تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 19
وبدون المقدمة التى تعودت ان أضعها فى مقدمة التساؤلات , والتى لا أشك ان الأغلبية قد عرفوها وعرفوا لماذا اضع تلك التساؤلات, فسوف اتوجه مباشرة الى تساؤلات اليوم.
فى سورة البقرة آية ( 161) يقول عز وجل:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ
فأن يلعنهم الله والملائكة, فهذا مفهوم ولا تساؤل حوله, ولكن الناس, كيف يمكن للناس ان يعرفوا أولئك الذين كفروا, وماتوا كفارا, اليس الكفر والإيمان شيئ بين الإنسان وربه, الم يقل سبحانه وتعالى (ذلك مبلغهم من العلم ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بمن اهتدى ) فهل يمكن ان يختلف معنى الضلال والهدايه عن الكفر والإيمان, اى هل من الممكن ان يكون الإنسان ضال لا يعلم عن ضلاله سوى الله , بينما يكون مؤمنا امام الناس فلا يلعنونه, او ان يكون قد اهتدى ولا يعلم عن هدايته سوى الله طبقا للآيه, بينما يعتقد الناس انه كافرا فيلعنونه. هل هناك اختلاف بين الكفر والضلال, وبين الهداية والإيمان. أم ان تلك اللعنه التى تحدث عنها القران, تقع وتحدث بعد الموت وبعد الحساب يوم القيامه حيث يصبح كل شيئ معلوما ومعروضا امام الجميع.
فى سورة البقرة أيضا آية ( 158) يقول سبحانه وتعالى:
إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ
لقد قتل موضوع كيف يعرف المسلم شعائر الحج....الخ, وهو من الأسئلة المفضله لدى من يسمون انفسهم اهل السنة والتى يقولون لولا السنه لما عرفنا شعائر الحج.....الخ, ولكن سؤالى عن هذه الآيه يختلف قليلا, وكلمة ( لا جناح ) أفهمها على ان معناها لا ذنب عليكم او بمعنى اخر ان ما تفعلونه ليس محرما او لن يعاقبكم الله عليه إذا فعلتموه او شيئ من هذا القبيل, ولكن الا يعنى ذلك أيضا ان ذلك الفعل ليس ((مفروضا او إجباريا )), بمعنى اصح, ان الصفا والمروة من شعائر الله, فهذا مفهوم, ولكن إن كان الطواف ليس اختياريا او إن كان إجباريا, ألم يكن اولى أن يقول عز وجل فعليه ان يطوف بهما, بل وأن يحدد عدد مرات الطواف, فهناك اوامر مباشرة من الله فى الكثير من شعائر العباده مثل اسجدوا وأركعوا وأعبدوا ..........الخ فلم يأت أى منها بذلك التعبير -لا جناح عليكم - ان تسجدوا , أو لا جناح عليكم ان تصوموا, لأنها كلها ليست اختياريه بل اجبارية..........
من سورة البقرة أيضا آية (177) قال العلى القدير:
لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّآئِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
لماذا قال ( والكتاب) كمفرد, رغم انه قال بعدها والنبيين, ونعلم ان هناك اكثر من كتاب جاء به النبيين, فهل نفهم من ذلك انه يعنى عند قوله الكتاب كمفرد, ان كل الكتب السماويه هى كتاب واحد, ام انها فى كتاب واحد, ام انه يعنى لكل إنسان كتابه وعليه ان يؤمن به, ام ان تلك الآيه موجهة الى المسلمين التابعين لمحمد ( ص) ويعنى هنا بكلمة الكتاب - القرآن - فقط.
ومازلنا مع سورة البقرة, ففى الآيه 187 :
أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
ادرك جيدا ان تلك الآيه قد نوقشت عددا لا حصر له من المرات, ولكنى اود ان اعرف بصفة مؤكدة الجزء المتعلق ب ( لا تباشروهن وانتم عاكفون فى المساجد) , فهل كان من عاداتهم مباشرة النساء فى المساجد او وهم عاكفون فى المساجد قبل ان تنزل الآيه لتحرم ذلك, ام ان تفسير لا تباشروهن يختلف عن ما هو معروف بأن المباشرة هى العلاقة الجنسية بين الرجل وزوجته, وقد قيل ان المباشرة هى تلامس البشرتين, وإن كنت غير مقتنع بذلك التفسير.
اللهم اهدنا الى صراطك المستقيم وأرحمنا يا أرحم الراحمين.