13 أغنية من «الزمن الجميل» قد لا تعرف قصصها

في الإثنين ١٩ - سبتمبر - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

هناك الكثير من الأغاني التي لا يزال الجمهور يرددها حتى الآن، ويستمع إليها من وقتٍ لآخر، وعلى الرغم من مرور سنوات طويلة على ميلاد هذه الأغاني لكنَّها لا تزال عالقةً في ذهن الجمهور. لكن هل سألت نفسك يومًا كيف جاءت هذه الأغاني التي نستمع إليها دائمًا؟ وهل هناك قصة وراء وجود هذه الأغاني، حتى تظل عالقة في الذاكرة حتى الآن أم أنها جاءت بمحض الصدفة؟ لتكون القصة وراء هذه الأغاني هي الصدفة.

«سألوني الناس» قصة أغنية أبكت «فيروز»

تعود القصة وراء الأغنية إلى عام 1972 عندما أصيب عاصي الرحباني بنزيف في المخ مما تسبب في دخوله المستشفى، فيقرر أخوه منصور الرحباني كتابة أغنية لفيروز؛ لكى تعبر فيها عن حزنها لغياب زوجها عاصي فكانت أغنية «سألوني الناس»، ليقوم الابن زياد الرحباني بتلحين الأغنية، وكان يبلغ من العمر وقتها 17 عامًا، لتغنيها فيروز في مسرحية المحطة التي كانت تقوم بتمثيلها في ذلك الوقت.

جزء من أغنية سألوني الناس على العود تغنيها فيروز

لكن بعد شفاء عاصي يقرر إلغاء الأغنية من المسرحية، لأنه رأى أنهم تاجروا بمرضه، لكنه يتراجع بعد ذلك بسبب تحقيق الأغنية نجاحًا كبيرًا، لم تنته قصة الأغنية بعد لتمر الأعوام وتغنيها فيروز مرة أخرى، لكن هذه المرة بدون عاصي؛ إذ رحل في يونيو (حزيران) 1986، وعند مقطع «لأول مرة ما منكون سوا» تبكي فيروز على المسرح، ولم تستطع تكملة الغناء.

«يا رايحين للنبي الغالي» بديل عدم ذهاب «ليلى مراد» للحج

في أثناء تصوير فيلم ليلى بنت الأكابر تتطلع «ليلى مراد» إلى الذهاب إلى مكة لأداء فريضة الحج، وتطلب من هيئة الإنتاج أجازة لأداء الفريضة، وتكملة تصوير الفيلم بعد عودتها من الحج؛ لكن هيئة الإنتاج في الفيلم ترفض ذلك، لأن انقطاعها عن التصوير سيسبب خسائر مادية كبيرة، فتوافق ليلى على تكملة تصوير الفيلم.

لكنها تفكر في طريقة لتعوض بها ذهابها للحج، فتطلب من الكاتب والشاعر أبوالسعود الإبيارى كتابة أغنية تودع بها المسافرين لأداء فريضة الحج، فيوافق ويكتب أغنية «يا رايحين للنبي الغالي»، ليقوم بتلحينها رياض السنباطى لتصبح من أجمل وأشهر أغاني الحج حتى الآن.

هل كانت قصيدة «لا تكذبي» لنجاة حقًا؟

يقال أن سبب كتابة الشاعر كامل الشناوي لهذه القصيدة عندما أبلغتهُ شقيقتها الفنانة «سعاد حسني» بأن نجاة تحب شخصًا آخر، يقال إنها تزوجت هذا الشخص بعد ذلك، وفي رواية أخرى أن نجاة فضَّلت الأديب «يوسف إدريس» على كامل، لكن نجاة نفت هذه الأمر أكثر من مرة، وقالت إنها لم تكن على علاقة بيوسف إدريس.

في مقال لـ«طارق الشناوي» على موقع «الشرق الأوسط» ذكر أن الكاتب «مصطفى أمين» أشار في مقالٍ له في جريدة «أخبار اليوم» وكان يتحدث عن كامل الشناوي، «بأنه كان شاهد عيان على ولادة قصيدة «لا تكذبي»، وأن نجاة هي المقصودة، وأن كامل أسمعها القصيدة بالتليفون، وكان مصطفى يتلصص على المكالمة واستمع إلى نجاة، وهي تطلب منه أن تغني القصيدة ربما لتنفي أنها المقصودة»، يذكر أن نجاة أقامت دعوى قضائية ضد «مصطفي أمين» بسبب هذا المقال، لكنها خسرت القضية لأن أمين لم يذكر الاسم صراحة بل أشار فقط، ليظل السبب مجهولًا حتى الآن، هل كتب كامل الشناوي قصيدة «لا تكذبي» بسبب حبه للمطربة نجاة أم هناك امرأة أخرى أحبها كتب فيها هذه القصيدة؟ هذا السؤال الذي لا يعرف أحد إجابته الحقيقية حتى الآن.

قصص ألحان الأغاني كانت رسائل «بليغ حمدي» لـ«وردة»

تعد قصة الحب التي جمعت بين الملحن «بليغ حمدي»، و «وردة» من أشهر قصص الحب في الوسط الفني التي توجت بزواج ظل لمدة ست سنوات، وانتهت بالانفصال في النهاية، في خلال فترة قبل الارتباط والانفصال كان يعبر بليغ عن حبِّهِ لوردة عن طريق تلحين الأغاني، ولعل من أبرز هذه الأغاني هي أغنية «بعيد عنك حياتي عذاب»، ووقتها قالت له أم كلثوم «تعالى يا واد.. هو أنت صحيح عملتني كوبري علشان تبعت من خلالى رسالة للبنت اللي بتحبها»، وكانت تقصد بذلك أغنية «بعيد عنك حياتي عذاب».

ومن ألحان الأغاني أيضًا التي كانت رسائل بليغ لوردة، هي أغاني «أنا بعشقك»، و«الحب اللي كان»، و«فاتت سنة»، من غناء المطربة «ميادة»، وأغنية «آه يا أسمراني اللون» من غناء المطربة «شادية»، وكانت النهاية بأغنية بودعك، من كلمات وألحان بليغ، لكي تغنيها وردة بعد ذلك، وقد أرسلها لها بعد نفيه خارج مصر بسبب قضية المطربة التي اتهم بقتلها.

«قارئة الفنجان» تخلِّد قصة حب «العندليب» و«السندريلا»

في أثناء زيارة «نزار قباني» للندن في عام 1966 بعد أن قدم استقالته من العمل الدبلوماسي في سوريا، وقرر التفرغ للأدب والشعر، التقى بـ«سعاد حسني» هناك وتحدثت معه عن علاقتها بـ«عبدالحليم حافظ» وتهديد صفوت الشريف لها في حالة زواجها منهُ، ووقتها قرر نزار أن يكتب قصيدة يخلد بها قصة الحب هذه فكانت قصيدة «قارئة الفنجان»، وطلب نزار من سعاد بعد ذلك الابتعاد عن حليم لكي تضمن أمنه وسلامته، وبالفعل نفَّذت سعاد هذا الكلام.

بعد ذلك عرض نزار القصيدة على حليم ليغنيها، وبكى حليم بشدَّة عند مقطع القصيدة الذي يقول «يا ولدي قد مات شهيدًا من مات على دين المحبوب»، وتغيَّر هذا المقطع ليصبح «من مات فداء للمحبوب» بالإضافة إلى حذف مقطع من «فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود، والقصر كبير يا ولدي وكلاب تحرسُهُ وجنود» فقد حذف و«كلاب تحرسه وجنود» خوفًا من ثورة صفوت الشريف وأتباعه عليه، وقام بغناء هذه الأغنية في أعياد الربيع في عام 1976، ومُنِعَ نزار قباني من دخول مصر لفترة طويلة بسبب هذه الأغنية.

«يا ليلة العيد آنستينا» قصة أغنية كان السبب بها أحد البائعين

كانت «أم كلثوم» ذاهبة إلى الإذاعة ليلة عيد الأضحى لغناء أغنية «طاب النسيم العليل»، وقبل دخولها لمبنى الإذاعة سمعت أحد البائعين ينادي على بضاعته ويقول «يا ليلة العيد آنستينا»، وفي هذا اليوم وجدت الشيخ زكريا أحمد والشاعر «بيرم التونسي» وطلبت منهم كتابة وتلحين أغنية على نفس طريقة هذا المطلع، التي كان يغنيه البائع ويبدأ بيرم بالكتابة وزكريا بالتلحين، ليعود التعب لبيرم أثناء كتابة الكلمات ليغادر الإذاعة، ويأتي بعده «أحمد رامي»، إذ كان قادمًا لتهنئة أم كلثوم بالعيد لتقول له «جيت في وقتك»، ليكمل رامي كتابة الأغنية وتحفظها أم كلثوم، وتتم إذاعتها ليلة عيد الأضحى في عام 1937.

يذكر أن هذه الأغنية قام بتلحينها «رياض السنباطي» مرة ثانية، وغنتها أم كلثوم في عام 1939 على ملعب «مختار التتش» بالنادى الأهلى، وحضر الملك فاروق الحفلة، وقد نال المقطع الذي يقول «يعيش فاروق ويتهنى ونحيى له ليالي العيد الليلة عيد على الدنيا سعيد.. عز وتمجيد ليك يا مليكي»، إعجاب وتصفيق حاد من الجمهور.

«زوروني كل سنة مرة» قصة أغنية كتبت على فراش المرض

كاتب هذه الأغنية هو الشيخ محمد يونس القاضي، ويحكى السبب في ميلاد هذه الأغنية بأنه مرض في يوم من الأيام مرضًا شديدًا، وقام بزيارته كل الأصدقاء والأهل، ولكن كانت المفاجأة هي زيارة شقيقته التي كان بينه وبينها نزاع وخصام وصل إلى التقاضي في المحاكم بسبب الميراث، فبسبب هذه الزيارة تمت المصالحة بينهما، وتنازل كلٌّ منهما عن القضايا التي رفعها على الآخر، فأوحى هذا الأمر ليونس كتابة أغنية «زورني كل سنة مرة»، ليقوم بتلحينها «سيد درويش» ويغنيها المطرب حامد مرسي، لكن الأغنية نالت الشهرة الأكبر بصوت فيروز.

ثلاثة شباب وراء أغنية «وحدن»

تعود القصة وراء كتابة هذه القصيدة إلى الشاعر اللبناني طلال حيدر، الذي كان معتادًا على تناول قهوته الصباحية في إحدى غرف المنزل الذي كان يعيش فيه، وكان يقع على غابة، وكان يرى في هذا الوقت من كل يوم خروج «ثلاثة شباب» كانوا يلقونَ عليه السلام، وفي إحدى المرات أثناء تناوله القهوة انتظر خروج الشباب الثلاثة لكنهم لم يخرجوا، ليطالع الصحف في اليوم التالي ويكتشف أن الشباب الثلاثة هم فلسطينيون قاموا بعملية فدائية ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويكتب هذه القصيدة في هؤلاء الشباب وتغنيها فيروز بعد ذلك.

حادثة دنشواي وسر أغنية «قولوا لعين الشمس ما تحماشي»

بعد حادثة دنشواي بمصر، والتي حكم فيها بالإعدام على أربعة من أهالي دنشواي، بالإضافة إلى إعادة قانون المطبوعات 1909، والذي أدى إلى تقييد حرية الصحافة، وبسبب الظلم الذي يحدث في البلاد يقوم الشاب إبراهيم ناصف الورادني بقتل رئيس الوزراء بطرس غالي، ويعترف بذلك أمام المحكمة، فيُحكم عليهِ بالإعدام شنقًا، ويلجأ بعض المحامين إلى الطعن في الحكم لكن يُقابل بالرفض، وينفذ حكم الإعدام ليخرج الشعب، في يوم تنفيذ الحكم ويقوموا بغناء الموال، والذي لا يزال جزءًا من التراث العربي وهو:

قولوا لعين الشمس ما تحماشي

أحسن غزال البر صابح ماشي

ومن هذا الموال يقال أن مجدي نجيب قام بكتابة هذه الأغنية «قولوا لعين الشمس ما تحماشي»، ليلحنها «بليغ حمدي» وتغنيها «شادية».

يا قلبك الخواف» محمد عبده

الأغنية من كلمات الشاعر بدر بن عبد المحسن ومن غناء المطرب «محمد عبده»، تعود قصة الأغنية إلى صديق الشاعر بدر، إذ كان له صديق قد أحب فتاةً، ولكن حالت الظروف دون أن يتزوَّجَ منها، فيسافر إلى أمريكا لكي ينسى الأمر، وفي أثناء زيارته لعائلته في جنيف، يرى حبيبته بالصدفة، لكنَّهُ لا يستطيع أن يتحدث معها لأنها أصبحت متزوجة، فيتركها وبعد يومين يجد رسالة منها في الفندق، تقول فيها بأنها سوف تتحدث معه عبر الهاتف اليوم، وبالفعل تتصل وتخبره بأنها تريد أن تقابلهُ، ويوافق وعندما يأتي ميعاد المقابلة يرفض الذهاب، حتى لا يتعلَّق بأملٍ سيزول كما حدث في الماضي، فيحكي لصديقه بدر هذه القصة لتكون السبب في وجود أغنية «يا قلبك الخواف».

من داخل سجن الواحات جاءت أغنية «الليلة يا سمرا»

في عام 1962 تصدر الأوامر بتكدير المعتقلين السياسيين الموجودين في سجن الواحات، وكان من بين هؤلاء المعتقلين الشاعر «فؤاد حداد» والملحِّن «أحمد منيب»، والمطرب محمد حمام والمناضل السياسي زكي مراد، وبسبب الظلم الذي تعرضوا لهُ لم يجدوا شيئًا أفضل من الفن للتعبير عن هذا الظلم فكتب حداد أغنية «الليلة يا سمرا»، ويلحنها منيب ويغنيها محمد حمام، ليصبح الفن هو الطريقة الوحيدة للتعبير عن الظلم والدعوة للحرية، يشار أن هذه الأغنية قام بغنائها بعد ذلك المطرب «محمد منير» ضمن ألبوم شبابيك.

==

الرابط  لمشاهدة الأغانى التى لم يسمح موقع ساسه بنشرها

http://www.sasapost.com/stories-music/

اجمالي القراءات 2831