لفظ الجلالة " الله " وترتيب القرآن
تابع الإعجاز العددى وترتيب سور القرآن وءاياته

محمد صادق في الثلاثاء ٠١ - يوليو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

                                                                     إستقراءات وحقائق عددية 
                                                   الجزء الثانى 

                                     لفظ الجلالة " الله " وترتيب القرآن


تكرر لفظ الجلالة على امتداد سور القرآن الكريم 2699 مرة , موزعا في 85 سورة , في تباين واضح بين سورة وأخرى وبين آية وأخرى , ما دلالات هذا &Cce; التوزيع ؟ هل تم وفق نظام محدد ومرسوم بعيد عن العشوائية والمصادفة ؟ أم أنه غير ذلك ؟ هل تربطه علاقة بترتيب سور القرآن وآياته ؟
بعض أسرار القرآن في لفظ الجلالة " الله " موضوع هذه المقالة ..

سور القرآن مجموعتان :
عدد سور القرآن 114 سورة , وقد جاءت في مجموعتين :
29 سورة مفتتحة بالحروف الهجائية المقطعة .
85 سورة خلت أوائلها من مثل تلك الحروف .
( هذا التقسيم لسور القرآن لم يكن يوما موضوع اختلاف أبدا ..)
التدبر في هذين العددين 29 و85 يقودنا الى عددين آخرين هما :
78 مجموع الحروف المقطعة في أوائل السور التسع والعشرين
17 العدد الناتج من العدد 85 ( 5 × 17 ) ..
والآن لنتخذ من هذين العددين محورين لقياس عدد الآيات في سور القرآن ,
فماذا نجد ؟ :

سور القرآن باعتبار العدد 17 محورا للقياس :
29 سورة عدد آيات كل منها أقل من 17 آية .
85 سورة عدد آيات كل منها 17 آية فأكثر .
نلاحظ أن النظام هنا هو النظام السابق نفسه , ونرى فيه أحد الأدلة على أن أعداد الآيات في سور القرآن محددة وفق أنظمة مرسومة , وأحد هذه الأنظمة هو ما نشاهده هنا .

وسور القرآن باعتبار العدد 78 محورا للقياس:
29 سورة عدد الآيات في كل منها 78 آية فأكثر .
85 سورة عدد الآيات في كل منها أقل من 78 آية .
النظام نفسه للمرة الثالثة , تأكيد آخر على أن أعداد الآيات في سور القرآن محددة وفق نظام لا مجال فيها للرأي والاجتهاد .

لفظ الجلالة في سور القرآن :
السؤال المهم هنا ما عدد السور التي ورد فيها لفظ الجلالة ؟ وما عدد السور التي لم يرد فيها ؟
المفاجأة المذهلة التي تنتظرنا :
29 عدد السور التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة .
85 سورة التي ورد في كل منها لفظ الجلالة .
النظام نفسه للمرة الرابعة ..
أليس هذا دليلا قاطعا على أن أعداد الآيات في سور القرآن محددة وفق نظام محدد .. وأنه قد آن الأوان للتخلص مما تحفل به بعض كتبنا الدينية من آراء غريبة واقوال متضاربة لا صحة لها ؟
لقد ورد لفظ الجلالة في بعض سور القرآن مرة واحدة , كان كافيا أن نفتقد هذه المرة ويختل هذا النظام , فلماذا لم يحدث ذلك ؟
والحقائق التالية ستزيدنا ثقة وطمأنينة إلى هذا التحليل ..

لفظ الجلالة في السور المفتتحة بالحروف :
عدد السور المفتتحة بالحروف 29 سورة , ورد لفظ الجلالة في 28 سورة من بين هذه السور , بينما خلت سورة واحدة منه وهي سورة القلم , وهي السورة الوحيدة المرتبة في النصف الثاني من القرآن .
( ترتيب سورة القلم إحدى معجزات القرآن في ترتيب سوره , قد يكون موضوع مقالة منفصلة ) .
وقد جاءت هذه السور باعتبار أعداد آياتها :
11 سورة زوجية الآيات ( عدد الآيات في كل منها عدد زوجي )
17 سورة فردية الآيات ( عدد الآيات في كل منها عدد فردي )
المفاجاة العظيمة الزاخرة بالدلالات المكتشفة هنا , التالية :
إن مجموع أعداد الآيات في السور زوجية الآيات هو : 1196
مجموع أعداد الآيات في السور فردية الآيات هو : 1495
الفرق بين المجموعين هو : 299 .
لنحتفظ بهذا العدد قليلا .. ونتأمل الملاحظة التالية :
إن عدد مرات ورود لفظ الجلالة في السور زوجية الآيات هو : 695 مرة .
وفي السور فردية الآيات : 396 مرة .
المفاجأة : أن الفرق بين العددين هو أيضا : 299 .
( ومن الجدير بالذكر أن مجموع أعداد الآيات في السور ال 44 زوجية الآيات حيث ورد لفظ الجلالة باعتبار سور القرآن كلها هو : 2990 أي: 299 ×10 ) .

جدول توضيحي : لفظ الجلالة في السور المفتتحة بالحروف

السور المفتتحة بالحروف   العدد    م.الآيات   مرات لفظ الجلالة    م. أرقام الترتيب  م. الحروف المقطعة
السور زوجية الآيات         11      1196           695                 245                       33       
السور فردية الآيات          17      1495           396                  509                       44
الفرق                                      299            299  
نفهم من هذه النتيجة أن أعداد الآيات في هذه السور محددة وفق نظام مخصوص بحيث يأتي الفرق بين مجموع أعداد الآيات في السور زوجية الآيات والسور فردية الآيات مماثلا للفرق بين عددي مرات ورود لفظ الجلالة في كل منهما , والناتج في الحالين : 299 ...
ونفهم أيضا أن أعداد الآيات في هذه السور غير قابلة للزيادة أو النقصان تحت أي اعتبار ..كان كافيا لإخفاء هذا النظام المحكم زيادة آية أو نقصان آية في أي سورة , وكذلك أي زيادة أو نقصان في عدد مرات تكرار لفظ الجلالة .. فما معنى أن ذلك لم يحدث ؟ ذلك يعني أن القرآن بأعداد آياته وكلماته قد وصلنا محفوظا بقدرة الله .. ليختلف الناس ولتتعدد الأقوال , إن ذلك لن يضير القرآن في شيء , ذلك انه محفوظ وفيه ما يؤكد هذه الحقيقة بالأدلة الكافية ..

ومن الملاحظ في العدد 299 ( ناتج الفرق ) انه يساوي : 13 × 23 .
ومن المعلوم أن فترة الدعوة كانت 23 سنة , منها 13 سنة في مكة قبل الهجرة .. و 10 سنوات في المدينة , والملاحظة في العددين ( 23 – 13 ) .
وأي دليل بعد على إعجاز القرآن في ترتيب سوره وآياته ؟ وأن أعداد الآيات في سور القرآن محددة وفق نظام هو تحديدا قانون الزوجية , القانون الذي يحكم كل صغيرة وكبيرة في هذا الكون , وليس من الصعب أن نفهم أن خالق هذا الكون هو منزل القرآن , وقد نظمه ورتبه وفق القانون الملاحظ في مخلوقاته ..
هذا هو لفظ الجلالة يشهد بذلك .. ألا تكفينا هذه الشهادة ؟؟

أليس عجيبا أن يؤمن بعضنا بوجود هذا القانون في كل ما يشاهدون دون أدنى شك, ويترددون في قبوله في القرآن ؟ أليس في وجود هذا القانون في القرآن دليل على أن خالق الكون هو منزل القرآن ؟ما الذي يحتاجونه ؟ مزيدا من الأدلة ؟ إن لدينا الكثير , إن لدينا الدليل على الدليل , والدليل على دليل الدليل .. إلا أن ذلك يحتاج إلى اكثر من العين لرؤيته . هل لأن هذه الاكتشافات والأدلة جاءت عن غير طريقهم ؟
إذا كنا حريصين على القرآن كما نزعم فإن علينا أن نبحث عن الحق والحقيقة دون أن يمنعنا من ذلك شيء ..


الإتقان في تحريف القرآن :
تحت هذا العنوان مئات الصفحات المدبجة في إثبات تحريف القرآن , وأصحابها ينهلون في كل ذلك مما هو موجود فعلا في كتبنا الدينية الموروثة .. والحقيقة هنا الغائبة عن بال هؤلاء الذين أرهقوا أنفسهم في تتبع الموروث أن ما اعتبروه أدلة على تحريف القرآن لا علاقة له بالقرآن أبدا , فالتحريف الذي يتحدثون عنه هو ما جاء في تلك الكتب وليس في القرآن , فهل كل من قال كلمة في القرآن صار قوله حجة على القرآن ومخالفة القرآن له تصير مأخذا ؟ ومثال ذلك : قول من قال القرآن ألف ألف حرف , فهل يستدل بهذا القول على أن القرآن قد تعرض للنقصان بدليل أن حروفه لا تساوي ثلث هذا العدد , أم أن هذا العدد ليس صحيحا بدليل أنه يخالف حالة القرآن ؟ .
ومن العدل القول أن النجاح لم يحالف الذين تصدوا لهذه الحملات المشككة بالقرآن , ذلك أنهم انطلقوا من مبدأ القبول بكل تلك الآراء الموروثة والتهوين من شأنها , محاولين إثبات انه لا تعارض بينها , مما جعل دفاعهم حقيقة هو عن الموروث أيضا وليس عن القرآن .. أعني أن القرآن لم يكن طرفا ثالثا في هذه المواجهة , بل هو بعيد عنها ..
لفظ الجلالة وعدد السور : ومن الملاحظات في قسمة السور ال 28 إلى مجموعتين ( 11و17 ) , التالية :
- ورد لفظ الجلالة في السور زوجية الآيات وعددها 11 سورة : 695 مرة .
الفرق بين العددين : 684 ( 695 – 11 ) .
نلاحظ أن العدد 684 يختزن الإشارة الى عدد سور القرآن فهو يساوي :
114 × 6 . وبصورة أخرى : 114 × ( 4 + 1 + 1 ) = 684 .
علاقة واضحة بسيطة ولكنها في غاية التعقيد ..

( من عجائب القرآن : تتألف البسملة " بسم الله الرحمن الرحيم " من كلمة بسم + ثلاثة أسماء من أسماء الله , جمل هذه الأسماء الثلاثة هو : 684 ) ..
- ورد لفظ الجلالة في السور فردية الآيات وعددها 17 سورة : 396 مرة .
الفرق بين العددين : 379 ( 396 – 17 ) .
هل يختزن هذا العدد الإشارة إلى عدد سور القرآن ؟ نعم وبصورتين :
أ - ( 9 + 7 + 3 ) × ( 9 – 7 × 3 ) =
19 × 6 = 114 .
ب - ( 9 × 7 ) + 3 = 66
( 9 + 7 ) × 3 = 48
114 ( 66 + 48 )
عدد السور والآيات التي ورد في كل منها لفظ الجلالة : ورد لفظ الجلالة في 85 سورة من بين سور القرآن , وقد جاءت في مجموعتين :
44 سورة زوجية الآيات .
41 سورة فردية الآيات .
عدد الآيات التي لم يرد في أي منها لفظ الجلالة هو : 4414 آية .
أترك لكم حرية التأمل في هذا العدد : 4 41 4 .
ألا يدل ذلك على أن هذه الآيات محسوبة واحدة واحدة ؟
لفظ الجلالة يشهد بإعجاز الترتيب القرآني :
إذا تدبرنا في مجموع أعداد الآيات ومجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب السور ال 85 حيث ذكر لفظ الجلالة نلاحظ ما يلي :
إشارة صريحة إلى عدد سور القرآن : 2563 : هذا العدد هو مجموع أعداد الآيات في السور فردية الآيات .
1081 : هذا العدد هو عدد مرات تكرار لفظ الجلالة في هذه السور .
1482 : الفرق بين العددين ( 2563 – 1081 ) .
ما السر في العدد 1482 ؟
هذا العدد ( الفرق ) يساوي : 114 × 13 .
إشارة صريحة واضحة الى عدد سور القرآن الكريم . ونفهم من ذلك أن أعداد الآيات في سور القرآن قد حددت ورتبت على نحو محدد يؤدي الى هذه النتيجة المحكمة ولو حدث في أي منها شيء من التدخل لاختفت الإشارة البديعة الى عدد سور القرآن .

إعجاز في مواقع الترتيب :
1835 : هذا العدد هو مجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور فردية الآيات .
1081 : هذا العدد هو عدد مرات تكرار لفظ الجلالة في هذه السور .
الفرق بين العددين : 754 . ... لنحتفظ بهذا العدد قليلا ...
2075 : هذا العدد هو مجموع الأرقام الدالة على ترتيب السور زوجية الآيات .
1618 : هذا العدد هو عدد مرات تكرار لفظ الجلالة في هذه السور.
الفرق بين العددين : 457 ...
تأمل الآن العددين : 754 و 457 .. العدد وعكسه تماما . إحدى عجائب القرآن في ترتيبه .. ونعجز عن وصف هذا الإحكام حين نتأمل الإشارة المخبأة في هذين العددين إلى عدد سور القرآن والتي تأتي بالصورة التالية :
( 54 + 7 ) + ( 57 – 4 ) = 114 عدد سور القرآن الكريم .
إن لغة الأرقام هنا تتفوق على لغة الحروف ..
علاقة رائعة عجيبة بسيطة ومعقدة , في غاية الإحكام تؤكد الترابط بين مواقع ترتيب سور القرآن واعداد آياتها وتكرار لفظ الجلالة فيها .. وتقوم دليلا قاطعا على صحة هذه العداد على النحو الذي هي عليه في المصحف ..
وأي دليل بعد على إعجاز القرآن في ترتيبه ؟ وعلى أن القرآن محفوظ ؟
( من الجدير بالذكر هنا أن مجموع الأرقام الدالة على مواقع ترتيب السور المفتتحة بالحروف في النصف الأول من القرآن وعددها 28 سورة هو : 754 )

كلمة أخيرة :
ليس هذا هو كل شيء , ولكن ما قدمناه يكفي للدلالة على أن الترتيب القرآني هو الوجه الآخر لإعجاز القرآن , فاللغة والترتيب وجهان لإعجاز القرآن لا ينفصل أحدهما عن الآخر.

اجمالي القراءات 33403