القرآنيون
القرآنيون

في الخميس ٣٠ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

"القرآنيون": حملة أمنية رابعة تستهدفنا بمصر
محمد جمال عرفة

القاهرة – انتقدت جماعة "القرآنيين" في مصر ما أسمتها حملة رابعة شنتها أجهزة الأمن لتوقيف وترويع أبناء الطائفة، مشددة على أن المعتقلين الجدد ليس لديهم انتماءات فكرية ولا سياسية، بل هم "إصلاحيون دينيون"، ولم تؤكد مصادر رسمية ما تزعمه الجماعة بشأن توقيف وترويع بعض المنتمين لها.

و"القرآنيون" في مصر هم مجموعة يتزعمها الدكتور أحمد صبحي منصور المدرس السابق بجامعة الأزهر قبل أن يتم فصله ويهاجر إلى الولايات المتحدة.

وتقوم مبادئهم، التي يروجون لها عبر موقعهم الإلكتروني "أهل القرآن" ومركز أبحاث "القرآنيين العالمي"، على رفض الاستدلال بالأحاديث النبوية والقدسية، وهو ما يعني إنكار السنة.

وقالت الجماعة في بيان نشره موقعها على الإنترنت اليوم الإثنين: إن "(جهاز مباحث) أمن الدولة اعتقل اثنين من أقارب د. منصور، هما مصطفى كامل، ورضا عبد الرحمن، والأخير كاتب ومدرس أزهري ينشر أبحاثه ومقالاته على الإنترنت".

أما الشخص الأول فليست له "أي اهتمامات فكرية أو سياسية، وهو فقط يعيش في الشقة القديمة للدكتور منصور، ولم يلتقه منذ عام 2000، أي قبل عامين من هجرة د. منصور إلى أمريكا".

ولم يتسن التأكد من نبأ اعتقال هذين الشخصين من مصدر رسمي، واتهم البيان عناصر مباحث أمن الدولة أيضا بترويع أسرة الدكتور عثمان محمد علي اللاجئ السياسي في كندا، والباحث في موقع "أهل القرآن"، بدعوى وجود أمر باعتقال د. عثمان، برغم علم أجهزة الأمن أنه في كندا منذ سنوات.

وأدان "المركز العالمي للقرآن الكريم" ما وصفه بالملاحقة الأمنية لأفراد مسالمين، مشددا على أنه لن يسكت على "سياسة النظام في اتخاذ الأبرياء رهائن في تصفية حساباته مع المصلحين المسالمين".

ازدراء الأديان

وكانت "اللجنة الأمريكية الدولية للحريات الدينية"، والتي تديرها جماعات ضغط مسيحي، أعربت العام الماضي عن قلقها إزاء ما اعتبرته تراجعا في الحقوق الدينية بمصر، إثر اعتقال 5 من أفراد "القرآنيين" أواخر مايو 2007.

وفي يونيو 2007 وجهت نيابة أمن الدولة بمصر تهمة "ازدراء الأديان" إلى خمسة من "القرآنيين"، من بينهم د. منصور؛ مما أثار تساؤلات بين المصريين عن النشاط الحقيقي لهذه الطائفة.

وأظهرت التحقيقات آنذاك أن أربعة من المتهمين لا يصلون ركعات السُنّة، بدعوى أنها لا تستند إلى أحاديث شريفة يثقون في صحتها.

ووصف د. منصور توقيفات العام الماضي بأنها الحملة الثالثة خلال عشرين عاما، بينما وصف اعتقالات أكتوبر الجاري المزعومة بأنها الرابعة، إضافة إلى حملتي اعتقال في عام 1987 وعام 2000، بحسب قوله.

ويفسر د. منصور ما وصفه بالتصعيد الأمني المفاجئ بأنه "ربما نتيجة تدخل من الأزهر، ونجاح موقع أهل القرآن في تبصير الناس بحقائق الإسلام المجهولة، ودعوة الموقع إلى الإصلاح السياسي".

النشأة
ووفقا للعديد من المؤرخين، ظهرت طائفة القرآنيين في سبعينيات القرن الماضي في باكستان، ومنها بدأت الانتشار.

وبحسب البيانات المنشورة على موقع "أهل القرآن" فإن القرآنيين ينتشرون في العديد من الدول، وللتدليل على ذلك يستضيف الموقع نحو 100 شخصية من دول مختلفة، مثل أفغانستان، والأردن، وفلسطين، وسوريا، والعراق، بجانب مجموعة كبيرة من المصريين المقيمين بالداخل والخارج، وأشهرهم مدير مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، د. سعد الدين إبراهيم، والكاتب علي سالم، والكاتب سيد القمني، وكمال غبريال، كما استضاف أيضا الإعلامي الراحل أحمد فراج.

ويقول د. منصور على موقعه الإلكتروني: إن القرآنيين ليسوا جماعة أو فئة أو طائفة يمكن أن تجمعهم، بل هم "منهج عقلي لفهم الإسلام والإصلاح السلمي"، و"ليس للقرآنيين طموح سياسي من أي نوع؛ لأنه يسيء إلى إسلامنا العظيم باتخاذه مطية لحطام دنيوي".

ويقدر بعض أقارب د. منصور عدد من يقتنعون بفكره في مصر بالمئات، وبرغم أن ما يوحد القرآنيين هو إنكار السنة النبوية، فإنهم ليسوا على قلب رجل واحد.

وبينما أنشأت الطائفة الموجودة في مصر موقع "أهل القرآن" للترويج لمعتقداتهم، وتجميع القرآنيين في العالم، فإن جزائريا يدعى بنور الحاج محمد، يدير موقع "القرآنيين"، ويهاجم د.منصور، بل يهاجم كافة القرآنيين على أساس أنهم "كغيرهم فئة ضالة، إلا من رحم ربك".

المحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين.نت

اجمالي القراءات 16880