قال إبراهيم محلب، رئيس الوزراء المصري إن "الشعب المصري لم ولن يصدق التسريبات التي تذيعها القنوات التابعة لجماعة الإخوان من تسريبات" ووصفها بأنها "محرضة على العنف".
وجاءت تصريحات محلب ردا على ما قالت إحدى الفضائيات المؤيدة لجماعة الإخوان المسلمين إنه تسريب لمكالمة هاتفية بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وقت أن كان وزيرا للدفاع، ومدير مكتبه اللواء عباس كامل، ورئيس أركان القوات المسلحة الفريق محمود حجازي.
وجاء في التسجيل الصوتي المزعوم، أن الرئيس المصري أصدر تعليمات لكامل بالاتصال بزعماء دول الخليج لطلب مساعدات مالية تصل إلى 30 مليار دولار.
وجاء في المكالمة أن مدير مكتب وزير الدفاع آنذاك، والذي يشغل حاليا منصب مدير مكتب رئيس الجمهورية، وصف بعض دول الخليج بأنها "أنصاف دول".
وكانت النيابة العامة المصرية قد أصدرت منذ شهرين بيانا يحذر من نشر مثل هذه التسريبات، واعتبرتها "محاولات لزعزعة الاستقرار" وفقا للبيان الذي أكد أنها "تسريبات مفبركة استخدمت فيها تقنيات عالية، وساهمت فيها أجهزة مخابرات دولية".
"محل شك"
وتحدث محمد عبد الرحمن، المحلل الإعلامي، لعاطف عبد الحميد صحفي بي بي سي في القاهرة قائلا إن "معضلة التسريبات لا يمكن حلها بسهولة. فالأمر هنا في مصر أكثر تعقيدا لأن هناك فارق كبير بين تلك النوعية من التسريبات غير المحققة وما ينشره موقع ويكيليكس، على سبيل المثال، من تسريبات تتضمن وثائق يمكن التحقق من صحتها".
وأضاف عبد الرحمن أن "تلك التسريبات التي تنشرها وسائل الإعلام المختلفة تظل محل شك ولا يمكن التحقق من صحتها بأي وسيلة تقنية. وقد تكون لهؤلاء الأشخاص بالفعل، ولكننا لا نعلم هل تم التعامل معها بالحذف أو بالإضافة".
وأكد عبد الرحمن أن "بث تلك التسجيلات مناف تماما للأخلاقيات المهنية والصحفية لأنها تجسيد لاعتداء على الحريات الشخصية وخصوصية الأفراد. ولا يصح لأي قناة أو وسيلة إعلام أن تنشر ما يعد انتهاكا للخصوصية، خاصة إذا انطوى على تحريض".
"تصعيد درامي"
على الجانب الآخر، هناك من يرى أنها مواد قيمة تكشف حقائق هامة أمام الجمهور وينبغي تناولها بالتحليل لمعرفة انعكاساتها على المشهد السياسي الحالي.
ووصف أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، في مكالمة هاتفية مع بي بي سي التسجيلات المزعومة بأنها "تصعيد درامي عنيف للصراع في مصر" مضيفا أن "الجيل الأول من تلك التسريبات أصاب في مقتل فكرة استقلال القضاء وكشف عن تفاصيل كثيرة لها علاقة بقضايا يتم التدخل بها من قبل السلطة التفيذية، تحديدا سلطة الجيش واللواء ممدوح شاهين".
وعدد نور الأجيال تصنيفات تلك "التسريبات" إذ رأى أن "الجيل الثاني أو التسجيل الثاني ضرب الذراع الثاني للنظام، وهو الإعلام وكشف حجم الضغوط والإملاءات التي يتعرض لها الإعلام المصري".
وأضاف نور أن "الجيل الثالث فكان التسجيل المسرب السبت، الذي ظهر به صوت السيسي للمرة لأولى، فضرب التحالفات الإقليمية" في إشارة إلى التحالفات المصرية مع دول الخليج.
وقف البث
وكانت قناة "مكملين"، المعروفة بتأييدها لجماعة الإخوان قد نشرت على مدار الشهرين الماضيين تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية نسبتها إلى اللواء عباس كامل، مدير مكتب الرئيس السيسي، مدير مكتب وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي آنذاك.
وتلك التسجيلات تتناول بعض الموضوعات ذات الصلة بإدارة الدولة والتدخل في أعمال القضاء والتزوير في الأوراق الرسمية وغيرها من الممارسات المخالفة للقانون التي زعمت "مكملين" تورط قيادات عسكرية بها.
وتفيد تقارير بأن تلك القناة تعرضت للتشويش وانقطاع البث في الموعد الذي حددته لإذاعة ما أسمته بـ "التسريب" وفقا لجهات متابعة إعلامية.
وتقوم الخارجية المصرية في الوقت الراهن بجهود دولية من أجل التوصل إلى اتفاق مع دول أوروبا على وقف بث القنوات المؤيدة للإخوان.
وكان مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية حاتم سيف النصر، قد طالب، منذ أيام، سفراء دول أوروبا وسفير الاتحاد الأوروبى جيمس موران باغلاق القنوات التابعة لتنظيم الاخوان والتي تبث من خلال الأقمار الصناعية الاوروبية، والتي تعمل علي "التحريض علي العنف والقتل في مصر".