السلام عليكم ورحمة الله
جاء ذكر الفاحشه فى القرآن 13 مرة
آل عمران 135 النساء 15,19,22,25—الأعراف 80 ,28—النور 19—النمل 54—العنكبوت 28—الطلاق 1—الأحزاب 30—الإسراء 32—وتلك بعضها
{ {وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ }الأعراف80
{إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلََمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }النور19
{وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً }الإسراء3
وجائت ذكر الفاحشه فى القرآن بمعنى الزنا والشذوذ بين الرجال والسحاق بين النساء كما سيأتى بعد
الزانى والزانيةتحدث القرآن عنهم وعن عقوبتهم ( مئة جلدة ) فى سورة النور
{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ }النور2
عقوبة متساوية للذكر والأنثىذلك أن الجريمة من الإثنين واحدة فى الفعل والنتائج المترتبة علية من تعدى لحدود الله وظلم لأطراف أخرى وإعتداء على حرماتهم( أزواج الطرفين) وكذلك ما ينتج عن تلك الجريمة من أطفال وما يقع عليهم من ظلم وما يتفشى فى المجتمع من فساد إذا شاعت تلك الفاحشة فية
أما فى سورة النساء نقرأ قوله سبحانة وتعالى
{وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ فَاسْتَشْهِدُواْ عَلَيْهِنَّ أَرْبَعةً مِّنكُمْ فَإِن شَهِدُواْ فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىَ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللّهُ لَهُنَّ سَبِيلاً }النساء15
وبعدها مباشرة فى نفس السياق والموضوع {وَاللَّذَانَ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ تَوَّاباً رَّحِيماً }النساء16 وهذا التتابع فى كلمة ( هاء) يأتيانها فى هذا الموضع والسياق أعتقد أنة يدل على أن الفاحشتين المنسوبتين للنساء دون الرجال (( من نساؤكم)) آية 15 وللرجال لوجود (( اللذان)) الذى يدل على أن المقصودهم الرجال من دون النساء فى الآية16 تدل ( ها) أن الفاحشتين من جنس واحد وهو الشذوذ( المثليه) ( اللواط للرجال والسحاق بالنسبة للنساء) ويذكر هنا أن تسمية القرآن للإثنتين((( فاحشة))) ولم يرد فى القرآن مطلقا تسمية لشذوذ الرجال [انة لواط] ولكن تلك التسميه المسئول عنها المسلمون وشوهو بذلك إسم نبى من أنبياء الله ( لوط علية السلام) ظلما وبهتانا كما لم يذكر تسمية ( السحاق ) بالنسبة للنساء ولكنها أيضا مصطلحات بشرية تدل على تلك الفاحشة
وأعتقد أن الفاحشة المذكورة فى سورة النساء 15,16 الشذوذ عند ( الذكر والأنثى)
ويؤيد ذلك أن الشهلدة المطلوبه عند إتمامها تكون عقوبتها الجلد إذا قلنا بأن المقصود ب(وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ) هى فاحشة الزنى بين رجل وأمرأة وعدم تقرير سورة النساء بالجاد المقرر فى سورة النورعقوبة للاتى يأتين الفاحشة يؤكد على أنها فاحشة غير الزنى وهى السحاق ولا أظن ان الشهادة المطلوبه هنا شهادة سماع ولكن اللفظ ( فأستشهدوا) ومصدرة( شهد)يقصد مشاهدة العين فإن حدثت مشاهدة العين فما الذى أسقط عقوبة الجلد إن كانت الفاحشة المذكورة فى سورة النساء ( الزنى بين الرجل والمراة)
و لنتدبر تلك الآيات {لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }النساء148 أليس التقول على إحدى النساء بأنها مدمنة للفاحشة ( الزنى) جهر بالسوء من القول الذى لا يحبة الله وإستثنت الآية من ظلم بضم الظاء ويكون هنا الزوج الذى شرع الله اللعان الآيات 4الى9 من سورة النور
ويقول سبحانه
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ }الحجرات12
اليست الشبهات حول أحدى النساء ( ظن) مالم تكن هناك شهادة بالعين من أربعة شهود وقد أمر الله بإجتناب الظن لأن بعضة إثم وأمر سبحانة وتعالى فى نفس الآية بعدم التجسس والغيبةوشيهها بأكل لحم الأخ ميتا ألا يكون طلب شهادة بعضهم على تلك المشبوهه وتكليفه بتتبعها تجسس
وهذة الشبهات التى تؤدى الى تتبع والتجسس على إحداهن اليس حكمها طالما لم يكن عليها شهادة الأربعة شهود ما جاء فى الآية 6 من سورة الحجرات
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }الحجرات6
ويكون بذلك حكم من يلقى بهذة الشبهات بلا من أن يأتى بالشهود إمتثالا لأمر خالقة فى قولة سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }المائدة8
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقَيراً فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً }النساء135
وإذا لم يمتثل لأمر الله يكون ملعونا من الله فى الدنيا والآخرة :
{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور23
ويقام عليهم عقوبة رمى المحصنات :
{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور4
وعنما ذكر حكم الذين يرمون المحصنات وعقوبتهم فى سورة النور الآيات من 11الى 19 وتقرر الآية 19 التى جاءت تؤكد على أن الذين يرمون المحصنات هم من يريدون أن تشيع الفاحشة بين المؤ منين {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }النور19
ونعود الى الفاحشة المذكورة فى سورة النساء ونلاحظ إختلاف العقوبة بالنسبة للنوعين
النساء ( الإمساك فى البيوت أى الحبس ) حتى الموت أو إلى أن يجعل الله لهن سبيلا
وللرجال ( الأذى) حتى التوبة والإقلاع عن تلك الفاحشة والإصلاح
وكذلك إختلاف وجود شرط الشهود بالنسبة للنساء وعدم وجودة فى حال شذوذ الرجال
وكذلك إختلاف ذكر شرط التوبة والإصلاح مع الرجال وعدم ذكرهما مع النساء
وإذا تدبرنا تلك الإختلافات الثلاثةنجد أن
إختلاف العقوبة منطقيا لإختلاف النوعين ( ذكر وأنثى) فى طبيعتهما ووظيفتهما فى الحياة البشرية وكيفية وتأثير فاحشة كل منهما وكيفية شيوعها وإنتشارها كل تلك الأمور مختلفه لكل من النوعين ( الذكر والأنثى)
أما وجود شرط الشهود بالنسبة للنساء وعدم وجوده مع شذوذ الرجال أعتقد أن لة اسبابه ومنها
- أن النساءعادة هم الأضعف وشرط الشهود حماية لهذا الضعف أمام عنت الرجال بما أعطاهم الله من قوامة على النساء
- وكذلك لأن عقوبة النساء المذكورة والمغايرة لعقوبة الرجال أشد وأغلظ فلزم لتطبيقها التثبت بالشهود وهذا التغليظ فى عقوبة النساء ليس جور أو ظلم للنساء ( حاش لله) سبحانه وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ولكن ذلك لعظم تأثير شذوذ النساء على المجتمع والأسرة المسلمة
- وسبب آخر أن إعتراف الرجل الشاذ بشذوذه يكون عادة ضمن مكونات شذوذه وهناك إشارة لإعلا ن الرجال عن شذوذهم وعدم التحرج من ذلك فى قصة قوم لوط وتبجحهم ومجاهرتهم بالفاحشة عكس طبيعة الأنثى التى لا تعترف بشذوذها إلا بصعوبة بالغة وفى حالات نادرة جدا
- أما عن ذكر التوبة بالنسبة للرجال ذلك أن تلك التوبة تكون موجبة لحق الذكر فى كف الأذى عنة وإيقاف العقوبة وليس معنى ذلك أنة ليس هناك توبة للنساء لأن الله يأمر فى محكم آياته جميع العصاة من البشر( رجالا ونساء) بالتوبة وعدم ذكر التوبة مع فاحشة النساء فى الآية 15أن توبتهن لا يترتب عليها حكم فى موضوع العقوبة ( مثل إعطائهم حرية الخروج من البيوت ) ولكن توبتهم تكون بينهم وبين الله سبحانه وتعالى ويجعل لهن الله إن شاء بعد سبيلا و التوبة المذكورة فى شذوذ الرجال والتى تشترط لكف الأذى عنهم هى إلإقلا ع التام عن تلك الفاحشة ويعلم بضم الياء عنهم كما علم عنهم إتيانها من قبل
- ولا يقصد هنا التوبة القلبية لأن توبة القلب بين العبد وخالقه لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ويتوقف شرط التوبة لكف الأذى عن الشواذ من الرجال على سلوكهم المنظور والمعلوم للمجتمع وليس ما تخفى صدورهم لأن تلك لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى
نسأل الله الهداية لنا ولجميع المؤ منين المخلصين