الحزب الحاكم بمصر يعقد مؤتمره وسط اتهامات وتحديات

في الجمعة ٣١ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

يأتي عقد المؤتمر السنوي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بمصر السبت وسط قيام قوى سياسية ونشطاء إنترنت بعقد مؤتمرات مضادة لاستعراض "التردي المعيشي للبلاد في ظل قيادة الحزب، وتأكيد معارضين أن المواطنين البسطاء فقدوا ثقتهم في قدرة الحزب على إصلاح التردي المعيشي والسياسي".

ويأتي المؤتمر الذي تحول إلى موسم لتبادل الاتهامات بين الحكومة والمعارضة وسط تحليلات تفيد بأنه فقد زخمه الذي انطلق به قبل خمس سنوات، ووسط تحديات كبيرة هذا العام مع اشتداد الأزمة المالية العالمية وتأثيرها على الأوضاع الاقتصادية المتردية أصلا في مصر.

وينطلق المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، يناقش خلالها حزمة قضايا، أهمها تأثير الأزمة المالية على الاقتصاد المصري، والنظام الانتخابي الجديد المقرر تطبيقه في انتخابات 2010، إضافة إلى القضايا التقليدية كالتعليم والتنمية والبطالة والإسكان.

مؤتمر مواز
ومن جهتها أعلنت قوى سياسية ونشطاء إنترنت معارضون تنظيم مؤتمرات متزامنة مع مؤتمر الحزب، لاستعراض "التردي المعيشي للبلاد في ظل قيادة الحزب"، وللمطالبة "بإقالة الحكومة، ومحاسبة المسؤولين عن القصور الحكومي في قطاعات الدولة المختلفة".


ماجد الشربيني (الجزيرة نت)
وقال المستشار ماجد الشربيني أمين العضوية بالحزب الوطني للجزيرة نت إن الحزب يرحب بأي مؤتمرات متزامنة "تطرح بجدية المشكلات وتقدم أفكارا لحل المشكلات، لا أن تكون مؤتمرات لمهاجمة الحزب فقط، ومحاولة الشوشرة على مؤتمره". وأضاف "نحن سعداء بأي قوى أخرى شرعية على الساحة".

وأشار الشربيني إلى تراجع التركيز الإعلامي المعتاد على شخص جمال مبارك نجل الرئيس المصري والأمين العام المساعد للحزب، والحديث الذي يتزامن مع انعقاد مؤتمر الحزب سنويا، حول إعداده لمنصب سياسي أرفع تمهيدا لتوريثه الحكم.

واعتبر أن المعارضة هي التي اختلقت قصة التوريث، وهي التي تخلت عنها تدريجيا، لأنها أدركت من خلال الأعوام الماضية، أن هناك عملا مؤسسيا يدور داخل الحزب وأن لا مجال للقرارات الفردية أو الفجائية".

ثقة مفقودة
لكن مسؤول المكتب السياسي للإخوان المسلمين الدكتور عصام العريان قال إن المواطن المصري البسيط، لا يهتم بمؤتمر الحزب ولا بنتائجه "لأنهم فقدوا الثقة بقدرة رجال الحزب على إصلاح التردي المعيشي والسياسي الحادث".


وأضاف للجزيرة نت "ليس فقط البسطاء، بل الآلاف من أعضاء الحزب في النجوع والقرى لا يتابعون مؤتمرهم ولا يهتمون به، لأن المؤتمر لا يهم إلا أصحاب المصالح من النخبة السياسية من أعضاء الحزب الذين استولوا عليه لحساباتهم الشخصية".

وتابع بقوله "رغم قناعتي بأن إصلاح الحياة السياسية بمصر يبدأ بإصلاح الحزب الوطني، إلا أن الأمل بهذا تبخر خلال السنوات الخمس الماضية، لإصرار قادة الحزب على الاحتفاظ بالسلطة على حساب الإصلاح السياسي، لدرجة أنهم يحاربون دعاة الإصلاح داخل الحزب ومنهم من تركه وأسس أحزابا جديدة".

وحول تنظيم قوى المعارضة لمؤتمرات موازية لمؤتمر الحزب الحاكم، قال القيادي الإخواني "لا نريد أن يكون أداء الحركة السياسية رد فعل لما يفعله الحزب الوطني، يجب أن يكون لنا مبادرات، ويجب أن تلتقي المعارضة جميعها على أجندة تحقق الإصلاح السياسي والدستوري".

اجمالي القراءات 3678