احتجاج ألبان الأطفال يكشف إلى أي مدى تتسبب إجراءات التقشف، التي تستهدف مداواة موازنة الدولة، في ضربة قاسية لعامة المصريين".
جاء ذلك في سياق تقرير بوكالة أسوشيتد برس" تعليقا على المظاهرة التي اندلعت الخميس ضد النقص الشديد في عبوات ألبان الأطفال المدعمة.
وإلى نص التقرير
حاملين على أكتافهن أطفالا يجهشون بالبكاء، تظاهرت العشرات من الأمهات المصريات الخميس على طريق رئيسي بالقاهرة، وأغلقن حركة المرور استنكارا للنقص الحاد في ألبان الأطفال المدعمة.
الاحتجاج يكشف إلى أي مدى تتسبب إجراءات التشقف التي تستهدف مداواة موازنة الدولة في ضربة قاسية لعامة المصريين.
وفي وقت سابق من الشهر الماضي، أعلن صندوق النقد الدولي عن موافقة مبدئية على قرض 12 مليار دولار لمصر على ثلاث سنوات.
التفاصيل لم تنشر بعد، لكن قطع الدعوم وفرض ضرائب جديدة يعتقد أنها جزء من برنامج الحكومة الإصلاحي الضروري لتأمين القرض الذي ما زال يحتاج موافقة مجلس إدارة صندوق النقد.
الصفقة تستهدف المساعدة في استقرار عملة مصر المتهاوية، وتقليل عجز الموازنة، والدين الحكومي، وتعزيز النمو، وخلق وظائف، لكن قطع الدعم يرتبط بتاريخ من تأجيج الاضطرابات في مصر.
وفي مظاهرة الساحل بشرق القاهرة، انفجرت بعض الأمهات بالبكاء بينما كن يعرضن للصحفيين "بزازات" الأطفال الخاوية.
ووقفت الأمهات ساعات في الشمس دون حماية من الأشعة المحرقة.
وانتشرت قوات الأمن المركزي بهرواتهم لإعادة فتح الطريق لكنهم لم يجبروا المحتجات على إنهاء المظاهرة التي أقيمت أمام الشركة المصرية لتجارة الأدوية بشرق القاهرة.
ويظهر مقطع فيديو إحدى الأمهات وهي تصرخ في رجال الشرطة: “نحن لا نتحدث عن طماطم أو طعام أو شراب، لكن الأمر يتعلق بألبان الأطفال".
محمود فؤاد المسؤول بالمركز المصري لحماية حق الدواء ذكر أن هذه المرة الأولى التي تخفض فيها مصر دعوم ألبان الأطفال.
وتابع: “إنها المرة الأولى كذلك التي تتظاهر فيها الأمهات في الشوارع من أجل طعام أولادهن".
وارتفعت أسعار معلبات لبن الأطفال بنسبة 40 %، وأعلنت وزارة الصحة أنه بدءا من الشهر الجاري، ستصدر السلطات بطاقات للأمهات اللاتي تنطبق عليهن شروطا معينة تجعلهن مستحقات للبن المدعم، مثل حالات وجود توائم، أو العمل لأكثر من 7 ساعات يوميا، أو سجلات طبية تفيد بفقر أوضاعهن الصحية.
مراكز توزيع ألبان الأطفال التابعة لوزراة الصحة تبلغ نحو 1000 على مستوى الجمهورية، لكن ليس واضحا بعد أسباب عجز الكمية.
وزير الصحة أحمد راضي نوه في بيان له الخميس إلى أن الإجراءات الحكومية من شأنها أن تنظم توزيع ألبان الأطفال بحيث يذهب إلى الفئة الأكثر احتياجا له.
وأعلنت الوزارة أنها وفرت نحو 18 مليون عبوة ألبان أطفال بتكلفة 450 مليون جنيه.