والدة خديجة السويدي:هكذا عانت ابنتي من اغتصاب جماعي تسبّب في انتحارها

في الإثنين ٠٨ - أغسطس - ٢٠١٦ ١٢:٠٠ صباحاً

إسماعيل عزام، الرباط (CNN)—
أكدت والدة خديجة السويدي، القاصر التي انتحرت حرقًا في المغرب بسبب تداعيات اغتصابها من مجموعة أشخاص وابتزازها بشريط فيديو يوّثق للاغتصاب، أن الأزمة النفسية التي عانت منها ابنتها كانت سببًا مباشرًا في انتحارها، لافتة إلى أن الراحلة أنجبت مرتين في حياتها، وأنها انقطعت مبكرًا عن الدراسة، مناشدة من المغاربة "الوقوف إلى جانبها في القضية حتى ترتاح ابنتها في قبرها".
 
ولا تزال قضية خديجة السويدي، مستمرة في المغرب، لا سيما بعد إعلان الأمن المغربي القبض على ستة أشخاص بتهمة الابتزاز، وتداول نشطاء عريضة احتجاجية موجهة إلى وزير العدل والحريات للمطالبة بالعدالة للراحلة خديجة التي توفيت قبل أسبوع تقريبًا في مدينة بن جرير، وسط المغرب، فيما دخلت عدة جمعيات حقوقية على الخط.
وعادت الأم فاطنة، وهي أرملة، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية، إلى واقعة حرق ابنتها لنفسها، متحدثة عن أن الأمن اتصل بها وأخبرها أن ابنتها حاولت قتل نفسها بإضرامها النار في جسدها يوم الجمعة 29 يوليو/تموز، وفي اليوم الموالي زارت الأم ابنتها في مستشفى ابن طفيل بمراكش، حيث كانت لا تزال حية، قبل أن تسلم الروح يوم الأحد.
وقال فاطنة إن ابنتها خديجة، البالغة من العمر قبل وفاتها 17 عامًا، أنجبت طفلين في حياتها، طفلة تبلغ حاليا من العمر عامًا ونصف تتبناها أسرة في الدار البيضاء، وطفلًا توّفي قبل مدة وعمره أربعة أشهر فقط بسبب إرضاعه حليب البقر، لافتة إلى أنها لا تعرف أبوي الطفلين، وإلى أن خديجة سبق لها أن عانت سابقًا من واقعة اغتصاب أخرى بطلها أحد الأشخاص.
وبخصوص قصة الاغتصاب، أشارت فاطنة إلى أن الدرك الملكي اتصل بها أواخر عام 2015 من أجل توقيع محضر حول اغتصاب ابنتها، وبعدها قام الدرك باعتقال المتهمين الثمانية بالاغتصاب، وجرت محاكمتهم، وقضوا في السجن سبعة أشهر ولم يطلق سراحهم بعد انقضاء أيام قليلة كما جاء في بعض التقارير الإخبارية.
وتابعت فاطنة أن سبعة أشهر لا تساوي أبدًا حجم معاناة ابنتها، وأن المتهمين الثمانية كان لديهم محامون يؤازرونهم، بينما لم تملك ابنتها ما يمكن أن تؤدي به أتعاب محامي حتى يرافع عنها، مؤكدة أن الأمن الوطني اعتقل هذا الأسبوع ستة أشخاص من هؤلاء الثمانية مرة أخرى، بسبب تهمة ابتزاز ابنتها بفيديوهات تصوّر عملية الاغتصاب.
وقالت فاطنة: "بعد الحادث، كلما وقفت خديجة كانت تنزف دمًا، وكان الجرح في رأسها غائرًا..  وكانت تتذكر حادث الاغتصاب في كل لحظة.. لقد عذبوها بشدة طوال يومين من الاغتصاب كما لو كانت حيوانًا"، مضيفة: "طلبت منا بعض أسر المتهمين أن نوقع على التزام ونتنازل عن القضية لكننا رفضننا ذلك.. قبل أن أفاجأ بوفاة ابنتي".
وأكدت فاطنة أن ابنتها خديجة، انقطعت مبكرًا عن الدراسة (من الصف الخامس ابتدائي)، وغادرت البيت في قرية "سكورة الحدرة" وعمرها ما بين 14 و15 عامًا حتى "تعمل وتعيش حياتها حرة بسبب الفقر"، وقد انتقلت للعيش في مدينة بن جرير، حيث كانت تكتري غرفة. ثم تضيف الأم بصوت باكي: " أريد حق ابنتي حتى ترتاح في قبرها وأرتاح فيما تبقى من حياتي.. لن أسامح من تسبّب لها في هذا الانتحار".
وتوّفي والد خديجة عام 2006، وترك خمس بنات. وأكدت الأم أن ابنتين متزوجتين بينما تعيش معها ابنتان حاليًا، متحدثة عن أنها تبيع الملابس ومواد التنظيف في السوق لأجل إعالتهما، وعن أن الدعم الذي خصصته الدولة للأرامل ساعدها في الآونة الأخيرة لتجاوز محنها المادية، مؤكدة أن جمعية حقوقية وكلت لها محاميًا لمؤازرتها في قضية ابنتها.
اجمالي القراءات 2698