دعا باراك أوباما إلى جبهة موحدة ضد تهديد داعش والقاعدة الإرهابيين تعتمد استراتيجية شاملة، تضم المكافحة الإعلامية لبروباغندا داعش.
مروان شلالا من بيروت: تتسع مروحة محاور الحرب التي يشنها التحالف الدولي على تنظيم (داعش). فقد أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، في قمة "مكافحة التطرف العنيف" في البيت الأبيض الخميس، عن برنامج جديد لمواجهة الدعاية التي يعتمدها داعش، وذلك انطلاقًا من دولة الإمارات العربية المتحدة.
مواجهة بروباغندا الإرهاب
تستند هذه القمة على استراتيجية "تمكين الشركاء المحليين لمنع التطرف العنيف"، التي أعلن عنها البيت الأبيض في العام 2011، وتعدّ أول استراتيجية وطنية لمنع التطرف العنيف في الولايات المتحدة.
ودعا أوباما في خلالها المجتمع الدولي لتشكيل جبهة موحدة ضد تهديد داعش والقاعدة الإرهابيين، مؤكدًا أن الخيار العسكري عنصر واحد فقط بين عناصر عدة، "تجتمع في سياق استراتيجية شاملة وجامعة، تستهدف إيديولوجية القتل التي تتبناها الجماعات الإرهابية، وبنيتها التحتية، وتقنياتها الدعائية وأساليبها في التجنيد".
وقال أوباما: "الولايات المتحدة تشترك مع الإمارات لإنشاء مركز جديد للاتصالات الرقمية، للعمل مع رجال الدين وقيادات المجتمع المدني من أجل مواجهة بروباغندا الإرهاب"، مناشدًا الدول المجتمعة في واشنطن المشاركة في التصدي لـ"آيديولوجيات الكراهية".
مقاربة شاملة
وكان المشاركون في قمة مكافحة التطرف العنيف دعوا إلى تبني مقاربة شاملة، تعالج منابع آفة التطرف المستمرة في التفشي، خصوصًا بعد تعاظم قوة داعش في مناطق عراقية وسورية واسعة.
قال بان كي مون، أمين عام الأمم المتحدة، الذي حضر القمة: "ثمة ضرورة إلى تبني مقاربة متعددة الأبعاد في مكافحة الارهاب المتطرف، تسير جنبًا إلى جنب مع تعزيز الاجراءات التي تحمي حقوق الإنسان، ولمواجهة هذه الظاهرة التي تشكل اليوم تحديًا أمنيًا كبيرًا على مستوى العالم، مع تعاظم قوة داعش وبوكو حرام، يتعين معالجة الأسباب الجذرية التي تشجع على ظهور إيديولوجيات الكراهية، لذا نحن بحاجة إلى استراتيجية شاملة تنتصر للانسجام والتكامل والسلام".
سلاح التحصين
وسلط ناصر جودة، وزير الشؤون الخارجية الأردني، الضوء في القمة على أهمية الدفاع عن قيم التسامح والسلام بمواجهة تنامي العنف والإرهاب، وعمليات القتل الفظيعة التي يرتكبها داعش والجماعات الإرهابية الأخرى، في عدد من بقاع العالم. وأكد جودة على أهمية وضع استراتيجية شاملة، "تهدف إلى اجتثاث جذور التطرف عبر إجراءات سياسية تحسن من الوضع الاجتماعي والاقتصادي للسكان وتحصن المجتمع، خصوصًا فئة الشباب، بمواجهة آفة التطرف.
من ناحيته، قال نيك راسمومسن، مدير المركز الأميركي لمكافحة التطرف: "تنامي قوة داعش يفسر باستغلالها للشبكات الاجتماعية والتكنولوجيات الحديثة، وأفضل طريقة لصد الإيديولوجيات المدمرة لهذه الجماعة المتطرفة تمر عبر حماية وتحصين الشباب".
- See more at: http://www.elaph.com/Web/News/2015/2/984777.html#sthash.0dWxwTN7.dpuf