د- منصور --وملفات حقوق الإنسان .
د- منصور --وملفات حقوق الإنسان .

عثمان محمد علي في الخميس ١٧ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

د- منصور  – وملفات حقوق الإنسان:

بسم الله الرحمن الرحيم
ككل دعاة الحرية وحقوق الإنسان شعرت بفرحة غامرة عندما قرأت عبر وكالات الأنباء العالميه الناطقه بالعربيه والإنجليزيه خبرا عن المحكمه الجنائيه الدوليه تطالب فيه , بتوقيف عمر البشير –رئيس السودان –ومحاكمته لإرتكابه جرائم حرب فى غرب وجنوب السودان يحاكم عليها القانون الدولى .
وزادت سعادتى اكثر وأكثر عندما قرأت أن منظمات حقوقيه أخرى قائم عatilde; عليها أبناء من العالم العربى فى الداخل والخارج يطالبون بمحاكمة الشويش –على عبدالله صالح –رئيس اليمن – لإرتكابه جرائم حرب ضد أبناء وطنه فى الجنوب اليمنى سابقا وحاليا .
وأن هناك منظمات حقوقية أخرى تنوى رفع قضايا  أمام نفس المحكمه ضد أنظمة الحكم العربية الآخرى من أمثال –مبارك - بسبب إرتكابه جرائم حرب ضد شعبه وتحويله إلى شعب يصارع الحياة بين الموت جوعا أو الإنتحاربسبب اليأس والإحباط الذى حاصره من كل جانب نتيجة للإستبداد والقهر والفقر والجوع والبطاله,بالإضافة إلى تحويل الوطن إلى سجن كبير وإدخال الشعب فيه قسرا تحت مظلة قانون الطوارىء , وحراستة ذلك السجن بكلاب بوليسية آدمية وحيوانية من نوعية آكلى لحوم البشر وهاتكى أعراض الرجال والنساء, سواء كانت بأوامر مباشرة منه وأمام ناظريه أو من خدمه وما سحى أحذيته .هذا بالإضافة إلى إعطاء الضوء الأخضر لأغنياء حربه بشفط ثروات الشعب وتهريبها خارج البلاد بمباركته ومشاركة اولاده لهم .فتحول الشعب المصرى إلى مجموعات موزعة ما بين فقراء ومحتاجين وابناء سبيل وووو..
وعبدالله –ملك مملكة أبناء مسعود أو متعوس (مع إحترامى الشديد لشعب السعوديه –بعيدا عن حكامه ).الذى تحول الشعب السعودى على أيدى اباؤه وإخوته إلى مجموعتين –مجموعة تتمتع بالثروة والسلطه وهم أهله وآله ,ومجموعة أخرى مسلوبى الحرية والإراده وحرومين من مجرد التفكير أو الحلم فى إعادة توزيع عادل للثروة والسلطه ,
ويا ويله ويا سواد ليليه من يخونه تفكيره ويفكر خلسة فى ذلك الأمر فالويل والثبور وعظائم الأمور فى إنتظاره على ابواب السجون والمعتقلات ,ولو كان من سعداء الحظ فالربع الخالى أولى به كى يموت سريعا قبل ان يموت صبرا .ومما يؤسف له أنه يفعل كل هذا تحت غطاء دينى (مزيف)صوره له سدنته وكهانه , وهو أبعد ما يكون عن تعاليم ديننا الإسلامى الحنيف .
ثم هذا الشبل إبن الأسد الكبير الذى سار على نهج والده فى قمع شعبه وقتله بطائراته وقنابله وحروبه الكيماويه وكأنهم أعداءه وانهم هم من إحتلوا الجولان الذى لا يستطيع أن يقذفه بحجر وليس بطلقة نار منذ أكثر من 35 سنه . وإستعباده لشعبه بكل انواع والون طيف الإستعباد التى عرفها التاريخ البشرى التعيس..

 وبالتأكيد معهم القذافى وزين الدين بن على وبو تفليقه ومحمد السادس وعبدالله الثانى .
و حكام الكويت
الذين مازالوا على عهدهم بتجريد اصل البلاد وأباء العباد من وطنيتهم وجنسيتهم ممن يطلقون عليهم (بدون ) اى بدون جنسيه وبدون حقوق فى التعليم والعلاج والتوظيف ووو .ولكن لهم الحق فقط وهم اول من يستدعونهم للزج بهم فى صفوف المعارك الإولى للدفاع عن الوطن الذى لا يحملون جنسيته .
.ولكى لا نتحدث اكثر من هذا عن ملفات حقوق الإنسان فى الوطن العربى التى لم يعد دنو مستواها خافيا على أحد ,سواء فى المنظمات الدوليه و المحليه أو المواطنون العاديون .
فعدت بالذاكره إلى تفحص ما كتبه دعاة حقوق الإنسان حول مخاطر هذه الممارسات على مستقبل المجتمعات وعن كيفية تفاديها ومقاومة الظالمين ونصرة المظلومين .
فوجدت ان القرآنيين وعلى راسهم الأستاذ – الدكتور – منصور – هم من أوائل من نادوا وطالبوا بالحفاظ على حقوق الإنسان فى الوطن العربى ,
وان الأستاذ الدكتور منصور – كمفكر و كعادته و أسبقيته الدائمه فى رؤيته الثاقبه لمستقبل المنطقة العربيه وحرصه المستمر على حقوق الإنسان فيها ,هو اول من طالب الأمم المتحده بالتدخل لحماية المقهورين والمظلومين فى وطننا العربى. ومحاسبة طغاته ومستبديه أمام المحكمه الجنائيه الدوليه .وقد كتب هذه الرؤيه وذاك الطلب فى مقالتين منفصلتين تحت عنوان ( نداء للأمم المتحده لمحاكمة الحكام المستبدين المتهمين بالتعذيب -و- يحيا التعذيب ) تم نشرهما على معظم مواقع الإنترنت الناطقة بالعربيه فى الفترة ما بين 16-12-2005 إلى 19-12-2005. وأعيد نشرههما على موقع اهل القرآن فى يوم 06-08-2006...
وقد حاولت ان اعمل لهما ملخصا او أقتطف منهما بعض النقاط لإعادة نشرها هنا .ولكنى فضلت أن أعيد نشرهمها مرة أخرى كحق للقارىء الكريم ان يقرأهما بنفسه ويحكم بنفسه على ما فيهما دونما تدخل منى او توجيهه إلى وجهة معينه لحرصى على حقوقه المعرفية المطلقه دون إجبار أو إكراه من أحد ..
.وقد يقول قائل لماذا هذا المقال الان ؟ او يتبادر إلى ذهن البعض انه نوع من تسليط الضوء او التركيز على كتابات الدكتور منصور – او مجاملته او منافقته..ولكن أؤكد لكم انه لا هذا ولا ذاك ولا ذلك . وأنه هو وزملاءه واصدقاءه وأبنائه وتلامذته ( وأنا منهم ومعهم )أكبر من هذا بكثير . وإنما هى محاولة للإنصاف وإحقاق الحق وإعطاءه لأصحابه فى زمن قل فيه دعاة الحق وناصروه ..وأنه أقل تكريم نستطيع ان نعطيه له ونقول له ولمن معه من القرآنيين سيروا على بركة الله ,وان ما قلتموه وتقولوه منذ عقود وسنوات وشهور لم ولن يذهب سدى وأصبح المثقفون والمفكرون من ابناء الوطن العربى فى الداخل والخارج يرددونه وينادون به .ونحن ما زلنا ننتظر منكم الكثير والكثير فى إحقاق الحق ومناشدة أصحاب الضمير فى المساهمه لعودة القسط والعدل وإصلاح المسلمين والمجتمعات الإسلاميه سلميا دون إراقة قطرة دم واحدة مرة أخرى . ...وإسمحوا لى أن أعيد نشر المقالتان المذكورتان (لسيادته )عاليه موضوع مقالتنا اليوم مرة أخرى .
المقاله الأولى ::




نداء للأمم المتحدة لمحاكمة الحكام المستبدين المتهمين بالتعذيب
بقلم: احمد صبحي منصور


________________________________________

التعذيب هو أساس الاستبداد. المستبد يرهب الناس ليمنعهم من مقاومة الظلم. بالتعذيب يقتل المستبد فى الانسان أعز ما يملك . الحاكم المستبد لا يمكن أن يستغنى عن ارهاب مواطنيه ليؤكد هيبته فى قلوبهم - تحت شعار هيبة الدولة، لأنه هو الدولة. الحاكم المستبد يمتلك ويحتكر كل القوة العسكرية والأمنية والثروة والامكانات ويستخدم ذلك كله لارهاب الأحرار. تحت ظل الارهاب الذى يمارسه الحاكم المستبد يقع الشعب أسيرا لسلطان قاهر . وفقا لشعارالوطنية وعدم تدخل قوى اجنبية فى الشئون الداخلية ينفرد المستبد بشعبه يطيح فيهم استبدادا وتعذيبا وفسادا مما يجعل الشباب يلجأ للتطرف والارهاب باسم الدين.
لم يعد مستساغا فى قريتنا العالمية أن يتحكم شخص واحد فى شعب بأكمله مدعيا أنه الوطن . الوطن يشمل كل المواطنين وعلى قدر المساواة المطلقة بين الحاكم والمحكوم فى الحقوق والواجبات .
أساس النظام الديمقراطى ان الحاكم هو الذى يسترضى الشعب ليختاره الشعب خادما له يحاسبه ويعاقبه أو يكافئه على حسب ادائه فى خدمة الجمهور. أساس الاستبداد ان الحاكم هو الذى يملك الرعية وهو الذى يسيطر عليها بالتخويف والارهاب والتعذيب.
فى الاسلام العظيم جعل الله تعالى رسوله محمدا عليه السلام - وهو حاكم - هينا لينا فى تعامله مع الناس ولو كان فظا غليظ القلب لانفضوا من حوله. ولو انفضوا من حوله ما قامت له دولة - وما وجد من يدافع عنه بعد هجرته من اضطهاد قريش. اذن هو كان يستمد سلطته السياسية من الشعب المحيط به وليس من الله تعالى مع انه كان رسولا نبيا. أى أن الأمة هى مصدر السلطات فى الاسلام .لذلك على الحاكم فى الدولة الاسلامية ان يكون خادما بأجر للأمة ويبذل وسعه فى استرضائهم وليس لارهابهم .لقد ظلمنا انفسنا بتخاذلنا فتحول الحاكم الى فرعون فظ غليظ القلب يرعبنا اسمه و يخيفنا بتعذيبه .
لا بد من تقديم بيان للمجتمع الدولى والأمم المتحدة يطالب بمحاكمة جنائية لكل حاكم مستبد يمارس نظامه التعذيب. التعذيب جريمة فى القوانين الدولية وحتى فى بعض القوانين المحلية ، ولذلك فان منظمات حقوق الانسان ترصد جرائم التعذيب وتطالب عبثا بالكف عنها ، وطالما يبقى الحكام بمأمن من المحاسبة عن جريمة التعذيب فالانتهاكات مستمرة ، وسلخانات السجون تدوى فيها صرخات ضحايا التعذيب . وقد آن الأوان لمحو هذا العار فى بلادنا وفى العالم بأسره باستدعاء الحكام انفسهم لساحة العدالة متهمين بجريمة التعذيب التى لا تسقط بالتقادم.
ان مجرد احداث ضجيج حول هذا البيان على مستوى العالم وتردد صداه فى المحافل الدولية سيجعل سوط الجلاد يرتعش وسيتنفس بعض الضحايا فى ظلام السجون الصعداء
.
باسم كل المظلومين الذين ينتهك الطغاة كرامتهم وأجسادهم نطالب الأمم المتحدة بالآتى :
أولا : طبقا لبيانات منظمات حقوق الانسان والمنظمات المعنية بجرائم التعذيب فى دول العالم تصدر الأمم المتحدة قائمة سوداء باسماء الحكام الذين يرتكبون جريمة التعذيب فى حق مواطنيهم، والذين يحكمون مواطنيهم بقوانين استثنائية أوبنظام حكم بوليسى تضيع فيه حقوق المواطن السياسية والانسانية.
ثانيا :اعطاء أولئك الحكام المتهمين مدة زمنية محددة لتنفيذ الآتى:-
1-الاطلاق الفورى لكل المساجين السياسيين، وكل من دخلوا السجون وفقا لمحاكم استثنائية او بقوانين الطوارىء.
2- اعلان واضح وصريح بالكف عن التعذيب والاعتذار عنه والتعهد بعدم العودة اليه مهما كانت الأسباب.
3- انشاء محاكم خاصة داخل كل بلد للتحقيق فى حالات التعذيب المستقبلية واعلان عقوبة فورية لمن يأمر به ومن يقوم به .
4- فتح المعتقلات ومراكز احتجاز المواطنين أمام منظمات حقوق الانسان للتأكد من انهاء التعذيب وسائر الانتهاكات .
5- تدريس مادة حقوق الانسان فى المناهج التعليمية .
6- الغاء كل القوانين الاستثنائية وما يخالف حقوق الانسان فى القوانين العادية.

ثالثا: من يمتنع من الحكام المذكورين عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والانسانية تتم احالته لمحكمة دولية باعتباره مجرما فى حق الانسانية.
رابعا : انشاء محاكم دولية خاصة لمعاقبة كل من ينتهك حقوق الانسان والأفراد ، تشمل المسئول عن اصدار تشريع يصادر حقوق الانسان ، والذى يأمر بانتهاك حقوق الانسان والذى يقوم بالتنفيذ.
ان الاصلاح الحقيقى للأمم المتحدة انما يكون بجعلها اداة لتحرير الانسان الفرد من القهر والتعذيب ، يستوى فى ذلك اذا كان الجانى من نفس الشعب - حاكما مستبدا - او من قوة أجنبية.
لقد آن الأوان للأمم المتحدة لتتحول من حائط مبكى للمقهورين الى قلعة قوية لنصرتهم داخل بلادهم.
أرجو من كل كاتب حر ومن كل مثقف حر ومن كل مفكر حر – مهما اختلفت الأديان والمذاهب والآراء - أن ينشر هذا البيان مع تعليقه عليه داعيا كل الأحرارفى العالم لمناقشته - حتى ينتهى بنا الأمر الى بيان جماعى نعرضه للتوقيع العام قبل تقديمه للأمم المتحدة والمجتمع الدولى.

المقاله الثانيه ::



يحيا التعذيب ؟!!
بقلم: احمد صبحي منصور

 

________________________________________

(كشفت صحيفة " نيويورك تايمز "الأمريكية ، وفي مفاجأة من العيار الثقيل ، النقاب عن أبعاد جديدة لفضيحة قيام الولايات المتحدة بإرسال عدد من عناصر تنظيم القاعدة الذين تم اعتقالهم إلى عدة دول، من بينها مصر والأردن وباكستان ، مشهورة باستخدام أساليب قاسية في استجواب المعتقلين من أجل انتزاع معلومات منهم تحت التعذيب ، مشيرة إلى أن المعلومات التي رددها الرئيس بوش وأعضاء إدارته حول علاقة النظام العراقي بتنظيم القاعدة ، والتي استخدمت كمبرر رئيسي للحرب على العراق ، تم انتزاعها من أحد قادة تنظيم القاعدة أثناء تعرضه لاستجواب عنيف على يد ضباط أمن مصريين في القاهرة .
وأوضحت الصحيفة ، بناء علي معلومات مسئولين أمريكيين حاليين وسابقين ، أن " ابن الشيخ الليبي " ، أحد القادة البارزين في تنظيم القاعدة ، أضطر للإدلاء بمعلومات كاذبة حول علاقة التنظيم بالنظام العراقي ، حتى تتوقف أجهزة الأمن المصرية عن تعذيبه لكن المعلومات الكاذبة التي أدلي بها الليبي كانت من الخطورة بحيث استخدمها الرئيس بوش وإداراته كأساس ومبرر لشن حربه وغزوه للعراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن بداية الموضوع تعود إلى يناير 2002 ، حيث أرسلت المخابرات المركزية الأمريكية ابن الشيخ الليبي ، أحد كبار تنظيم القاعدة الذي كان قد قبض عليه في أفغانستان في نوفمبر 2001 وأحتجز لفترة في باكستان ، أرسلته إلى مصر ، وذلك بغرض استجوابه لان البيت الأبيض ـ حسب وصف الصحيفة ـ لم يكن قد صرح بعد للمخابرات الأمريكية باحتجاز أو تعذيب المشتبه بهم في أمريكا.
وكشفت الصحيفة أن ابن الشيخ الليبي تعرض لتعذيب وحشي في السجون المصرية وإنه أضطر للإدلاء بمعلومات كاذبة حتى تتوقف أجهزة الأمن المصرية عن تعذيبه .
المعلومات " المفبركة " التي أدلي بها ابن الشيخ الليبي لأجهزة الأمن المصرية ـ حسب ما نشرته النيويورك تايمز ـ تقول إن هناك علاقة بين تنظيم القاعدة ونظام صدام حسين ، كما أن نظام صدام حسين درب عناصر من القاعدة علي استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية المحظورة ضد أهداف أمريكية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ورغم أن هذه المعلومات تم الحصول عليها تحت التعذيب في السجون المصرية إلا أن السلطات المصرية نقلتها حرفيا للمخابرات المركزية الأمريكية في إطار الاتفاق المتبادل بين مصر وأمريكا ، لتعذيب واستجواب المشتبه بهم لحساب المخابرات المركزية الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن تقريرا للمخابرات العسكرية الأمريكية أكد أن ما قاله ابن الشيخ عن علاقة القاعدة بنظام صدام حسين مجرد مزاعم كاذبة قالها تحت التعذيب في السجون المصرية التي أمضي فيها قرابة العام ، لكن إدارة الرئيس بوش لم تلتفت إلي التقرير ، وشنت الحرب ودُمر العراق وقتل ما يقرب من مليون شخص بفضل هذه المزاعم الكاذبة التي انتزعت بالإكراه . )
انتهى النقل عن جريدة " المصريون " الاليكترونية .
http://www.almesryoon.com/
ويبقى التعليق ..
1 ـ أقر الرئيس الأمريكي جورج بوش بالمسؤولية عن حرب العراق على أساس معلومات استخباراتية خاطئة، وهي المعلومات التي أشارت إلى أن العراق كان يمتلك أسلحة دمار شامل، لكنه دافع عن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق للإطاحة بصدام حسين وقال إن الحرب لا يزال لها ما يبررها . هذا ما رددته أجهزة الاعلام الأمريكية يوم الاربعاء 14 ديسمبر 2005 ..
المهم لدينا اعتراف الرئيس بوش بأنه أشعل حربا فى العراق بناءا على معلومات خاطئة ، وعرفنا أنه تم انتزاعها بالتعذيب . واذا أعلن الرئيس بوش مسئوليته أمام شعبه فانه سبق له شجب التعذيب سواء ما وقع منه على أيدى الأمريكيين فى أبو غريب أو ما وقع فيه الع فيه العراقيون أنفسهم وكشف الأمريكيون حدوثه فى أقبية المؤسسات العراقية . المنتظر أن يعلن الرئيس الأمريكى شجبه للتعذيب ، وألا يكون مجرد اعلان لفظى ، بل يجب أن يكون موقفا مسئولا سياسيا وأخلاقيا من رئيس أكبر قوة فى العالم . أى يجب ان تصحبه اجراءات تتخذها أمريكا ومعها الأمم المتحدة لوقف التعذيب فى الشرق الأوسط ، واقامة آلية دولية لمراقبة منع التعذيب ومؤاخذة الجناة المتورطين فى التعذيب سواء من أصدر الأمر أو من قام بالتنفيذ ، أى من رئيس الدولة الى وزير الداخلية والضابط الذى أمر بالتعذيب الى الجندى القائم بالتعذيب.

2 ـ فى سبتمبر 2005 كتبت نداء للأمم المتحدة لمحاكمة الحكام المستبدين المتهمين بالتعذيب قلت فيه : ( التعذيب هو أساس الاستبداد. المستبد يرهب الناس ليمنعهم من مقاومة الظلم. بالتعذيب يقتل المستبد فى الانسان أعز ما يملك . الحاكم المستبد لا يمكن أن يستغنى عن ارهاب مواطنيه ليؤكد هيبته فى قلوبهم - تحت شعار هيبة الدولة، لأنه هو الدولة. الحاكم المستبد يمتلك ويحتكر كل القوة العسكرية والأمنية والثروة والامكانات ويستخدم ذلك كله لارهاب الأحرار. تحت ظل الارهاب الذى يمارسه الحاكم المستبد يقع الشعب أسيرا لسلطان قاهر . وفقا لشعارالوطنية وعدم تدخل قوى اجنبية فى الشئون الداخلية ينفرد المستبد بشعبه يطيح فيهم استبدادا وتعذيبا وفسادا مما يجعل الشباب يلجأ للتطرف والارهاب باسم الدين. لم يعد مستساغا فى قريتنا العالمية أن يتحكم شخص واحد فى شعب بأكمله مدعيا أنه الوطن . الوطن يشمل كل المواطنين وعلى قدر المساواة المطلقة بين الحاكم والمحكوم فى الحقوق والواجبات .أساس النظام الديمقراطى ان الحاكم هو الذى يسترضى الشعب ليختاره الشعب خادما له يحاسبه ويعاقبه أو يكافئه على حسب ادائه فى خدمة الجمهور. أساس الاستبداد ان الحاكم هو الذى يملك الرعية وهو الذى يسيطر عليها بالتخويف والارهاب والتعذيب. لا بد من تقديم بيان للمجتمع الدولى والأمم المتحدة يطالب بمحاكمة جنائية لكل حاكم مستبد يمارس نظامه التعذيب. التعذيب جريمة فى القوانين الدولية وحتى فى بعض القوانين المحلية ، ولذلك فان منظمات حقوق الانسان ترصد جرائم التعذيب وتطالب عبثا بالكف عنها ، وطالما يبقى الحكام بمأمن من المحاسبة عن جريمة التعذيب فالانتهاكات مستمرة ، وسلخانات السجون تدوى فيها صرخات ضحايا التعذيب . وقد آن الأوان لمحو هذا العار فى بلادنا وفى العالم بأسره باستدعاء الحكام انفسهم لساحة العدالة متهمين بجريمة التعذيب التى لا تسقط بالتقادم. ان مجرد احداث ضجيج حول هذا البيان على مستوى العالم وتردد صداه فى المحافل الدولية سيجعل سوط الجلاد يرتعش وسيتنفس بعض الضحايا فى ظلام السجون الصعداء.
باسم كل المظلومين الذين ينتهك الطغاة كرامتهم وأجسادهم نطالب الأمم المتحدة بالآتى
: أولا : طبقا لبيانات منظمات حقوق الانسان والمنظمات المعنية بجرائم التعذيب فى دول العالم تصدر الأمم المتحدة قائمة سوداء باسماء الحكام الذين يرتكبون جريمة التعذيب فى حق مواطنيهم، والذين يحكمون مواطنيهم بقوانين استثنائية أوبنظام حكم بوليسى تضيع فيه حقوق المواطن السياسية والانسانية.
ثانيا :اعطاء أولئك الحكام المتهمين مدة زمنية محددة لتنفيذ الآتى
:-1 ـ الاطلاق الفورى لكل المساجين السياسيين، وكل من دخلوا السجون وفقا لمحاكم استثنائية او بقوانين الطوارىء. 2- اعلان واضح وصريح بالكف عن التعذيب والاعتذار عنه والتعهد بعدم العودة اليه مهما كانت الأسباب. 3 انشاء محاكم خاصة داخل كل بلد للتحقيق فى حالات التعذيب المستقبلية واعلان عقوبة فورية لمن يأمر به ومن يقوم به . 4 فتح المعتقلات ومراكز احتجاز المواطنين أمام منظمات حقوق الانسان للتأكد من انهاء التعذيب وسائر الانتهاكات .5 تدريس مادة حقوق الانسان فى المناهج التعليمية .6 الغاء كل القوانين الاستثنائية وما يخالف حقوق الانسان فى القوانين العادية. .
ثالثا: من يمتنع من الحكام المذكورين عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والانسانية تتم احالته لمحكمة دولية باعتباره مجرما فى حق الانسانية. .
رابعا : انشاء محاكم دولية خاصة لمعاقبة كل من ينتهك حقوق الانسان والأفراد ، تشمل المسئول عن اصدار تشريع يصادر حقوق الانسان ، والذى يأمر بانتهاك حقوق الانسان والذى يقوم بالتنفيذ. )
لا يزال ما قلته ينتظر الاهتمام والتطبيق ليس فقط لأن التعذيب هو أساس الاستبداد وأن منع التعذيب هو الخطوة الأولى فى اقامة الديمقراطية ، ولكن أيضا لأن السكوت على جرائم التعذيب يشجع الطرف الساكت على الانغماس فيه بالتدريج ـ وهذا ما وقعت فيه السلطات الأمريكية وبادرت بالاعتراف به وشجبه .
ولكن الشجب لا يكفى ، اذ لا بد من فعل حازم يوقف سلخانات التعذيب فى مصر والشرق الأوسط ، فهذا هو الاعتذار الحقيقى لأمريكا الذى يغفر لبعض أجهزتها ما ارتكبته من تعذيب فى أبو غريب وجوانتامانو وغيرها ، أو فى استئجارها لمجرمى التعذيب فى نظم الشرق الأوسط المستبدة ليعذبوا باسمها المتهمين.
لا يليق بدولة عظمى مثل أمريكا أن تقع فى هذا المنحدر ، لا يتفق هذا مع مبادئها ودفاعها عن حقوق الانسان وسعيها لنشر الديمقراطية . لا بد للسياسة الأمريكية أن تكون فى تناسق تام مع القيم الأمريكية والا ستدفع أمريكا الثمن ليس فقط من مصداقيتها وهيبتها واحترامها فى العالم ولكن أيضا ستدفعه من دم ابنائها. فعن طريق التعذيب حصلت أمريكا على معلومات خاطئة شجعتها على غزو العراق فوقعت فى مستنقع قتل وسيقتل الالآف من ابنائها بالاضافة الى مئات الألوف من العراقيين.
تعذيب شخص واحد أو عدة أشخاص أدى الى كل هذه الدماء والتخريب والمصائب .
والتكفير عن تعذيب ملايين الأشخاص على يد الأنظمة الصديقة والحليفة لأمريكا يوجب على أمريكا اصلاح تلك الأنظمة بكل الطرق السياسية السلمية المتاحة.

----ويبقى أن نقدم الشكر للمفكر الإسلامى ورائد الإصلاح السلمى فى العصر الحديث لأستاذ الدكتور – أحمد صبحى منصور - ومن معه على نفس الدرب من اصدقاء وزملاء وابناء وتلاميذ.. وشكرا لكم جميعا .

اجمالي القراءات 14170