّرخيص» للأزهر. وهناك تناقضات عديدة فى تصريحات الدكتور عباس شومان، منها أن الأزهر ليس له علاقة بمؤتمر الشيشان، فكيف ذلك، والأزهر قال إن الإمام الأكبر ترأس المؤتمر وقاده، وكان عليهم ألا يتراجعوا عن المؤتمر حتى لو تورطوا فيه، فمن العيب أن تتراجع المشيخة عن مواقفها، وكان الأحرى بها بدلاً من التراجع الرد على أستاذ الفقه بجامعة أم القرى الذى قال إن «أهل مصر أهل البدع».

«كريمة»: المشيخة تسعى لتسييس الدين «والإخوان» و«السلفية» من صناع القرار بها

■ هل هناك شواهد قديمة على ما تقول؟

- مشيخة الأزهر داهنت المعزول محمد مرسى، فلأول مرة فى تاريخ الأزهر يتم استقبال حافل لمرشدى الإخوان مهدى عاكف ومحمد بديع، من قبل شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، ووكيل الأزهر الشيخ عباس شومان معروف بمجاملته الفجة للإخوان على منابر التجمع الخامس، وهذا موثق، ثم يدعى الآن أن الإخوان يكرهونه، و«شومان» أرسل برقيات تهنئة لمدير الصرف الصحى بأبوظبى ومدير تعليم دبى، بالإضافة لنعيه المتواصل لقتلى السعودية والإمارات باليمن، بينما صمت عن قتل 120 مدنياً يمنياً وجرح أكثر من 500 شخص فى واجب عزاء، فهل دماء المدنيين اليمنيين لا تساوى قتلى السعودية والإمارات الذين يتوالى نعيهم من جانب المشيخة، ومرة أخرى فهذا ترخص غير مسبوق فى تاريخ الأزهر، ومعيب ومُشين له، وتذبذب لا يليق، ولكن العيب هنا ليس على قيادات الأزهر بل على الأجهزة الرقابية التى أوكلت الأمور لغير أهلها.

■ وما الحل لتلك الأزمة؟

- الحل فى يد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأدعوه للتدخل لإنقاذ الأزهر، والوضع المأساوى بالمشيخة لا يُرضى أحداً.

قيادات «المشيخة» داهنت «مرسى وجماعته» وموقفهم يسىء للمؤسسة

■ هل لديك عداء مع قيادات السعودية؟

- إطلاقاًَ، فأنا وقفت معهم فى أزمة تيران وصنافير، وما صدر على لسانى بخصوص قتلى المملكة باليمن لم يكن صحيحاً.

■ هل هناك خطر على الأزهر من التقارب مع السلفيين؟

- للأسف هناك اختراق من جانب الإخوان والسلفية لمشيخة الأزهر، وهذا باعتراف الدكتور محيى الدين عفيفى، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، الذى قال إن الأزهر مخترق من الإخوان والسلفية، وهذا منشور وموثق. وأنا أؤكد أن الإخوان والسلفيين من بين صناع قرار بالمشيخة، وبخصوص الخطر على الأزهر من التقارب مع السلفيين فهو معروف، فالفكر الوهابى المتسلف يكفر الأزهر ويقول إنه أشعرى العقيدة وفاسد، ويكفر الصوفية والتبليغ والدعوة وكذلك الشيعة، ولا يوجد مسلم على وجه الأرض إلا وكفره الوهابية، وفكر أسامة بن لادن وأبومصعب الزرقاوى والملا عمر كلهم سلفى وهابى، والقاعدة وطالبان والدواعش يحملون أيضاً الفكر الوهابى السلفى، ثم إنه أليس ياسر برهامى، المعادى للمسيحيين والمهدر لوصاية النبى بالإحسان إليهم سلفى وهابى، وكذلك حزب النور ودعوته لتسليح المعارضة السورية. وكل تلك شواهد تؤكد خطورة التقارب مع الفكر السلفى البعيد عن فكر أهل السنة والجماعة.

اجمالي القراءات 2994