بسم الله الرحمن الرحيم
الإيمان بالغيب : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي .وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي.وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي .يَفْقَهُوا قَوْلِي)
أثيرت فى الفترة الأخيرة مناقشات حول موضوع شائك ألا وهو موقف غير المسلمين الذين ماتوا وهم يحسنون صنعا .او بمعنى أخر قدموا كثيرا من ألأعمال الصالحة فى حياتهم الدنيا . هل هم من اهل الجنة ام من أهل النار يوم القيامه ؟؟ ثم إتسع مجال التساؤلات وتشعب إلى ان عرج على نقاط أخرى سنوردها فيما بعد .. وقد بدأها أخى المستشار ش&NtilNtilde;يف هادى بمقالتين تحت عنوان (فى الجنة أم فى النار ) ودارت حوله مناقشات كثيره مما جعله يكتب مقالا آخر تحت عنوان( هل أتى على الإنسان حين من الدهر ) دارت على أثره ايضا مناقشات وتعقيبات نتج عنها مقالات اخرى للأستاذين شريف أحمد وزهير جوهر تحت عناوين (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ).. و (وما أبرىء نفسى ) ...
و إنقسم الكتاب والمعقبون إلى فريقين مختلفين متناحرين حول النقاط الآتيه
...1- ما مو موقف المحسنين المصلحين من غير المسلمين فى الأخره حتى لو لم يكونوا من المقرين بوحدانية الله والإيمان به ولم يتبعوا شريعته؟؟
..2- هل العذاب فى الاخرة للأكثرية ام للأقليه ؟؟ أو بمعنى أخر هل أكثر من فى الآرض فى الماضى والحاضر والمستقبل من المؤمنين ام من الكافرين الضالين المشركين ؟؟؟
3- هل سيعذب المعذبون فى جهنم إلى ما لا نهاية او بتعبير القرآن خالدين فيها ابدا ؟ ام سيقضى عليهم ويموتوا وينتهى عذابهم بعد حين وتنتهى بنهايتهم غرف جهنم وتطفأ نيرانها وتصبح بردا وسلاما عليهم ام سيتحولون إلى كائنات أخرى وتغلق جهنم ابوابها وتظل الجنة فقط بأصحابها فى نعيم مقيم خالدين فيها ابدا ؟؟
4.هل صفات الرحمة الإلهية تجب صفات العدل والجزاء وخاصة لو كان الجزاء بالعذاب الأليم او بمفهومهم (هل ربنا سبحانه منتقم جبار قهار قاهر فوق عباده أم انه رحيم ودود لطيف ؟؟)
وللإجابة على هذه الاسئله –أقول .قد اجبت ومعى كثير من أخوتى الكتاب على الاسئلة الثلاثة الآولى يقدر ما فهمنا من تدبر لأيات الله الكريمات فى القرآن الكريم على صورة تعقيبات على المقالات السالفة الذكر فلا داعى لتكرارها مرة اخرى وندعوكم للرجوع إليها..
أما عن إجابة السؤال الرابع . فقبل الإجابه عليه اكرر اننى ممن لايفضلون الحديث عن الغيبيات حتى لو كانت حقائق مؤكده لأنا تشبه السير على المياه فالخطأ فيها يؤدى إلى ما لاتحمد عقباه والعياذ بالله .ولكن نظرا لخطورة الموضوع وخوفا من ان يتصور احد من خصوم الموقع اننا نهرب من الحديث عن بعض قضايا القرآن الكريم على موقع أهل القرآن قررت ان ادلى بدلوى طبقا لما فهمته من ايات الله وكتابه الكريم . ففى البداية نذكر إخواننا بما قلناه سابقا مرات ومرات وهو عندما نريد ان نعطى نتيجة إجتهاد أو حكم من خلال تدبر ايات القرآن الكريم فيجب ان نعرضه على معطيات القرآن الكريم كلها او بمعنى اصح نزنها على ميزان ومواصفات نتائج وتدبر موضوعات القرآن الكريم الكليه فإذا توافقت معها فبها ونعم وإذا خالفتها أو خالفة بعض منها فلنعد البحث والإجتهاد والتدبر مرة ومرات أخر حتى نصل إلى الفهم الصحيح او الآقرب إلى الصحيح من وجهة نظرنا طبعا ثم يبدأ فى نشر بحثه ونتائجه وليقل هذا رأى الباحث وليس رأى القرآن او راى الدين لكى لا نحمل القرآن والإسلام اخطاءنا .
فإذا رجعنا وطبقنا هذه القاعده على إجابتى هذه .فسنقسم الإجابه إلى ثلاثة اقسام . القسم الآول- هل نحن مؤمنون بوجود إلاها خالقا صاحب الملك والملكوت أم لا ؟
..بالطبع نعم نحن موءمنون بوجود الله ربنا سبحانه وتعالى بل ونؤمن به إلاها لا إله إلا هو سبحانه وتعالى لا شريك له ...عظيم –
ننتقل للقسم الثانى-- هل نؤمن بأنه سبحانه وتعالى ارسل انبياءا ورسلا للعالمين منذ أدم حتى نبينا محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام ام لا ؟
نعم نؤمن بهذا ..
عظيم
– هل نؤمن بأنه سبحانه أنزل كتبا لبعض من رسله للناس وكان خاتمهم هو كتابه الكريم القرآن الكريم أم لا ؟
نعم نؤمن بهذا
عظيم –
هل تؤمنون بصدق هذه الكتب وما جاء فيها عامة وما جاء فى قرآنكم خاصة أم لا ؟؟؟ نعم نؤمن بهذا .
-عظيم
– هل تؤمنون نظريا وعمليا بقول الله تعالى ( ومن اصدق من الله قيلا)...وقوله تعالى (الله لا اله الا هو ليجمعنكم الى يوم القيامة لا ريب فيه ومن اصدق من الله حديثا ).. ؟؟
نعم نؤمن نظريا وعمليا وتطبيقيا بأن ربنا سبحانه هو أصدق القائلين وحديثه هو أصدق الحديث ..
عظيم
ننتقل إلى القسم الثالث –
بعد هذا بما اننا نؤمن بالله وكتبه ورسله وبأنه اصدق القائلين وان حديثه اصدق الحديث إذا فعلينا أن نؤمن بالغيب الذى جاء فى القرآن الكريم ..لنكون من الذين قال الله فيهم (الم .ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ .الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ .وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ .أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
.ومن الغيب الذى جاء فى القرآن الكريم غيبان غيب ماضوى (اى حدث فى الماضى قبل نزول القرآن ) وغيب مستقبلى (ومنه ما اخبر عنه القرآن عن الموت والبرزخ والبعث والنشور والحساب والجزاء والثواب والجنة والنار وما سيحدث فيها من نعيم مقيم لأصحاب الجنة وعذاب اليم مهين شديد لأهل النار ).
ولو عدنا لمحاولة فهم عذاب الله للمشركين والكافرين من خلال إيماننا بالغيب الماضوى القرآنى عندما حكى عن قصص الأنبياء .لوجدنا ان ربنا سبحانه ارسل رسلا للاقوام السابقه ترشدهم إلى الإيمان به وحده لا شريك له وتحثهم على تطبيق شرائعه الوارده فى كتبه الكرام .. فمنهم من أمن معهم (مع الأنبياء والمرسلين ) بالله ومنهم من كفر وجحد وحاد الله ورسله ومنهم من تبع أئمة الكفر حتى لو كانت صورة هذا الإتباع تكمن فى موافقتهم الضمنية على اقوالهم وافعالهم .وبإرسال الأنبياء والرسل برسالات رب العالمين لأقوامهم تكون قد أقيمت عليهم الحجة ولم تعد لهم حجة على الله بعد الرسل .فكان جزاء الكافرين وتابعيهم الإهلاك فى الدنيا والعذاب الأليم فى الأخره .والأمثلة على ذلك كثيرة ولكننا سنشير إلى عناوين موضوعات لتلك الآقوم مثل إغراق قوم نوح . وإهلاك قوم عاد بالأحقاف بريح صرصر جعلتهم كأعجاز نخل خاويه –وأخذ قوم صالح بالصيحة . وإهلاك قوم لوط كما قال ربنا سبحانه فيهم (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ .فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ) وإغراق فرعون وملأه ومن بعدهم إبتلاء أهل مصر بالدم والضفدع والقمل والجراد وإهلاك قارون وملأه .
...فهل من أهلكوا كانوا هم الأكثرية فى اقوامهم أم كانوا الاٌقليه ؟؟؟
فمن قرائتى للقرآن الكريم عن قصص ألأنبياء وأقوامهم علمت ان الكافرين كانوا هم الأكثرية وأن المؤمنين مع رسل الله كانوا هم الأقليه بل وصل ألأمر مع بعض الأنبياء انه لم يؤمن معهم سوى بعض آله وأهله.....
وهنا نسأل سؤالا هاما – هل الإهلاك فى الدنيا مع قليل من العذاب ثم الوعيد بالعذاب الاليم فى الآخرة يتنافى مع عدل الله ورحمته ؟؟؟ وهل إإنتقصت اوامر الله لملائكته بإهلاك الكافرين من الأمم السابقة شيئا من رحمته ؟؟؟؟
لا والف لا فهذا ليس منافيا لعدله ورحمته سبحانه ولا ينتقص منهما شيئا ...
وكمثال يحكى لنا ربنا سبحانه فى قرآنه عن عذاب الأمم السابقة فى غيبه الماضوى وان ذلك العذاب لا يمنع عنهم كلمة الله انهم اصحاب النار .فى اوائل سورة غافر التى يقول فيها ربنا سبحانه (حم .تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ .غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ.مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلاَّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ .كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَالأَحْزَابُ مِن بَعْدِهِمْ وَهَمَّتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِرَسُولِهِمْ لِيَأْخُذُوهُ وَجَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ فَأَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ .وَكَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ.)..... منهما شيئا ..
إذا إذا كنا نؤمن بالغيب الماضوى فى القرآن الكريم وبما جاء من اخبار للأمم السابقة فلماذا لا نؤمن إيمانا نظريا وعمليا وتطبيقيا بما ورد فى القرآن عن الغيب المستقبلى كما هو –اى ان هناك حساب وثواب وعقاب وجنة ونار ونعيم وعذاب وانهما(اى النعيم والعذاب ) خالدين ابدا وأن أهل النار هم الاكثرية وأهل الجنة هم الأقلية كما بينت قصص الأنبياء وكما ذكرنا من ايات فى تعليقاتنا السابقه على المقالات المذكوره سابقا .
ومن هنا نأتى إلى سؤال آخر ..هل يجوز للمؤمنين بالله ان يركنوا إلى الطمأنينة حتى تصل بهم إلى درجة الأمانى فى غفران الله ورحمته دون الخوف من عذابه ؟؟؟
لا ثم لا ثم ....لماذا ؟؟ لأن القرآن الكريم يطلب من المؤمنين دائما فى صحوتهم ونومهم ان يكونوا متقين لله خائفين منه وأن يكونا بين حالات الخوف من عذابه والطمع فى عفوه وغفرانه راجين رحمته والفوز بجنته ...وقد تجلى ذلك فى بعض أوامر القرآن ألاتيه .( الذين هم فى صلاتهم خاشعون ) :(وقوموا لله قانتين )::( إدعوا ربكم تضرعا وخفية انه لا يحب المعتدين) وقوله سبحانه (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين) ::: وقوله تعالى (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون ): (افامنوا مكر الله فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون):: والذين يؤمنون يعلمون بأن رحمة الله وسعت كل شىء بشروطها وليست على إطلاقها وأن ربى غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب .وقد تجلى ذلك فى قوله تعالى .
:( قال عذابي اصيب به من اشاء ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم باياتنا يؤمنون):::وقوله سبحانه (حم .تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ .غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ .)... ----ولنعد إلى مناقشة نقطة أخرى غاية فى الآهمية مرتبطة بالموضوع الا وهى ::
هل الرسالات السماويه وصلت للناس جميعا عبر الزمان وعبر المكان منذ أدم عليه السلام وحتى تقوم الساعه ؟؟؟؟؟؟
فمن وجهة نظرى ومن خلال ما فهمته من ايات القرآن الكريم .. نعم ثم نعم ثم نعم ....لماذا ؟؟ لأننا لو تدبرنا ايات القرآن لوجدناها تتحدث عن صنفين من البشر بلغا رسالات ربهم واوامره للناس عبر زمانهم ومكانهم .وهما صنف الأنبياء والرسل والمنذرين والصنف الآخر هم الشهداء –- .فرسل الله وانبياءه ونذره نزلت عليهم الرسالات وبلغوها اقوامهم ومن عاصرهم .ثم تلاهم سواء فى زمانهم (اى فى زمن الرسل ) الشهداء وهم الذين يقومون بنصح الناس وإرشادهم إلى العودة إلى الله وحده والإيمان به وإتباع كتبه لا شريك لها فى كل العصور .كأمثال المخلصين الداعين منكم إلى توحيد الله وإتباع كتابه وحده لا شريك له القرآن الكريم والذين لا يعلمهم إلا الله سبحانه وتعالى علام الغيوب ..وعلى فكره الشهيد هو الشاهد بالحق على قومه وليس من يقتل فى الحروب وفى سبيل الله او فى الدفاع عن الحق او عن نفسه وماله وعرضه فأولئك سماهم القرآن الكريم بالقتلى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ) ... والدليل على ما قلته سابقا هو ايات الله البينات ألآتيه (واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون )....وقول الله تعالى (انا ارسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وان من امة الا خلا فيها نذير).. إذا من وجهة نظرى ان كل الأمم والخلائق وصلتها رسالات الله واياته وليس لهم حجة على الله ...
وفى النهايه نلخص القول فى الآتى عدم التصديق بالغيب القرآنى الماضوىوالمستقبلى كلاهما او أحدهما يؤدى إلى عدم الإيمان والتصديق بصدق الله فى قوله وحديثه مما يؤدى إلى اللحود فى ايات الله وكتابه ومعاجزة اياته مما يؤدى بالنهايه إلى الكفر بالله واياته دون ان ندرى ونحن نعتقد اننا نحسن صنعا .وهذا ما أحذركم وأحذر نفسى معكم منه .وألا نركن إلى طمأنينة ألامانى والا نحكم على غيبيات القرآن بعقولنا وقلوبنا وعواطفنا فحكم الله وعدله ورحمته وعذابه لا يخضع لمستويات عقولنا ولا لأهواءنا ولا لمشاعرنا وقلوبنا او ما اسميه اهواءنا .وأحذركم وأحذر نفسى من ان نقع فى حبائل الشيطان ونصبح جندا من جنده دون ان ندرى ولنتذكر دائما قول الله تعالى (ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير)......واستغفرك ربى واتوب إليك.ولا إله إلا انت سبحانك إنى كنت من الظالمين .
)