انتخابات الرئاسة المصرية عام 2029

نبيل شرف الدين في السبت ٢١ - يونيو - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

رفضت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية المصرية برئاسة د. محمد كمال الطعن المقدم من المرشح أنس الفقي، والذي طالب فيه باستبعاد د. نور أيمن نور من الانتخابات، لارتباطه بعلاقات مشبوهة مع الاتحاد الأوربي، وتلقيه دعماً مالياً من بعض أعضائه، وقال رئيس اللجنة أن القضاء المصري الحر كان قد برأ نور من هذه التهمة، وأنه لا يوجد أي دليل على صحة كلام الفقي الذي شغل عدة حقب وزارية خلال العقود الثلاثة الماضية مثل وزارة الشباب ووزارة الإعلام ووزارة التعليم العالي ووزارة الزراعة ووزارة التموين ووزارة الري وأخيراً وزارة الأوقاف.

من جانبه أكد د. نور في رده على اتهامات الفقي أنها "حركات بايخة" من رجل النظام الأثير الذي دأب على تزوير كافة الانتخابات، كما أكد نور أيمن نور أن طعنه في الانتخابات الرئاسية جاهز من الآن، لثقته بأنها ستكون أيضاً مزورة على الرغم من أنها لم تبدأ بعد.
يأتي ذلك في الوقت الذي دخلت فيه الانتخابات الرئاسية مرحلتها الأخيرة، رغم تأخر وصول المراقبين الدوليين من برنامج (ستار أكاديمي) بسبب مشاكل في الجمارك المتعلقة بتليفوناتهم المحمولة التي ستلعب دوراً هاماً في هذه الانتخابات حيث سيجري التصويت لأول مرة باستخدام الرسائل القصيرة sms.

وشهد اليوم الأخير لتلقي الطعون عدة مفاجآت حيث انسحبت (بوسي سمير) مرشحة جماعة الإخوان المسلمين من سباق الانتخابات وقالت في مؤتمر صحافي عالمي عقدته بمسجد (المغفرة) بشارع الهرم، أن انسحابها جاء بسبب رغبتها في التفرغ للدعوة، ولتصوير حلقات جديدة من برامجها على فضائيتي (اقرأ) و(الناس)، وفي ردها على سؤال حول ما إذا كان لها (ملف في الاداب) اكتفت بوسي بقولها "ربنا حليم ستار" .

من جهة أخرى أفتى فضيلة الشيخ خالد الجندي مفتي الديار المصرية بجواز ترشح (روبي) في الانتخابات، وقال إنه لا يوجد أي مانع شرعي من ذلك طالما أنها سترتدي "الإسدال" أو الشادور الإيراني وتلتزم بأحكام الشريعة الغراء، وهي الفتوى التي أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والصحافية، مما أدخل الحبور والسرور على قلب فضيلة الشيخ خالد وصحبه الغر الميامين.

من جهة أخرى حددت اللجنة الرئاسية شركة المحمول التي سترعى الانتخابات رسمياً بعد مناقصة فازت بها شركة (محمولكو) لصاحبها رجل الأعمال المستقل (معتز كمال الشاذلي) الذي اكد أن سعر الصوت...احم...اقصد سعر ال message سيظل مقابل يورو واحد فقط ولا صحة للشائعات التي ترددت بأن الحساب سيكون بالعملة العربية الموحدة لأنها "مش جايبة همها" على حد تعبيره.

القائمة النهائية
هذا وقد نجحت صحيفتنا في الحصول على القائمة النهائية للمرشحين الذين سيخوضون الانتخابات الرئاسية المقبلة والتي ستكون على النحو التالي :

1ـ د. نور أيمن عبدالعزيز نور، دكتوراة في العلوم السياسية من جامعة طشقند، يشغل منصب رئيس حزب (الغفد) المؤلف من أعضاء حزبي الغد والوفد بعد انهيار الأخير في مطلع القرن نتيجة انشقاقات داخله بعد فشل نعمان جمعة رئيسه الأسبق، في تخطي حاجز الثلاثمائة صوت في كل الانتخابات التي خاضها بعد ذلك وتفوق أيمن نور (والد نور) عليه.
ـ ويحظى نور بشعبية واسعة في دائرة "باب الشعرية"، وتتردد أنباء عن استقلاله بها حال خسارته للانتخابات المقبلة، وله علاقات وطيدة بالاتحاد الأوربي ومنظمات حقوق الانسان وأقباط المهجر ويهود مصر الذين طردوا منها بعد العدوان الثلاثي.

2ـ كابتن (أحمد حسام) ميدو، لاعب منتخب مصر لكرة القدم وفريق الشرقية للدخان بعد عودته من رحلة احترافه في الخارج.
ـ ويتمتع ميدو بشعبية جارفة جعلت مشجعي الكرة يبنون له تمثالاً في أول شارع فيصل خاصة بعد هدفه الذي صعد بمصر للدور الثاني في بطولة كأس القارات ـ من ضربة جزاء ـ للمرة الأولى في تاريخه قبل أن يخرج من البطولة بعد هزيمته 4/0 من منتخب (جزر القمر).

3ـ الفنانة روبي.. تحظى هي الأخرى بجماهيرية واسعة خاصة بعد ان أنعشت الاقتصاد الوطني بزيادة مبيعات مصانع الصابون المصرية ويساندها في حملتها زوجها وزير الاعلام الأسبق د.شريف صبري الذي صنع لها العديد من الكليبات الدعائية التي جعلت من أصوات معظم الشباب المصري (العازب و المتزوج على حد سواء) مضمونة لصالح روبي بسبب الانتعاش الذي أحدثته لهم كما يتردد أيضاً أنها ستعين شريف صبري رئيساً للوزراء الى جانب اشرافه على مشروع مكتبة الأسرة.

4ـ عمرو خالد.. داعية اسلامي روش، رفض من قبل منصب شيخ الأزهر رغبة منه في اكمال مشروعه (صناع الحياة) الذي حقق به نجاحاً ساحقاً جعلت له شعبية كبيرة وسط الشباب المصري والعربي على حد سواء، ويسعى عمرو خالد إلى تعميم عدد من المشروعات بدلاً من الضرائب مثل مشروع ( شنطة رمضان) و(شنطة العيد) لكل أسرة مسلمة، وهي (شنط ) مليئة بما لذ وطاب من المكسرات والياميش وقمر الدين في رمضان وكحك العيد والشاي باللبن في العيد.
وكان عمرو قد أكد أنه في حالة نجاحه سيعمم أيضاً مشروع شنطة عيد القيامة، وشنطة (حد الزعف) في مغازلة منه لأصوات الأقباط، ولكنه عاد وأكد أنه سيكتفي بشنطتين فقط للأقباط "لأن أعيادهم كتيرة".

5 ـ عمرو سمير عاطف: سيناريست ومعد برامج سابق والأهم من كل ذلك أنه مبتكر شخصية( بكار) التي تربى عليها أطفال مصر في القرن الماضي والذين يشغلون مناصب حساسة و مهمة في البلاد ومع ذلك لا يزال كل منهم يتابع بكار.
مشكلة عمرو الوحيدة التي قد تواجهه في هذه الانتخابات هي أن بكار اشهر منه، بالإضافة الى أن عمرو أقدم في بداية القرن على كتابة فيلم للممثل (محمد رجب ) وهو ما أفقده مصداقيته.

6 ـ د. منى حلمي : مفكرة ليبرالية طحن لدرجة تخنق وابنة الروائية والمفكرة نوال السعداوي، تحظى أفكارها الغريبة برواج هذه الأيام بعد برنامجها الانتخابي وشعاره (مايوه لكل مواطنة) و(كرباج لكل زوجة) لتؤدب به زوجها إذا فكر في التحرش بها.
وترى منى أن جسد المرأة وهو أعز ما لديها في مواجهة الرجال بشهوانيتهم وحيوانيتهم، لذلك فهي تفكر في جلد كل الرجال في ميدان عام بعد فوزها لضمان عدم اقترابهم من جسد المرأة خاصة بعد قضايا التحرش الجنسي الأخيرة التي راح ضحيتها ثلاثة ملايين رجل بعد تحرش العديد من النساء بهم انتقاماً من تحرشات تمت في عهود سابقة.

7 ـ محمد علاء مبارك.. وهو أوفر المرشحين حظاً نظراً لتخصص عائلته في حكم البلاد منذ دهر وهو بطل العالم في الـ (play station) .
غير أنه يواجه حملة ضارية من صحف المعارضة وخاصة صحيفة (الدستور)، التي يرأس تحريرها (يحيى ابراهيم عيسى)، والذي كتب في العدد الأخير عن ذكاء الرئيس مبارك (أمد الله في عمره) والذي أوهم الجميع بأنه سيورث الحكم لابنه جمال، بينما كان يعد في الخفاء لتولي حفيده مقاليد الأمور.

وفي المقابل فإن محمد علاء مبارك له شبكة علاقات واسعة تؤهله لحكم البلاد خاصة أنه صديق لمعتز كمال الشاذلي صاحب شركة المحمول المشرفة على جمع الأصوات، ويرتبط بصلة مصاهرة مع محمد كمال رئيس اللجنة العليا للانتخابات، واللذين أكدا أن تلك العلاقة لن تتدخل أبداً في مسيرة الانتخابات النزيهة.

8 ـ فخامة الرئيس محمد حسني مبارك
يحظى بدعم إعلامي كاسح، وبعناية صحية مثالية من مستشفيات كليفلاند ومبارك كلينيك، ودار الفؤاد وقصر العيني الجديد، ويحاول الحفاظ على مكانته في موسوعة جينس للأرقام القياسية كأكبر حكام العالم سناً، (يبلغ عمره 101 سنة في مايو القادم) وهو بذلك أطول حكام مصر بقاء في رأس السلطة، ويعد الأوفر حظاً لحكم الشعب المصري الذي يؤمن بمبدأ "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش"، إضافة إلى ضعف منافسيه بعد وفاة كل معارضيه، وبقائه وحده على قيد الحياة.

من عيون الحكمة :
ياللي وريت الفؤاد أيام أليمة
إنت والفؤاد عالجزمة القديمة

اجمالي القراءات 21750