أين دور الأمم المتحدة من محاكمة المستبدين؟

رمضان عبد الرحمن في الخميس ٢٤ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

أين دور الأمم المتحدة من محاكمة المستبدين؟

أين دور الأمم المتحدة من محاكمة المستبدين؟!... حتى لا يصبح هناك حرب على السلطة لأنها أخطر على الشعوب من أي شيء آخر، وكما تعلمون أن القرن الماضي هو أكثر القرون دمار وحروب هذا بالنسبة لنا، ومن خلال مشاهدتنا للأفلام التي التقطت أو من خلال ما دون في التاريخ عن حروب ذلك القرن وما حدث من دمار لدول بأكملها، وملايين الأشخاص الذين قتلوا في هذه الحروب، لم يكن لهم أي ذنب في تلك الحروب، والذي كان السبب في قتل هؤلاء الناس وتدمير هذه الدول قادة وحكام هذه الدول المستبدين والمتعجرفين في سياستهم، والتي نجم عنها الدمار والخراب الذي لم يحدث من قبل في أغلبية دول العالم في القرن الماضي.
وقد يستغرب البعض عن كتابتي في هذا الموضوع، على اعتبار أن الأغلبية من الناس في شتى بقاع الأرض تعلم عن حروب القرن الماضي وما حدث فيه من دمار ولكن القصد من الكتابة في هذا الموضوع لكي نعلم أن الدول التي مزقتها الحروب ودون حقد على أي دولة ممن شاركت في الحرب العالمية الأولى أو الثانية، وسواء دخلت أي دولة من هذه الدول الحرب بإرادتها أو فرضت عليها، المهم بعد ذلك أصبح فيها نهضة صناعية وإصلاح ما دمرته الحروب، وكأن ذلك الدمار هو الذي جعل هذه الدول تتسابق في التصنيع العسكري والمدني، أو نقول كانت الحروب سبب في التقدم، وبالرغم من أن معظم هذه الدول خرجت من حقبة الأربعينات في القرن الماضي وهي شبه خاوية على عروشها، أي لو قارنا بين اقتصاد بعض الدول على سبيل المثال مثل ألمانيا وفرنسا وانجلترا واليابان، وبين اقتصاد مصر في ذلك الوقت، سوف نجد أن اقتصاد مصر كان الأقوى بكثير من أي دولة من هذه الدول، مع الأخذ بالاعتبار والتذكير أن مصر خاضت أربع حروب هي في السنوات (1948، 1956، 1967، 1973) من القرن الماضي، ولكن ومقارنة بما تكبدته تلك الدول من خسائر في الأفراد وتدمير مدن بأكملها كهيروشيما وناغازاكي ومدن أخرى سحقتها الحروب، سوف نجد أن جميع الحروب التي خاضتها مصر شيء لا يذكر بالنسبة إلى هذه البلدان، ومن الممكن أن نقول أن مصر دخلت حروباً مختلفة عن بقية الدول.
ومن الناحية الإنسانية الأكثر شراسة إلى إبادة الشعب عن طريق الجوع والقهر والاستبداد وحتى حرية التعبير فهذه هي الحرب الوحيدة التي دخلتها مصر ولم تخرج منها بعد، وهذه هي أخطر الحروب على مدى التاريخ أن الدولة التي تدخل في حرب على السلطة والهيمنة على الشعب ومقدراته من موارد مثل ما يحدث في مصر لن تقوم لها قائمة، وليس مصر فحسب التي لن تقوم لها قائمة، وإنما جميع الدول التي ما زالت الحروب على السلطة فيها مستمرة، ويبدو أو أعتقد من وجهة نظري الشخصية لا تقدم ولا تطور في هذه الدول إلا إذا حدث فيها مثل ما قد حدث في بقية الدول التي تقدمت بسبب الحروب، بمعنى الحروب وليس الحروب على السلطة، وأنا هنا لا أتمنى أي مكروه لمصر أو أي دولة من هذه الدول، ولكن أذكر فقط الذين يحاربون من أجل السلطة وتكون الضحية الشعوب، وأن التاريخ سوف يلعن جميع الحكام المستبدين الذين كانوا السبب في ظلم أوطانهم، وقهر وجوع شعوبهم، وأن الناس سوف تلعن هؤلاء المستبدين في كل لحظة، فكيف بعد أن يبعث الله لهؤلاء المستبدين جميعاً مصيبةً لا تغادر منهم أحد؟!...
هل سيتذكرهم أحد من الناس؟!.. إلا ويلعنهم أو نقول جميعاً لعنة الله على الظالمين، إلى أن يحكم الله يوم الدين، ونتمنى مع بعض وكل المستضعفين في كل مكان أن تنجح الأمم المتحدة وجميع منظمات حقوق الإنسان أن يحاكموا الحكام المستبدين في العالم، حتى يأتي بعد ذلك من يعمل من أجل الشعب، ومن أجل وطنه، وإلا سوف يحاكم على كل الجرائم التي ارتكبها في حق بلده، أو كان السبب في ارتكاب تلك الجرائم التي ترفضها جميع الأعراف والمواثيق الدولية التي تدين العنف ضد الإنسان.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 11750