القرضاوى:من قال إنه لا يؤمن بالسنة كاف
القرضاوى من قال إنه لا يؤمن بالسنة كاف

في الخميس ٠٩ - أكتوبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

لدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (٢ - ٢): نصيحتي للرئيس مبارك: لا تمدد ولا تورث.. ولا تظلم ابنك بالحكم

 
حوار   رانيا بدوي    ٩/ ٩/ ٢٠٠٨

القرضاوي يتحدث إلي «المصري اليوم»

يقول الشيخ يوسف القرضاوي إن من حق كل امرئ في الشعب أن ينصح الحاكم، ويأمره بالمعروف، وينهاه عن المنكر، مراعياً الأدب الواجب في ذلك، وأن يطيعه في المعروف، ويرفض الطاعة في المعصية المجمع عليها، أي المعصية الصريحة البينة، إذ لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

وجوهر الديمقراطية أن تختار الشعوب من يحكمها ويقود مسيرتها، ولا يفرض عليها حاكماً يقودها رغم أنفها. وهو ما قرره الإسلام عن طريق الأمر بالشوري والبيعة، وذم الفراعنة والجبابرة، وأمر باتباع السواد الأعظم، وأن يد الله مع الجماعة، وقول الرسول لأبي بكر وعمر: «لو اتفقتما علي رأي ما خالفتكما» إذ سيمثلان صوتين أمام واحد.

ويضيف الشيخ القرضاوي قائلاً: ما يهمنا في الديمقراطية هو ضماناتها وآلياتها التي تمنع أن تزيف وتروج علي الناس بالباطل، فكم من بلاد تحسب علي الديمقراطية، والاستبداد يغمرها من قرنها إلي قدمها، وكم من رئيس يحصل علي (٩٩%)، وهو مكروه كل الكراهية من شعبه.. وإلي الجزء الثاني من الحوار.

* دكتور يوسف كيف لي كمواطنة عادية أن أنصح الحاكم وآمره بالمعروف وأنهاه عن المنكر في ظل تعقيدات النظام السياسي وصعوبة الوصول للرئيس بل سيطرة الأجهزة الأمنية؟

- الحاكم عندنا ليس مقدساً ولا يحكم بالحق الإلهي أو باسم السماء، فهو حاكم من الناس وكما قال سيدنا أبوبكر: «وليت عليكم ولست بخيركم إن رأيتموني علي حق فأعينوني وإن رأيتموني علي باطل فسددوني، أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم».. وقال سيدنا عمر بن الخطاب: «من رأي في منكم اعوجاجاً فليقومني» وقال عمر بن عبدالعزيز: «إنما أنا واحد منكم غير أن الله جعلني أثقلكم حملاً»، الشعب هو الذي اختار الحاكم لذا من حق الشعب أن ينصحه ويقومه إن اعوج.

* يا شيخنا هذا كلام نظري نكتبه ونقرؤه ولكن كيف أصل بصوتي ورأيي للرئيس وأنا مواطن لا حول لي ولا قوة؟

- يمكن أن أنصح الرئيس بالمباشرة إن استطعنا الوصول إليه أو ننصحه من علي المنبر يوم الجمعة أو في وسائل الإعلام والفضائيات والصحف.

عندما أتحدث عن المواطن لا أقصد كل فرد بنفسه، ولكن عن طريق الآليات المتاحة له، هذه الأمور تحتاج إلي آليات، ففي البلاد الغربية أوجدوا آليات لعزل الحاكم إذا خرج عن الدستور بأغلبية أعضاء البرلمان، لذا يجب أن يكون لدينا نحن أيضاً هذه القدرة التي تبدأ بالاختيار الصحيح لأعضائنا ليكون لدينا برلمان حقيقي يستطيع أن يقول للحاكم لا... لكن إذا كان الحاكم يضع البرلمان في جيبه كما هو الآن ويضمن الموافقة والتصفيق علي كل ما يريده فكيف سنعزله إذا أخطأ.

* وهل هذا ممكن؟

- باكستان استطاعت بالضغط الشعبي وبالمظاهرات السلمية أن تقيل الرئيس وتجبره علي الرحيل، ولكننا لم نصل حتي إلي مستوي الديمقراطية الباكستانية.. فلم نجد في بلادنا رئيساً يكتفي بمدة ولا حتي اثنتين بل يريد أن يبقي أبد الدهر وإن تخلي عن المقعد يريد أن يورثه لأبنائه.

* وهل نصحت الرئيس من قبل؟

- لم أقابل الرئيس مبارك سوي مرة واحدة في مناسبة عامة، أما الأمير القطري فأقابله كثيراً وأنصحه واقترح عليه بعض الأمور، وكذلك نصحت الرئيس الليبي معمر القذافي في إحدي المرات بأن يوقف حكماً علي بعض الإسلاميين بالإعدام، لأن الإعدام لا مرد له ولو خسرنا الإنسان لن نستعيده مرة أخري، ولكن ربما الحكم عليه بالمؤبد يرد سلوكه أو نكتشف بعد ذلك براءته فهو أمر مردود، وقد استجاب القذافي وتصالح مع الإسلاميين بناء علي نصيحتي وهكذا الرئيس الأسد، وأحياناً أنصح الرؤساء ورجال الأعمال والحكومات من علي المنبر، فمثلاً في قطر وجدت أن الناس غالت في إيجارات المنازل فتكلمت في أكثر من خطبة علي هذه القسوة وهذا الظلم الذي يمارسه أصحاب الملايين.

* بماذا تنصح الرئيس مبارك إذن؟

- أنصحه أن يستجيب للناس وأن يتخلي عن فكرتي التوريث والتمديد.. فلا يمدد لفترة رئاسية جديدة ويترك الحرية للناس لاختيار الرئيس القادم، ولا يورث ابنه الحكم، فلماذا يحمل ابنه هذه المسؤولية الخطيرة فسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما قالوا له رشح عبدالله ابنك قال: «بحسب آل الخطاب أن يحمل المسؤولية منهم واحد، وودت أن أخرج منها كفافاً لا لي ولا علي» فكيف للرئيس مبارك أن يحمل نفسه المسؤولية ويحمل أولاده من بعده.

* كيف تري الوضع الاقتصادي الآن في مصر في ظل الشريعة الإسلامية؟

- الحكومة تطبق العلمانية في كل شيء ومنها الاقتصاد ولن ينصلح حال هذا الاقتصاد ولا اقتصاد باقي الدول العربية إلا بالإنتاج والابتعاد عن كل ما يغضب الله من ظلم الناس واحتكار للسلع واستغلال الأقوياء للضعفاء.

الاقتصاد الاسلامي قائم علي عدالة التوزيع والموازنة بين الإنتاج والاستهلاك، نحن دول تستهلك ولا تنتج وتستورد ولا تصدر علينا بزيادة الإنتاج من جانب ونعلم أمتنا كيفية ترشيد الاستهلاك من جهة ثانية، فالرسول صلي الله عليه وسلم قال: «إذا وقعت اللقمة من أحدكم فليمط عنها الأذي وليأكلها ولا يتركها للشيطان».

ولو جمعنا فضلات الناس الناتجة عن استهتارهم وسفه استهلاكهم فإنها تساوي مليارات الجنيهات.

* لك رأي واضح في تحريم فوائد البنوك بأنها الربا الحرام فكيف أستثمر مالي وأنا لا أفهم في مجال الأعمال؟

- الحل إما أن يشغلها البنك بطريقة إسلامية أو أن تذهبي إلي بنك إسلامي. وهذا ليس رأيي وحدي بل رأي جمهور العلماء الذين يقولون إن فوائد البنوك هي الربا الحرام.

* هل الضرائب تغني عن الزكاة؟

- لو أن مصر دولة إسلامية حقاً كانت ستدفع الزكاة أولاً وتحرص عليها وتكمل بالضرائب، فالزكاة لن تكفي لأنها نسبة معينة ٢.٥% من المدخرات والتجارات وهي نسبة لا تستطيع أن تكفي دولة للإنفاق علي بناء السدود والقناطر والطرق والمواصلات، ومن الممكن أن تخصم الزكاة من الضرائب إذا دفعها المواطن ففي أمريكا وبعض الدول الأوروبية الشخص الذي يدفع للجمعيات الأهلية يخصمونها من الضرائب ولكن لا الزكاة تغني عن الضرائب ولا الضرائب تغني عن الزكاة، ولكن للضرائب مقننات وليس للدولة أن تثقل علي مواطنيها بالضرائب بما لا يتوازن مع دخولهم.

* أشرت في الحلقة السابقة إلي أن هناك منطقة في الدين تسمي «الفراغ من التشريع» ليجتهد علماء كل عصر بما يتناسب وعصرهم ولكنها من ناحية أخري كانت سبباً في الاختلاف بين علماء المسلمين في بعض الأمور، وصل إلي البلبلة والشتات في أمور كثيرة؟

- لكي يكون الاجتهاد مقبولاً يجب أن يكون من أهله وفي محله.. من أهله تعني أن يكون الشخص جامعاً لشروط الاجتهاد، عالماً بالقرآن وبالحديث، عالماً في اللغة العربية ومتمكناً منها، عالماً بأصول الفقه والقياس ومقاصد الشريعة، يعرف المتفق عليه والمختلف عليه في الفقه وفي الأحاديث، فلا يجب أن يأتي إنسان لا يحسن قراءة سطرين من كتاب من كتب أصول الفقه أو التفسير، لا يعرف في النحو والصرف والبلاغة، ليجتهد في الشرع، لكل علم أصول وقواعد، هل يستطيع مهندس أن يتحدث في الطب.. أو طبيب في المحاسبة، أو عالم ذرة في طب الجراحة، لماذا إذن جعلنا من الدين مجالاً لكل من يعرف ومن لا يعرف، وشأن مباح، بل باب من غير بواب.

أما في محله فهي تعني أن يكون الاجتهاد في منطقة الاجتهاد، فلدينا منطقة مغلقة لا يصح فيها الاجتهاد وهي الأحكام القطعية. أما الاجتهاد ففي مجال الأحكام الظنية.. ومعظم الأحكام ظنية.

* كيف لنا أن نعرف صاحب أهلية الاجتهاد فيما الفضائيات تضج بالمشايخ والدعاة؟

- الإنسان عندما يمرض ابنه يظل يسأل عمن هو أفضل طبيب فيذهب لمن يجتمع عليه الناس ويجمعون علي خبرته، فلماذا نتكاسل فيما يخص الدين، فلنأخذ ممن عرف عنهم العلم والخبرة، ونبعد عمن يفرخون الفتوي لإرضاء السلطة، والبعد عن علماء السلطة وعملاء الشرطة ونأخذ ممن معروف عنه الثقة.

* فتح باب الدين والاجتهاد لكل من هب ودب - حسب قولك - هل تعتقد أنه مقصود أم أنه تقصير من العلماء؟

- تقصير ممن بيدهم الأمور والمسؤولون عن تأهيل العلماء للظهور للناس فأحياناً يظهر شخص في فضائية من الفضائيات وهو ليس أهلاً ولكن لأنه قريب الوزير الفلاني أو نسيب المسؤول الفلاني فيقدمونه ويؤخرون من هو أولي منه.

وإذا كنت أري أن العلماء عليهم قدر من المسؤولية إلا أن المجتمع أيضاً مسؤول، فإذا قال المجتمع هذا لا يصح، لن يظهر ثانية، فلا أحد يستطيع أن يقاوم رغبة المجتمع.

* وأين دور الأزهر في الرقابة والتأهيل؟

- الأزهر لا يملك هذا فهو لا يملك التليفزيون ولا الإذاعة، وإنها وسائل في يد الدولة، والعلماء موظفون لدي الدولة لا حول لهم ولا قوة.

* وكيف تحول العالم من راد لجنوح الحاكم إلي مجرد موظف تحركه الدولة؟

- العلماء في الماضي كانوا أقوياء لأن الأوقاف كانت في أيديهم وكانوا يأخذون رواتبهم من الأوقاف أما الآن الأزهر وعلماؤه ليس في يدهم أي أوقاف فهي في يد الدولة.. ومن يملك راتبي يتحكم في..

وهذا ما يفسر قوة علماء الشيعة مقارنة بعلماء السنة، لأنهم ليسوا موظفين عند الدولة بل يأخذون رواتبهم من الشعب الشيعي، فهو يعطي ٢٠% من صافي الدخل للإمام أو للمرجع الديني، لذلك فإن علماءهم أغنياء ولديهم مليارات، لكن الموظف هنا إذا غضبت الدولة عليه تحجب عنه، وإذا رضيت عنه منحته، فمن شيخ الأزهر مروراً بالمفتي ورئيس جامعة الأزهر من أكبر عالم إلي أصغر عالم كلهم موظفون لدي الدولة.. ليست لديهم قوة، فالحسن البصري كان من أكبر العلماء وكان ناقداً للحكام والولاة في عصره..

وسأل الأشخاص من بني أمية: ما سر قوة هذا الرجل؟! فأجابه أحد الأعراب: سر قوة هذا الرجل أن لديه مالاً لذا احتاج الناس إلي علمه ودينه واستغني هو عن دنياهم.. والكارثة أن يكون العالم في حاجة إلي مال الحاكم والحاكم في غني عن علمه ودينه وهذا سر ضعف علماء المسلمين السنة عامة وعلماء الأزهر خاصة.

* أيهما تري أنه الأخطر والأكثر نفاذاً: المد الوهابي أو المد الشيعي؟

- في السنوات الأخيرة اشتعل الفكر الوهابي بقوة وكان له دعاة ومدعمون والعيب فيه هو التعصب له ضد الأفكار الأخري وهو قائم علي المذهب الحنبلي، ولكنهم لا يرون ولا يؤمنون إلا برأيهم فهم يعتبرون أن رأيهم صواب لا يحتمل الخطأ، ورأي غيرهم خطأ لا يحتمل الصواب..

 أما الشيعة فهم مسلمون، ولكنهم مبتدعون وخطرهم يكمن في محاولتهم غزو المجتمع السني وهم مهيئون لذلك بما لديم من ثروات بالمليارات وكوادر مدربة علي التبشير بالمنهج الشيعي في البلاد السنية خصوصاً أن المجتمع السني ليست لديه حصانة ثقافية ضد الغزو الشيعي فنحن العلماء لم نحصن السنة ضد الغزو المذهبي الشيعي لأننا دائماً نعمل القول «ابعد عن الفتنة لنوحد المسلمين» وتركنا علماء السنة خاوين.

للأسف وجدت مؤخراً مصريين شيعة، فقد حاول الشيعة قبل ذلك عشرات السنوات أن يكسبوا مصرياً واحداً ولم ينجحوا، من عهد صلاح الدين الأيوبي حتي ٢٠ عاماً مضت ما كان يوجد شيعي واحد في مصر، الآن موجودون في الصحف وعلي الشاشات ويجهرون بتشيعهم وبأفكارهم. الشيعة يعملون مبدأ التقية وإظهار غير ما بطن وهو ما يجب أن نحذر منه، وما يجب أن نقف ضده في هذه الفترة أن نحمي المجتمعات السنية من الغزو الشيعي، وأدعو علماء السنة للتكاتف ومواجهة هذا الغزو لأني وجدت أن كل البلاد العربية هزمت من الشيعة: مصر، السودان، المغرب، الجزائر وغيرها فضلاً عن ماليزيا وأندونسيا ونيجيريا.

* هل الخلافات الدينية بيننا وبين الشيعة بسيطة أم أنها في أصل الدين؟

ـ الخلاف في الأفرع ليس مهما لكن الخلافات في العقيدة هي المهمة. فكثير منهم يقول إن القرآن الموجود هو كلام الله ولكن ينقصه بعض الأشياء مثل سورة الولاية، نحن نقول إن السنة سنة محمد أما هم فلديهم سنة المعصومين محمد والأئمة الأحد عشر، ويعتبرون سنتهم مثل سنة محمد.. نحن نقول أبوبكر رضي الله عنه وعمرو رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه وعائشة رضي الله عنها وهم يقولون لعنهم الله.. فهم يرون أن الرسول قبل أن يموت أوصي علي ابن أبي طالب أن يكون الخليفة من بعده.. ويعتبرون الصحابة خانوا الرسول ووصيته واختاروا آخرين.

* كيف يكون هناك خلاف في العقيدة وهي أصل الدين ومع ذلك يكونون مسلمين؟

ـ هم يؤمنون بالله والقرآن والرسول.

* إذا كان الشيعة ينكرون أصولاً في العقيدة ومع ذلك تعتبرهم مسلين فلماذا لا نفعل الأمر نفسه مع القرآنيين بدلاً من تكفيرهم؟

ـ من قال إنه لا يؤمن بالسنة كافر، لأن معني هذا أنه لا يؤمن أن الصلوات خمس وصلاة الظهر أربع ركعات، والصبح ركعتان وإلا كيف عرف فهي تفاصيل لم تذكر في القرآن بل في السنة.. من ينكر السنة فهو كافر.

* ثار مؤخراً جدل شديد حول نقل الأعضاء بين المسلم والكتابي وقد أفتي البعض بحرمانيته فما رأيك؟

ـ نقل الأعضاء أفتي بجوازه عدد من المجامع الإسلامية ولكن بشروط، إما نقل من ميت أوصي بأعضائه أو موتي الحوادث أو حي يتبرع لحي.. وكان أحد شروط التبرع أن يكون للأقرباء بدرجات معينة لذا من الطبيعي أن الكتابي ليس في القائمة ومن هنا جاء عدم جواز الأمر وليس لكونه كتابياً.. ولكن الشيء الذي أجمع الجميع علي حرمانيته هو بيع أجزاء من الجسد مقابل المال والحرمانية هنا تقع علي البائع والمشتري.

* حتي ولو تم ذلك تحت ضغط الفقر؟

ـ حتي تحت ضغط الفقر لا يجوز للإنسان بيع أعضائه بأي حال من الأحوال، لأنها ليست ملكه.

* وماذا عن ميراث الكتابية هل من حقها أن تحصل علي ميراث من زوجها المتوفي؟

ـ لا ولكن من حق زوجها أن يرث فيها.

* وهل هذا عدل؟

ـ يقام العدل عن طريق الوصية فالدين أمر الزوج بأن يكتب لزوجته الكتابية وصية، يقول المولي عز وجل «كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين» والرسول قال: لا وصية لوارث.. وفسرها الرسول بأن المقصود بالوصية لغير المسلمين. سواء زوجة أو والد أو والدة من الكتابيين».

* ولو لا قدر الله مات الزوج فجأة قبل أن يكتب لزوجته وصية؟

ـ فكر الشيخ القرضاوي قليلاً ثم قال: نستطيع في هذه الحالة أن نطلب تشريعاً خاصاً واستثنائياً لمعالجة مثل هذه الأمور، ولكن الأصل أن الزوج المسلم يوصي لزوجته الكتابية.

* لك فتوي أثارت الجدل حول تحليلك الغناء.. فهل مازلت مصراً علي رأيك رغم الهجوم عليك؟

ـ نعم.. ولكن الغناء الذي حللته حددت شروطه بأن يكون موضوع الغناء نفسه مقبولاً إسلامياً، لا يخالف العقيدة ولا الشريعة، فلو أن هناك أغنية تشكك في العقيدة مثل طلاسم إيليا أبوماضي التي يقول فيها «جئت لا أعلم من أين ولكن أتيت، ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت كيف جئت كيف أبصرت طريقي لست أدري.. إلي آخرها»، أو قول أبونواس و«داوني بالتي كانت هي الداء» ويقصد الخمر أو أن يغني أحد ما قاله شوقي: «رمضان ولي هاتها يا ساقي.. مشتاقة تسعي إلي مشتاق». أو أن عبدالحليم حافظ يغني «أبوعيون جريئة» والإسلام يدعو إلي غض البصر.. أي أغنية تخالف عقائد أو آداب الإسلام أرفضها، ومن ناحية الآداب يجب أن ألا تكون في الأغنية ميوعة ولا تكسر ولا إغراء، فالقرآن يقول: «فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض».

* ماذا عن شعر الغزل؟

- الرسول سمع من قبل شعراً للغزل، فلا بأس، المهم ألا يكون مكشوفاً.. كما لا يجب أن لا يختلط الغناء بما هو محرم من شرب أو رقص، فنحن نجد الآن كل أغنية فيها بنات يتراقصن أمام المطرب بشكل خليع.

* وهل تلاوة المرأة للقرآن أمام الرجال مباحة؟

- لا مانع فيها.

* إذن صوت المرأة ليس عورة؟

- لا ليس عورة.. كيف يكون عورة والله تعالي يقول: «وإذا سألتموهن متاعاً فسألوهن من وراء حجاب».. السيدة عائشة كانت تفتي وتروي الأحاديث وترد علي أسئلة الصحابة.

* ما رأيك في الفتوي التي أصدرتها هيئة الشؤون الدينية التركية التي تجيز استخدام اللاصق الطبي خلال نهار رمضان؟

- إذا كان المراد من هذا اللاصق الطبي تقليل الشعور بالجوع خلال الصيام، فإن استخدامه مكروه، لكنه لا يبطل الصوم. فاستعمال اللاصق يقلل من الحكمة التي أرادها الشارع من الصوم ،مثل تحمل المشقة والشعور بمعاناة الفقراء، ورأيي أن استخدام هذا اللاصق يقلل من أجر الصائم.

اجمالي القراءات 10617