أرجع الجدل الدائر إلى مكانته في العالم الإسلامي
القرضاوي يدعو إلى مقاومة المد الشيعي ويؤكد أن إيران بلد مطامع
تركي العوين من الرياض: على الرغم من تعرضه لهجوم عنيف من مراجع شيعية بارزة، جدد الداعية الإسلامي السني الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مهاجمته لما أسماه "نشر المذهب الشيعي بين أبناء السنة".
رفع دعوى قضائية ضد القرضاوي بتهمة التطاول على "الشيعة"
وحذر الدكتور يوسف القرضاوي من أن هناك محاولات فعلية حاليًا لنشر المذهب الشيعي في بلاد إفريقية بينها مصر والسودان والمغرب والجزائر ونيجيريا، مؤكدًا أن إيران بلد مطامع وأحلام الإمبراطورية الفارسية الكسروية القديمة، والمسألة مخلوطة بنزعة فارسية مع نزعة شيعية مذهبية مع تعصب.
وتحدث القرضاوي عن المد الشيعي والمطامع والأحلام الإيرانية، قائلاً إن بلادًا كثيرة كانت سنية خالصة أصبح فيها شيعة، وأوضح قائلاً: مصر التي اعرفها جيدًا، واعرف أنها قبل عشرين سنة لم يكن فيها شيعي واحد منذ عهد صلاح الدين الأيوبي، استطاعوا أن يخترقوها، وأصبح لهم أناس يكتبون في الصحف ويؤلفون كتبا ولهم صوت مسموع في مصر، وكذلك في السودان وتونس والجزائر والمغرب، فضلا عن البلاد غير العربية مثل واندونيسيا وماليزيا ومثل نيجيريا والسنغال.
وتابع في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط السعودية الخميس إذا لم يقابل المد الشيعي بالمقاومة، ستجد بعد مدة أن المذهب الشيعي تغلغل في بلاد السنة وهناك تصبح مشكلة كبرى، وتصبح أقلية شيعية تطالب بحقوقها وتصطدم بالأكثرية السنية، وهنا تشتعل النار وتكون الحروب.
وأضاف: عندما نبهت لهذا الأمر أردت أن أحول دون الفتنة الكبرى المستقبلية، وهو نوع من استشراف المستقبل، ومن الاحتياط للغد حتى لا نقع في معارك بين أبناء الأمة بعضهم البعض.
مشددًا على أن تحذيره من المد الشيعي لا يعني تجاهله وحدة الأمة الإسلامية، حيث أشار إلى أهمية اجتماع أهل القبلة على أهداف محددة ولمصلحة دينهم ودنياهم ومواجهة أعدائهم المشتركين.
ودعا رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أن يتولى أهل العلم بحث الأمور الخلافية بين السنة والشيعة.
وأكد القرضاوي أنه شدد في كافة مؤتمرات التقريب بين المذاهب على أن "سب الصحابة خط أحمر يجب ألا يتم تجاوزه، لأنهم الذين نقلوا إلينا القرآن وفتحوا الفتوح ونشروا الإسلام"
ورأى أن إيران تنفق أموالا لتحويل السنة لخدمة قضيتها السياسية.
وقال قطعا الأموال لها دور ولكن لا استطيع أن اتهم كل واحد يؤيد إيران انه قبض منهم ولا استطيع اتهام الجميع بهذا هناك أناس قبضوا ولا زالوا يقبضون وبينهم وبين إيران دورات مكوكية وهذا معروف.
وأرجع الشيخ يوسف القرضاوي الجدل الذي أحدثه حواره مع «المصري اليوم» إلي مكانته في العالم السُني، وأن الذين شنوا عليه حملة اتهامات يعرفون أنه ليس «وهّابيا مغاليا»، وإنما سُني معتدل.
وقد ثار جدل حاد بين القرضاوي ومراجع شيعية، بعد أن أدلى الأول بحديث في التاسع من سبتمبر/أيلول لصحيفة "المصري اليوم" المصرية، انتقد فيه "المد الشيعي داخل المجتماعات السنية".
وعقب الحديث المذكور، تعرض القرضاوي لهجوم عنيف من مراجع شيعية بارزة، ونشرت وكالة الأنباء الإيرانية شبه الرسمية (مهر) ما اعتبره الشيخ "إسفافا بالغا" حين قالت الوكالة إن تصريحات رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين جاءت نيابة عن زعماء الماسونية العالمية وحاخامات اليهود, مؤكدة أن الشباب العربي أصبح يتوجه في الوقت الراهن للمذهب الشيعي، ورد عليه القرضاوي ببيان مطول أصدره من الدوحة، وأكد فيه حرصه على وحدة العالم الإسلامي.
تحريض إيراني
وشنت مواقع إلكترونية تابعة لمؤسسات دينية وسياسية إيرانية وشيعية هجوما قاسيا على رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي, حيث تؤكد مصادر "إيلاف" أن المواقع الشيعية المذكورة تجاوزت مرحلة الإدانة والاستنكار إلى التحريض ضد القرضاوي.
كما شنت أجهزة الإعلام الإيرانية حملة ضد الشيخ القرضاوي مركزة على خصوصياته وسلوكياته الشخصية.
وأعلن مئات من المثقفين العرب تضامنهم مع الدكتور يوسف القرضاوي في مواجهة الهجمة الشيعية التي استهدفته مؤخرا، وأكدوا أن تلك الحملة تكشف عن أحقاد تاريخية لم يثنها تسامح العلماء السنة معها.
وقال المثقفون في بيان نشر في موقع "المسلم" إنهم تلقوا بأسف بالغ حملة الافتئات والتشويه الظالمة والمتعمدة من مراجع ووسائل إعلام شيعية للشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي والتي تناولت جملة من الأكاذيب والافتراءات منبتة تماما عن الصحة.
وذكر المثقفون العرب جموع المسلمين بأن من يكرس الطائفية في العالم الإسلامي هو من أسهم في تذبيح وتشريد وتهميش أهل السنة في كل من العراق وإيران وما زال يحرك الفتنة في الخليج واليمن ولبنان، وتخلو أجندته من تحريك بيادقه في اتجاه تل أبيب وواشنطن ولندن، وأن من يقوم بجهد تشييعي في الداخل السني لا يقوم بنظيره في الخارج غير المسلم.
انقلاب ضد القرضاوي
وكانت تقارير إعلامية قد أثارت الجدلَ بعد حديثها عن انشقاق داخل الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على خلفية تصريحات رئيس الاتحاد الشيخ يوسف القرضاوي حول الغزو الشيعي لدول عربية. حيث ذكر موقع «المصريون» على شبكة الانترنت أن هناك تحركاً متسارعاً خلال اليومين الماضيين ضد بيان القرضاوي يقوده الدكتور محمد سليم العوا، الأمين العام لاتحاد علماء المسلمين، والذي يرأسه الدكتور يوسف القرضاوي، إلا أن العوا نفى في بيان تلقت صحيفة الشرق الأوسط نسخة منه أن يكون لهذا الكلام أساس من الصحة. قائلاً إن الخبر المنشور على موقع «المصريون» عن تحركه ضد الدكتور القرضاوي خبر ليس له أي أساس من الصحة، وهو كذب محض، مشيرا إلى أنه (العوا) سوف يتخذ الإجراءات القانونية المناسبة ضد هذا الموقع ومحرر الخبر.
اشتداد الجدل
وتفاعلت المواجهات الكلامية بين شخصيات ومرجعيات دينية شيعية وأخرى سنية على خلفية التصريحات التي أدلى بها الداعية الإسلامي (السني) يوسف القرضاوي والتي اتهم فيها الشيعة وعلى الأخص الإيرانيين بنشر مذهبهم في العالم السني، وخصوصا في مصر.
حيث يدرس علماء من المذهب الشيعي اصدار بيان يفند ما اسماها ادعاءات القرضاوي.
ويحذر خبراء من إمكانية أن تؤدي تصريحات العالم المصري الشهير يوسف القرضاوي إلى احتدام جدل حول مخاطر النزاع الطائفي بين أكبر مذهبين في الإسلام.
إلا أنهم أكدوا أن المد الشيعي واقع ملموس وخطورته ليست دينية بقدر ما هي سياسية لأنهم يدينون بالولاء لإيران.